أرشيف الرأي

اليمن ونظام «المحاصصة» السياسية!!

يمر الوطن اليمني بمرحلة سياسية إنتقالية دستورها المبادرة الخليجية وحكيمها السفير ‏الأمريكي باختصار.. هناك فراغ دستوري وتفريغ للقرار السياسي المعبر عن وجود الدولة ذات السيادة ‏الوطنية الكاملة ومن هذا المنطلق وجدت القوى السياسية ممثلة بالأحزاب المُعمرة والقبيلة ‏المتخلفة وشلة أمراء الحرب التقليديين مدني - عسكري وقوى الخارج الإقليمي والدولي طائفي ‏‏- انفصالي واخوات هذه القوى الفاقدة لقدسية الهوية الوطنية وقداسة الانتماء لليمن من ‏المسميات الدينية كالقاعدة ، الصاعدة ، الواعدة ، المهاجرين إلى الفوضى وأنصار الفيدرلجية ‏فرصتهم اللعينة للعبث بالوطن وتمزيق كرامته وخسخسة سيادته وتسول قراراته..‏

‏ بل وصل الحال بهؤلاء المهووسين بحب المناصب وعشق الكراسي وعقد قران السلطة إلى ‏ما يمكن أن نطلق عليه في المفهوم الجديد بالمناكحة السياسية كرديف للمحاصصة الوظيفية ‏وبديل لثقافة الكفاءات ومفهوم التكنوقراط في شغل الوظيفة العامة وخصوصاً منها الدبلوماسية ‏وما أدراك ما الدبلوماسية.!!؟ في تجارة الشنطة والبيع بالجملة والتجزئة.‏

‏ وهنا يمكن القول أن النظام الانتقالي في اليمن يواكب التطور لدى أمثلته من الأنظمة ‏العربية الجديدة التي أهتدت إلى أنظمة عصرية في تفعيل نظام الفتوى السياسية كالمناكحة ‏الجهادية الفترة الانتقالية للحكومة اليمنية تجاوزتها القوى الداخلية من المماحكة السياسية إلى ‏المناكحة السياسية..‏

حيث تعمل كل القوى بدون استثناء على استجلاب كبوشها الآدمية من الخارج وحرسها ‏القديم في الداخل وتقدمهم للحكومة كمرشحين لشغل مناصب عليا في الدولة المثخنة بالبطالة ‏المقنعة والكم الوظيفي الهائل ولكي تطبق عملية التوافق واستغلال كل القوى للمرحلة ‏الكرتونية سعت حكومة ظل المبادرة الخليجية على ابتكار نظام جديد وكان لها السبق في ‏القضاء على الشفافية والرجل المناسب... من خلال استحداث مواقع ومناصب جديدة ما أنزل ‏بها العُرف السياسي بفن ممكنه ولُعبته القذرة من سلطان الهدف منها اسيعاب الموالين لهذا ‏الطرف أو ذاك القرف المزكم للانواف..‏

على سبيل المثال إستحداث منصب وزير مفوض لدى واشنطن براتب حكومي ومكافئة ‏حزبية ودعم قبلي ومعونة إقليمية مهمته التسوق في شاشة التلفزة والترويج لعُرف القبيلة ‏ودورها القديم الجديد في عملية المناكحة السياسية إلى جانب منصب السفير المفوض لدى نفس ‏الدولة وعلى ذات المنوال موقع آمن للملحق العسكري لدى الرياض بدرجة قبيلي يعمل على ‏الحد من توغل الربع الخالي في الأراضي اليمنية ويساعد العلامة الحدودية على التمدد جنوباً ‏وشرقاً حتى في عملية الترشيخ لمؤتمر الحوار الوطني لم يكن نظام المناكحة السياسية غائباً ‏فبدلاً من ترشيح المؤهلات والقدرات الأكاديمية والقانونية والسياسية المجربة في قراءة ‏الأحداث وأساليب الحوار السياسي.. كان ترشيح الشيخ الموالي مقابل الشيخ البلطجي ، ‏المهرب مقابل المخرب ، الطائفي مقابل التجزيئي الناشط الحقوقي مقابل المرافق وقاطع ‏الطريق والقاتل... وذكرين مقابل أُنثى. ‏

وبتفعيل نظام المناكحة السياسية بطريقة مباشرة أو أساليب ملتوية يتضح أن مفهوم الحوار ‏الوطني والذي يخضع الآن لفترة إجازة مفتوحة لقضاء شهر السفر سوف يتوحم بالتمحور ‏ويتقيأ الحلول الجاهز بقوالب خارجية تحقق للقوى الداخلية مكاسب وظيفة هائلة وللقوى ‏الخارجية مصالح سياسية واقتصادية وحتى جغرافية على حساب مصالح الوطن وأن المرحلة ‏القادمة سوف تكون حُبلى بتوأم الفساد الداخلي والفوضى الخارجية.‏

‏ ونتاج طبيعي في ظل نظام المناكحة السياسية وغياب الحس الوطني وفقدان مناعة الهوية ‏الوطنية أن يتعرض الوطن للمزيد من المشاكل والصراعات وثقافة الهبر المادي والوظيفي ‏وخضوع السيادة الوطنية والقرار السياسي لأسماك القرش المحلية ونعاج وذئاب القوى ‏الإقليمية والدولية. فهل من صحوة ضمير استتر أيها الساسة..؟
وهل بقليل من الكرامة وشيء من خجل أيها المارون على جراحات اليمن.. ؟ يا الله وطن ‏مثقل بالألم يتعرض سِراً وعلانية للمناكحة السياسية. ‏

يمني مقيم في المهجر
شيفيلد - المملكة المتحدة ‏

Back to top button