[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

هذا ما دار بيني والرئيس السابق علي عبدالله صالح

زرت الرئيس السابق علي عبدالله صالح وبينما كنا نتبادل اطراف الحديث فاجئني بسؤال لم اكن اتوقعه اطلاقا حيث سألني وقال بالحرف " اريد منك تقول لي بصراحه ايش رأيك عن فترة حكمي ؟ " ورغم انه فاجأني بهذا السؤال الذي لم أكن أتوقعه الا انني كنت وللامانة صريح معه إلى درجة كبيره اذ بدأت معه في الحديث عن الاخطاء والمساوئ والفشل الذي صاحب فترة حكمه وذكرت له بان الخطاء الكبير الذي ارتكبه اثناء فترة حكمه.

عندما اسند إلى أبنائه واخوانه وأقاربه وأنسابه المناصب الهامة والحساسة في الدولة رد عليا مباشرة قبل ان أكمل الحديث بنبرة غضب بالقول من حق اي رئيس ان يختار الطاقم الذي يريد فالرئيس الأمريكي بوش كان له طاقمه الخاص وعندما اتى اوباما جاء بطاقمه الخاص به فقلت له عفواً يا زعيم صحيح ان كل رئيس له الحق بان يعين ويختار الطاقم الذي يريد هو وصحيح ان بوش قد جاء بطاقمه الجديد عندما تسلم الحكم من كلينتون.

