أتت رؤية حزب الرشاد السلفي موضحة جذور القضية الجنوبية بتوصيف متناه في الدقة، حزب النور يدهشنا اليوم بهذه الرؤية التفصيلية لجذور القضية مع انه حزب ابن امس اتت به رياح الربيع العربي الا انه تطور في نظرته للواقع اكثر من الاحزاب التي تعتبر نفسها مؤسسة للعمل الحزبي .
حزب الرشاد قرأ التاريخ بواقعية في الجنوب، واوضح في ريته كيف ان الجبهة القومية اقصت كل شركاء التحرير ونكلت بهم وانفردت بالسلطة، وكل شلة فيها انقلبت على اختها، وكيف ان الحزب الاشتراكي تبنى رؤية عدمية عبثية للحياة السياسة والاقتصادية تنافت مع قيم الجنوبيين وتصادمت مع مسلماتهم ، وكيف رهنت القرار السياسي للبلاد بنظام اجنبي، وكيف استمر الصراع بين نفس التيار الحاكم ونتجت عنه مذبحة 86 التي لم يعرف اليمن بكاملة مثلها على مدى تاريخه الحديث والوسيط والمعاصر.
شكرا لحزب الرشاد الذي اعطى كل ذي حق حقه من التوصيف الدقيق اعطى الاشتراكي حقه والمؤتمر حقه من النقد ابان تفرده بالحكم، ولم ينس الرشاد ان ينتقد اقرب الاحزاب اليه وهو حزب الاصلاح حين ساهم مع المؤتمر في التفرد بالسلطة منذ عام 94-97 لكنه قال انه عقد من الزمن وفي الحقيقة لم تستمر الشراكة سوى 3 سنوات.
رؤية الرشاد تفوق رؤية الحزب الاشتراكي التي بدأت عنصرية وانتهت بمظلومية الحزب وابعاده واقصائه من الحكم ونسى الحزب انه اول من اخترع الاقصاء في اليمن ، سائلوه لماذا اشترط طرد على ناصر من صنعاء قبل توقيع الوحدة؟ كيف للحزب الاشتراكي ان يعتبر نفسه "انا الجنوب والجنوب انا" ومن اعطاه هذا الحق .
رؤية الحزب تؤكد ازمة الحزب النفسية وهو القادم من بيئة الحزب الواحد لا شريك له في الحكم، إلى بيئة ديمقراطية ولو نسبيا، ولذا الحزب مازال يعيش نتيجة انتخابات 1993 التي لم تعطه قاعدته العريضة التي كان يتخيلها سوى المركز الثالث بنسبة 20% من نتيجة الانتخابات ومازال يواسي نفسه انه فاز في الجنوب.
من يستطيع ان يقنع الحزب الاشتراكي باسمه وعنوانه العريض " الحزب الاشتراكي اليمني" وانه ليس الحزب الاشتراكي الجنوبي ، ومن يستطيع اقناعه انه حامل لتطلعات الشعب اليمني وليس لتطلعات جزء من الشعب ، من يستطع اقناعه الخروج من مرحلة التيه التي يعيشها.
شكرا للربيع العربي الذي اتى لنا بحزب الرشاد، الذي مازال الف باء سياسة لكنه يفوق برؤيته البسيطة التي قدمها لمؤتمر الحوار عن القضية الجنوبية رؤية الحزب الاشتراكي بسنوات فلكية، لن تستطيع حتى قواعد الاشتراكي التي تدعي الموضوعية وعدم انسياقها وراء قيادتها استيعابها.
اذا لم يتغير الحزب الاشتراكي سينقرض، نصيحتي له ان يتغير قبل فوات الاوان عليه الخروج من بؤرة الايدلوجية والجنوب والتشبه بمظلومية الحسين إلى رحاب اليمن الكبير، و إلى سعة التعايش .