حكومتنا الرشيدة للأسف الشديد تحاول التملص من مسؤولياتها وواجباتها إزاء الانتهاكات الصارخة التي بات يتعرض لها اليمنيون المحتجزون في اريتريا وغيرها من دول الجوار بتحميل اليمنيين «الضحايا» مسؤولية اختراق حدود الآخرين والاعتداء على ممتلكاتهم (هكذا يقول أحد البرلمانيين المهتمين بقضية الصيادين المعتقلين في سجون اريتريا.)
لم يعد جنود البحرية الاريترية ينتظرون توغل الصيادين في أعماق المياه الإقليمية الدولية كما كان في السابق يتم ضبطهم، واقتيادهم إلى المعتقلات ومصادرة قواربهم وانزال أقسى التعذيب بهم، وامتهان آدميتهم بل أن قوارب البحرية الاريترية وفي ظل موقف الحكومة اليمنية المتخاذل والمنطلق من التكذيب الدائم لروايات الصيادين عن اعتقالهم في الخط الملاحي الدولي وأحيانا في مياه اليمن الإقليمية.
بلغت حداً فاضحاً من التمادي في الاعتداء والتحدي فراحت تغزو وتنتهك سيادة المياه الإقليمية اليمنية في وضح النهار وتعتقل الصيادين وتقتادهم مع قواربهم أمام الاشهاد وعلى بعد أميال قليلة من شواطئ اليمن الغربية بينما لم يحدث أي تغيير في موقف الحكومة وما زال عدد من مسؤولي الجهات الرسمية المختصة يصرون بأن الصيادين هم المعتدون والمخترقون لسيادة الجيران.
ويقول مسؤولون في الاتحاد التعاوني السمكي أن هناك قناعة شبه تامة من قبل مسؤولي الحكومة بأن الصيادين مخطئون على الدوام وينتهكون حرمة المياه الإقليمية لدول الجوار البحري وكأنهم يريدون تسهيل الأمر على أنفسهم والتغطية على التقصير الفاضح من قبلهم بحق هؤلاء اليمنيين الذين باتوا يتعرضون للإهانة والإذلال بمختلف الطرق والأساليب.
ويؤكد هؤلاء بأن هذا الموقف الحكومي السلبي جعل الطرف الآخر يتمادى في انتهاكاته الصارخة، وهاهي عدد من الزوارق التابعة للبحرية الاريترية وفقاً لمركز الإعلام الأمني التابع لوزارة الداخلية، تنتهك المياه الإقليمية اليمنية على بعد أميال قليلة من شواطئ منطقة ذباب بمحافظة تعز وتقوم باطلاق النار على عدد من قوارب الصيادين المحليين لتصيب إحداها قبل أن تستولي على 4 قوارب تقليدية وتقتادها إلى إحدى الجزر الاريترية بعد أن قام جنود تلك الزوارق كما يقول رئيس جمعية ذباب التعاونية السمكية عبده عنبره برمي الصيادين من على قواربهم إلى عرض البحر ليواجهوا خطر الموت غرقاً لولا قيام عدد من القوارب الأخرى بإنقاذهم.
وجاءت هذه الحادثة التي تم إبلاغ اللواء 17 بحري المرابط في ذباب بتفاصيلها كما أشار إلى ذلك مركز إعلام وزارة الداخلية بعد اسابيع قليلة من اعتداء مماثل نفذه جنود البحرية الاريترية على صيادين يمنيين قبالة سواحل المخا اسفر عن مقتل الصياد عمار صغير من أبناء مديرية المخا وإصابة 4 من زملائه والذي اكتفت الحكومة اليمنية بالتعبير عن استيائها لتكرار اعتداءات البحرية الاريترية على الصيادين.
ليتواصل الموقف الحكومي في تخاذله الغريب إزاء هذه الاعتداءات التي تطال على الدوام شريحة كبيرة من أبناء هذا الشعب المغلوب على أمره، فمن يوقف هذا المسلسل العبثي ويضع حداً لمعاناة هؤلاء المساكين.!