إن العمالة اليمنية في السعودية مهددة بالتهجير الشامل على خلفية القرارات التي اتخذتها الحكومة السعودية في تطبيق اجراءات نظام الكفيل على العمالة اليمنية ، والتي حصرت العمل فقط لدى الكفيل فحسب وعدم السماح للعمال المقيمين في المملكة بالعمل لحسابهم الخاص سواء حصلوا على موافقة الكفيل أم لا ، وإنزال عقوبات مشددة بالكفيل وأرباب الأعمال في حال مخالفته ذلك ، بالإضافة إلى إجراءات ترحيل اليمني المقيم بطريقة شرعيه إن كان يعمل لحسابه الخاص ، ومنح وزارتي الداخلية والعمل في المملكة حق التفتيش والضبط بعد أن كان لا يتعدى الغرامة .
ان عشرات الآلاف من العمال قد تم تهجيرهم خلال الأيام الماضية بسبب تنفيذ تلك الإجراءات، إن العمالة اليمنية تتعرض للملاحقة الواسعة ومداهمة بيوتهم ومحلاتهم بدعوى مخالفتهم للإجراءات الجديدة بعد ان جرى استثنائهم خلال الفترة الماضية ، ورتب العمال أوضاعهم بناء على ذلك الاستثناء .
ان من شأن الاستمرار في تطبيق الاجراءات الجديدة وما يتبعها من عودة قسرية شاملة لملايين اليمنيين في المملكة أن يقوض الاستقرار في اليمن تماما وسينعكس بدوره على استقرار المنطقة بأسرها في وقت هي احوج ماتكون فيه للاستقرار .
لقد آن الأوان لكي يبني أكبر شعبين شقيقين في الجزيرة جسورا متينة من الشراكة الاستراتيجية تحقق لهما الاستقرار والتنمية وتستجيب للتحديات المشتركة في الحاضر والمستقبل من أجل المصلحة العليا للشعبين الشقيقين في اليمن والسعودية .
أدعو حكومة البلدين إلى القيام بكل ما من شأنه بناء شراكة استراتجية أدعوهما إلى إلغاء نظام التأشيرة في انتقال المواطنين للعمل أو الإقامة بين البلدين بحرية وسهولة تماماً كما كان الحال عليه قبل غزو نظام صدام حسين للكويت ، ادعو بشكل اخص الاشقاء في الحكومة السعودية إذ أن الأمر متوقف بدرجة رئيسية عليهم ، إن الحقيقة الراسخة بهذا الشأن هي أن كلا الشعبين الشقيقين يمثل العمق الاستراتيجي للآخر وفي قوة احدهما قوة للآخر وفي ضعفه وعدم استقراره ضعف وعدم استقرار ينال من الآخر ، هذا ماتقوله حقائق التاريخ والجغرافيا ، وما تمليه علينا روابط الجوار والقربى والدين والنسب.
لقد آن الأوان لأن نتجاوز تداعيات وقوف نظام علي عبدالله صالح بجانب غزو نظام صدام حسين للكويت وما خلفه من إلغاء الامتيازات والحقوق الممنوحة للعمالة اليمنية في المملكة العربية السعودية ، لقد رحل صدام وعلي صالح ونظامهما ، ولم يتبقى من تداعيات الغزو العراقي على الكويت سوى نظام الكفيل الذي هو نظام مجحف يحرم العمال من ابسط حقوقهم وهو مصدر لاستغلال كبير وسبب رئيسي لتهرب وتهريب واسع ، اراهن على الحس الأخوي والقومي لدى حكومة المملكة واراهن على قيم حضارية وارث تاريخي مجيد ممتد لآلاف السنين بين الشعبين وستمتد لآلاف مضاعفة في المستقبل الرحب في شراكة خلاقة ستعصم الشعبين من ويلات الشقاق والصراع وتقودهما إلى آفاق التعاون والحب والسلام.