أرشيف الرأي

لمن أراد الحقيقة عن حرب 1994م

إذا كان هناك تشخيص حقيقي وموضوعي لحرب صيف 1994م فسوف يتحمل جريرتها ‏والمسؤلية الأولى والرئيسية عنها رئيس الجمهورية آنذاك ونائبه.. والأصل أن يحاكم الرجلان ‏على ذلك... فكل واحد منهم لايمثل إلا نفسه ولم يستفتوا الشعب في الوحدة ولا في الإنفصال ‏وإنما يحملون الشعب بعد ذلك تبعات ونتائج حماقاتهم ولاعلاقة للشعب لافي شمال الوطن ‏ولاجنوبه.. ‏

والدليل أن من أعلن فك الإرتباط هو البيض وليس شعب الجنوب فإنه لم يرجع لأبناء ‏الجنوب ويستفتيهم في يوم من الأيام طيلة حكمه.. وإلا لما هزم وفر هاربا ولم يؤيده أبناء ‏الجنوب.. ولم يقفوا معه حينها بالرغم من توزيع الأسلحة على القبائل واستدعاء الذين كانوا في ‏الخدمة العسكرية أيام الحكم الشمولي للجنوب ليشاركوه في الحرب فلم يستجب له إلا القليل.. ‏وأما مانراه اليوم في الشارع الجنوبي فهو ردة فعل طبيعية للممارسات الخاطئة للنظام بعد ‏الحرب وتعامله بتعامل المنتصر لا المسؤول واستمرار المعاناة والظلم والتهميش.. وبجرة قلم ‏واحدة يستطيع الرئيس عبدربه منصور هادي أن ينهي الأمر بإحقاق الحق على أرض ‏الجنوب.. ثم يأتي اليوم وبعد 19 عاما من يقول بأن الجنوب محتل والديلمي أفتى بتكفير وقتل ‏الجنوبيين !! ‏

سبحان الله.. لماذا لم نسمع بكلمة الإحتلال يوم أن كان علي عبدالله صالح يصول ويجول في ‏الشمال والجنوب بحملاته وحملات حزبه الإنتخابية ؟! وكيف يفتي الديلمي بذلك وقد كان في ‏مقدمة الذين قاتلوا الإنفصاليين يومها قادة وزعماء وقبائل جنوبية وهم من حسموا المعركة في ‏أقل من شهرين ؟؟!!‏

علينا أن ندرس الأحداث جيدا بعيدا عن العواطف والعصبيات وننظر إلى المستقبل بعمق ‏ونستفيد من أخطاء الماضي ولاننقاد مرة أخرى لمن كانوا السبب في معاناتنا وننتظر منهم أن ‏يصنعوا لنا مستقبلا جميلا ففاقد الشيئ لايعطيه.. وتجريب المجرب من أقبح أنواع الفشل.. ‏وعاش شعب اليمن شماله وجنوبه حرا أبيا واحدا ولامكان لتجار الحروب والأزمات بعد ‏اليوم.. والله ولي التوفيق..‏

زر الذهاب إلى الأعلى