خرجنا من السجن شم الأنوف
كما تخرج الأسد من غابها
نمر على شفرات السيوف
ونأتي المنية من بابها
ونأبى الحياة, إذا دنست
بعسف الطغاة وارهابها
ونحتقر الحادثات الكبار
إذا اعترضتنا بأتعابها
ونعلم أن القضا واقع
وأن الأمور بأسبابها
ستعلم أمتنا أننا
ركبنا الخطوب حناناً بها
فإن نحن فزنا فيا طالما
تذل الصعاب لطلابها
وإن نلق حتفاً فيا حبذا
المنايا تجيء لخطابها
***
أنفنا الإقامة في أمة
تداس بأقدام أربابها
وسرنا لنفلت من خزيها
كراماً, ونخلص من عابها
وكم حية تنطوي حولنا
فننسل من بين أنيابها
ويا رُب مملكة كنت قد
لهوت بها وبأصحابها
تظن السماوات تعنو لها
وتجثو خشوعا لأحسابها
وأن النبوة إرث لها
تتيه بها وبالقابها
وأنا عبيد خلقنا لها
لنبقى سجودا بأعتابها
وليست بشيء سوى انها
عجوز تجن بألعابها
تغذي البلاد بأسواطها
وتسقي الرعية من صابها
رجالهمُ عند سجانها
واموالهم عند سلابها
لئن جرعتنا مرير الحياة
فلا بد تشرب من صابها
أترمي بنا في عميق السجون؟
ونصبح عباد أنصابها
وتطمع من سخفها أننا
نكون كخلٌص احبابها
ولو عاملوا مثلنا السائمات
لداست حماهم بأعقابها
***
نصحت فقالوا هدمت البلاد
وزلزلت بنيان أقطابها
وما أنت والنصح في اسرة
تنال السماء بأنسابها
وقد نزل الوحي من أفقها
وحل النبي بأثوابها
وما الحق والعلم والعالمون
إلا قرابين محرابها
حذار الخطابة إن السجون
تهش إليك بترحابها
***
فيا ملكا لج في بطشه
وداس البلاد وأخنى بها
ودب لأمته في الظلام
دبيب اللصوص لأسلابها
وذر الغبار بأجفانها
وصب السموم بأعصابها
وقال لها مصر أم الفجور
تسيل الخمور بأبوابها
وبغداد عاصمة الملحدين
ومكة نهب لسلابها
وما الأرض إلا لنا وحدنا
ولكنهم غالطونا بها!!
***
نهضتَ لتخريب عمرانها
وقمتً لتحطيم ألبابها
ووطدت عرشك فوق القبور
وأزعجت رمة أصحابها
وشيدت مملكة للفناء
تقوم القيامة من بابها
ألم تخش من امة أصبحت
إليك تكشر من نابها؟
وتزار غضبى زئير الأسود
وانت الملوم بإغضابها
ستلقى مغبة ما قد صنعت
وتجني المخالب من غابها