[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الفروق السبعة بين الاحتلال الفارسي لليمن والاحتلال الابيض لجنوب افريقيا

هناك نقاط تشابه بين الشعبين اليمني والجنوب افريقي وهناك نقاط اختلاف وكلا الشعبين يتشابهان في كونهما تعرضا للغزو والاحتلال لفترة طويلة من قبل غاز معتد قام باستعبادهما والغائهما ثم صار مع مرور الوقت جزءا من الشعب نفسه.

فالشعب الجنوب افريقي تعرض للاحتلال من قبل محتل اوروبي ألغى الشعب الاصلي واستوطن في البلد إلى ان اصبح المستعمر يحمل جنسية البلد التي استعمرها. واليمن تعرض للاحتلال الفارسي الذي استعبد الشعب اليمني واستوطن في ارضه وظل يحكمه لقرون واصبح مع مرور الوقت يحمل جنسية اليمن مع فوارق عديدة بين حالتي اليمن وجنوب افريقيا هي كالتالي:

- المستعمر الاوروبي جاء إلى جنوب افريقيا وهي متخلفة لا حضارة لها ولا عمران فيها لكن المستعمر الفارسي على العكس جاء إلى اليمن وهي ارض حضارة وعمران فقتل فيها الحضارة والعمران.

- المستعمر الاوروبي مارس على ابنا جنوب افريقيا عنصرية اللون الابيض تجاه اللون الاسود والمستعمر الفارسي مارس عنصرية لا تقوم على أي مبرر (لا مبرر لعنصرية ايا كانت) لا بسبب اللون بل عنصرية شعوبية يمارسها الفرس ضد العرب منذ ازمان عديدة.

- المستعمر الاوروبي لجنوب افريقيا لم يحاول ان يغلف عنصريته تجاه سكان البلد باي غلاف ديني أو فكري أو فلسفي وانما كان يمارس العنصرية بواقع التفوق المعرفي والفارق في الحضارة والهيمنة بينما المحتل الفارسي لليمن غلف عنصريته ضد الشعب اليمني بغلاف ديني ومذهبي وسلالي وقام بتحريف العقيدة التي يؤمن بها الشعب اليمني نفسه وجعلها تبرر هذه العنصرية وتفضي لجعل اليمني خادما عند من يحتله.

- كلا الشعبين اليمني والجنوب افريقي خرج من بينهما رموز دعت لإنهاء عنصرية المحتل وتغليب مبدأ التعايش والمساواة من امثال نلسون مانديلا في جنوب افريقيا ومحمد محمود الزبيري في اليمن وكلاهما ناضل ضد العنصرية بالكلمة والصبر والنضال بمنطق انساني راق، ولكن الفارق هو ان الشعب الجنوب افريقي اسوده وابيضه يفخر الان بنلسون مانديلا ويعتبره رمزا في حين استطاع العنصريون في اليمن تهميش الزبيري كرمز واعادة انتاج المشروع العنصري بأشكال مختلفة.

- المحتل الاوروبي لجنوب افريقيا قدم اعتذارا تاريخيا لشعب جنوب افريقيا عن كل الممارسات العنصرية التي اقترفها في حقه منذ قدومه إلى تلك الارض وفتح صفحة جديدة آمن فيها بحتمية التعايش والمشاركة والمواطنة المتساوية، والمحتل الفارسي لليمن على العكس من ذلك يرفع عقيرة مظلومية تاريخية مُدّعاة ويطلب هو الاعتذار ولايزال يجتهد إلى يومنا هذا في ابداع صيغ جديدة تعيد انتاج العنصرية والاستعباد من جديد. وهم حتى الان لا يعترفون انهم عنصريون اساسا بل يتهمون من يناضل من اجل المساواة بأنه هو العنصري!! ونتيجة لانعدام فارق اللون الموجود في حالة جنوب افريقيا لا ينجو اليمنيون من الوقوع في حبائل وافخاخ العنصرية الفارسية المقنعة.

- اتسم الاحتلال الابيض اثناء طوره العنصري لجنوب افريقيا بالغطرسة واتسم الاحتلال الفارسي الإيراني لليمن ببمارسة الكذب والدجل والكهانة والغيلة والغدر وتاليب بعض الشعب على بعضه وتجييشه ضد بعض.

- كانت دوافع عنصرية المحتل الابيض لجنوب افريقيا مبنية على الاستعلاء واستغلال جغرافية البلد المحتل واستغلال ثرواته في حين كانت دوافع العنصرية الفارسية في اليمن مبينة على اساس الكراهية والحقد والانتقام من الانسان اليمني الذي كان له الدور الابرز في سقوط امبراطورية الفرس على يد الجيش العربي المسلم قبل اكثر من الف سنة لهذا فإن الاحتلال الفارسي في اليمن هو احتلال تدميري انتقامي مهمته تعطيل اية امكانية لنهوض هذا الشعب بينما كانت مهمة الاحتلال الابيض في جنوب افريقيا استعمارية تقوم على استغلال ثروات البلد وتعميره في نفس الوقت دون وجود سند تاريخي من الحقد والكراهية والانتقام.

لاشك ان حصيلة الاحتلال الابيض لجنوب افريقيا رغم مأساوية ماضيها فإنها تثمر اليوم ثمارا ايجابية على انسان جنوب افريقيا الاسود في حين سلب الاحتلال الفارسي الانسان اليمني مقومات الحضارة واحتكر لنفسه فرص الترقي بطريقة يراد من خلالها تأبيد حالة التخلف التي اوجدها هذا الاحتلال في اليمن. هذا التخلف الذي من مظاهره ان اليمنيين أو قل كثيرا منهم، لا يفقهون الان حقيقة هذه القصة، ولأنهم اضاعوا بوصلتهم وجهلوا عدوهم الحقيقي فانهم يدورون اليوم حول مشاكلهم مثل جمل المعصرة لا يضعون ايديهم على حقيقة الجرح ولا ثمة امل في ان يبزغ من بينهم من يفك العصابة عن عيونهم.

زر الذهاب إلى الأعلى