وصحيح أيضا بان اوباما جاء بطاقم جديد عندما تسلم الحكم من بوش لكن بوش أو اوباما عندما اختار وعين طاقما له لم يعين نجله قائدا للحرس الأمريكي ولم يعين اخوه قائد للقوات الجوية الأمريكيه ولم يعين ابن اخيه قائدا للامن الأمريكي ولم يعين ابن اخيه وكيلا للامن القومي الأمريكي ولم يعين ايا من انسابه اواقاربه محافظين ووزراء وسفراء ولكن طاقمه كان من الحزب الذي ينتمي اليه ولم يكن فيه احدا من اقاربه أو انسابه أو اصهاره.
ومازلت اتحدث معه عن الاخطاء والمساوئ التي حدثت اثناء فترة حكمه قائلا له من ضمن الاخطاء انك يا زعيم لم تحكم اليمن بالنظام والقانون بل حكمتها بالنظام التقليدي القبلي العسكري فكان يمثل الجناح القبلي لحكمك الشيخ عبدالله بن حسين الاحمر بينما كان يمثل اللواء علي محسن الاحمر بالنسبة لحكمك الجناح العسكري وهذه هي حقيقة النظام الذي كنت تحكم به اليمن ولان النظام الذي كنت تحكم به اليمن كان نظام تقليدي قبلي عسكري فان الفساد و التخلف والظلم كان سيد الموقف اثناء فترة حكمك اكتفيت بتلك النقطتين فقط للاشارة إلى الاخطاء والممارسات التي حدثت اثناء فترة حكمه ثم انتقلت إلى النجاحات والامتيازات التي تحققت اثناء فترت حكمة وقلت له لعل من اهم المنجزات التي حققتها اثناء فترة حكمك هي الوحدة اليمنية في العام 1990 والتي تحققت على يديك انت وعلي سالم البيض كما ان الحدث التاريخي الهام والذي لم تشهده اليمن والوطن العربي من قبل وهو الانتقال السلمي للسلطة الذي حصل في العام 2012 والذي انقلت فيه السلطة وعبر انتخابات رئاسية إلى عبدربه منصور هادي وبغض النظر عن المماحكات والمناكفات الحزبية والسياسية فهذا انجاز عظيم ومحسوب لك بالدرجة الاولى.
ولازلت في حديثي وهو يستمع إلى حديثي بشغف وبتمعن واهتمام لاني كنت معه صريح جدا وقلت له ايضا بان هناك مشاريع اخرى في المجال التنموي والخدمي تحققت اثناء فترة حكمك لاينكرها الا جاحد وكنت قد بدأءت اعددها ( طرقات – جامعات – مدارس – مستشفيات – سدود وغيرها ) الا انه فجاءة.. قاطعني وطرح علي سؤال وقال لي بالحرف " هات لي اسم شخصية وطنية ؟ " قلت له لكن هذه الشخصية الوطنية التي في مخيلتي قد توفت ورحلت يا زعيم فقال لي من هو ؟ قلت فرج بن غانم -رحمه الله-.
وبينما نحن معا نترحم على فرج بن غانم جاء الشيخ يحيى الراعي و الشيخ سلطان البركاني والاستاذ قاسم سلام والاستاذ صلاح الصيادي والشيخ محمد بن ناجي الشائف للاتقاء بالرئيس صالح وقد ادركت ومن خلال هذه الشخصيات بان هناك اجتماع بل واجتماع مهم ايضا فسلمت سلام الوداع على الرئيس السابق وانصرفت وقبل مغادرتي القيت نظره على مزرعة الواسعة والقيت فيها نظره سريعه واعجبت بشجره غريبة في تلك المزرعة لم اراء مثلها في حياتي فهي شجرة ذات الوان باهية ومنظر غاية في الروعة ذهبت مهرورا دون ان القي ادنى اعتبار لحراسة الرجل المنتشرة لمشاهدة تلك الشجرة عن قرب وتلمسها وكم تمنيت لو انهم سمحوا لي بادخل الجوال لكنت تمكنت من التقاط صوره بكيمرة الجوال لتلك الشجرة الغريبة الجميلة الساحرة
وبينما انا اتلمس تلك الشجرة اذا بي اسمع اصوات تتبادل النقاش فيما بينها وقد كانت اصواتهم خافته جدا لكني كنت اسمع بوضوح كل ما كان يدور بينهم من حديث حيث قال احدهم لايوجد ما يمنع الزعيم من الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة فرد الاخر وقال اكيد لايوجد ما يمنع الزعيم من الترشح للانتخابات القادمة أو غيرها فلايوجد نص صريح وواضح في بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية يمنع الزعيم من الترشح لانتخابات رئاسية قادمة بينما ذهب ثالث إلى ماهو ابعد من التخمينات والتوقعات اذ قال بانهقد تم البت في موضوع اختيار مرشح المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف لخوض الانتخابات الرئاسية القادمة في 2014 وان اسم المرشح الذي سوف يمثل حزب المؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف في الانتخابات الرئاسة القادمة هو الزعيم علي عبدالله صالح وبينما انا اتلمس تلك الشجرة وخيالي وتفكيري وذهني وجميع حواسي كلها لم تعد عند تلك الشجرة بل عند الحديث الهام لمنهم خلف الشجرة ولازالوا هؤلاء في حديثهم ولازالت انا عند تلك الشجرة اتلمسها فقال احدهم هل تعلمون لماذا حضر الراعي والبركاني وقاسم سلام والشائف والصيادي اليوم قالوا لماذا قال من شان مناقشة آخر المستجدات والترتيبات لموضوع ترشيح الزعيم في الانتخابات الرئاسية القادمة وبينما ذلك الشخص يشرح اذا بتلفونه يرن فقال بصوت مندهش الزعيم يتصل بي وبينما بدئ يجيب ذاك الشخص الذي لم اراء وجه على الاتصال ... اذا بي اصحا من نوم عميق وكأني قد نمت شهر باكمله وبينما انا اتناول وجبة الافطار خطر على بالي عدد من الاسئلة المتعلقة بذلك الحلم وبتلك الرؤيا وهي : هل مازال الرئيس السابق يطمح في العودة مرة اخرى إلى كرسي الحكم ؟ وفي حالة انه مازال يطمح ويحلم في كرسي الحكم وعن طريق الانتخابات طبعا.. هل يحق له هذا ام لا ؟ وهل هناك مايمنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة أو غيرها ؟ وهل هناك نص أو بند أو فقره واضحة وصريحة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية تمنعه من الترشح مرة اخرى ؟ وهل هناك نص أو بند أو فقرة في القانون والدستور اليمني يمنعه من الترشح لانتخابات رئاسية؟ وهل هناك حكما صدر من اي محكمه كانت داخلية أو خارجية يمنعه من الترشح ؟ شخصيا ووفقا للنظام والقانون والدستور اليمني ووفقا للمبادرة الخليجية وآليتها التفيذية لايوجد ما يمنع الرئيس السابق علي عبدالله صالح من الترشح لأي انتخابات رئاسية قادمة الا اني لست مع ترشحه مره اخرى ونصيحتي له وللمؤتمر الشعبي العام واحزاب التحالف ان لايترشح الرئيس السابق لاي انتخابات رئاسية قادمة حتى ولو كان الفوز من نصيبة ومضمون 100 % .
شخصيا وفي حالة اذا ما تقدم الرئيس السابق يوما ما للترشح لانتخابات رئاسية لن اعطية صوتي وسوف اقدم النصح لأولادي وجميع افراد اسرتي بذلك ليس لاني احمل في قلبي ذرة حقدا أو بغض لشخص علي عبدالله صالح لكني بصراحة اجد ان فترة حكمه لليمن والتي طالت مدتها لأكثر من ثلاثة وثلاثون عاما تعد كافية كافية كافية !

*رئيس المنتدى اليمني للتعليم العالي

زر الذهاب إلى الأعلى