أرشيف الرأي

تداعى الصفويون فهل من مغيث

كم هي المبشرات بانتصار الثورة السورية، وكم هو الزخم الشعبي المناصر للثورة من داخل ‏سوريا رغم المعاناة والألم وحجم ما يدفعون مقابل ذلك التأييد في أنفسهم وأعراضهم وأموالهم ومستقبل ‏أولادهم،

العالم العربي والإسلامي خلا من أي تضامن أو نصرة للشعب المنتفض لاسترجاع حقوقه، الثائر ‏انتصارا لكرامته وإعادة هويته وانتشالها من براثن الأسرية والطائفية ومخالب المستبدين، إلا ما ندر ‏من مواقف لا ترقى إلى مستوى الحدث، وجسامة الخطب، وحجم الكارثة الإنسانية، ذلك كله بعيدا عن ‏تحليل موقف الدول الغربية المتشدقة بحقوق الإنسان والدفاع عنها ، لكن في المقابل نلاحظ الفرس ‏وأذنابهم يقفون وبوضوح صفا واحدا للنيل من شعب سوريا، ويقفون سدا منيعا للحيلولة دون سقوط ‏طاغية رفضه شعبه، مع أنه لم يدع وسيلة قذرة تنكل بشعبه إلا استخدمها، بدءا من الذبح بالسكاكين ‏وانتهاء بصواريخ سكود، مع هذا دخل حزب حسن نصر الله على الخط في وقت مبكر ومعه بلاطجة ‏الحوثي قادمين من دهاليز صعده وغيرها حاملين معهم الكراهية والانتقام لشعب سوريا، وقفت إيران ‏بحجمها وثقلها وعدتها وعتادها ومن خلفها الصين وروسيا فالأولى نكاية بشعب سوريا وانتقاما، ‏والأخيرتين تجارة بالسلاح وحفاظا على المصالح ونكاية بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي هي ‏بدورها لم تقدم للشعب السوري غير السراب والوعود والأماني الفارغة..‏

‏ قدمت إيران دعما لا محدود لطاغية سوريا عسكريا -عدة وعتادا- واقتصاديا ولوجستيا، حفاظا ‏على بوابة إيران العربية التي يدرك الفرس أنها لو سقطت لما عاد بمقدورها فعل شيء في الخليج ولا ‏في غيرها، ولاحقا دخلت العراق الرسمية ممثلة بالمالكي الذي رفضه شعب العراق الحر وانتفض ‏عليه ولم يشغله ما لديه من مشكلات وأزمات، بل أمطر شعب سوريا بقذائف الموت، وحاصر ‏اللاجئين السوريين، وأغلق المعابر أمام النازحين والفارين من آلة الموت الاسدية، وها نحن اليوم ‏نسمع عن إرسال الصدريين عصابات جيش المهدي المعروفة بتجارة الموت، والتلذذ بدماء الأبرياء ‏في العراق، هاهي تنقل الماسي والإجرام إلى سوريا، وأمام هذا العنف المتراكم والمركب، وهذه ‏المجازر الوحشية، وذاك التنادي المرعب لفرق الموت من كل مكان يصمت العالم والعالم العربي، ‏فهل سيحظى شعب سوريا بالنجدة والنصرة يا أمة العروبة والإسلام:‏
كيف أغضيت على الذل ولم
تنفضي عنك غبار التهم
أوما كنت إذا البغي اعتلى
موجة من لهب أو من دم
اسمعي نوح الحزانى واطربي
وانظري دمع اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها
تتفانى في خسيس المغنم
رب وا معتصماه انطلقت
ملئ أفواه الصبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها
لم تلامس نخوة المعتصم

زر الذهاب إلى الأعلى