هي فقط بعض الملاحظات لأني لست مكلفاً بعناء التدقيق والبحث ثم إن إمكانياتي محدودة ومعظم المرشحين تم إخفاء بياناتهم، وتلك الملاحظات هي:
- ان معيار الوحدة الوطنية الذي وجَّه به الأخ رئيس الجمهورية وفقاً لما نُشر في وسائل الإعلام لم يتحقق فهناك عدد كبير من المرشحين من مدينة إن لم يكونوا من حارة واحدة.
- هناك أكثر من ستة من المرشحين لهم أقرباء في المجلس بنفس اسم العائلة، وما خفي ربما يكون أعظم.
- هناك أشخاص لا توجد أسماؤهم نهائياً في كشوفات المتقدمين للترشيح.
- تم تخصيص قائمة للقضاة بدون مبرر، كما استأثر تخصص القانون بعدد كبير من المرشحين، وبالمقابل لم تحظ المحاسبة بنفس الاهتمام برغم أهميتها في الهيئة كجانب محاسبي ورقابي.
- هناك أشخاص لديهم قرارات جمهورية وبدرجات وظيفية عليا وقد تم استبعاد الكثير من أمثالهم لهذا المبرر، وهناك أشخاص متقاعدين ومستشارين ومن المتعارف عليه بأن وظيفة المستشار في بلادنا تعني بلوغ التقاعد مع الاحتفاظ بالمزايا.
من خلال تلك الملاحظات وما نشرته بعض الصحف، هناك عدة خواطر تتبادر إلى الذهن أهمها :-
- رغم كثرة أوجه الخلاف حالياً إلا أن الجميع بما فهم من رحل ومن لم يرحل متفقين على أن الفساد قد أنهك الوطن، وأوصله إلى الهاوية، وبأنه قد أضاف إلى الثالوث قائمة العشرين ومشتقاتها، ويعلم الله ما إذا كانت هناك قوائم أخرى لدى السواد الأعظم الذين فقدوا ارتباطهم بالقوائم وفقدوا الثقة بالنظام وبالكلام، ولهذا فأن توجيهات الأخ رئيس الجمهورية بشأن توقيف عملية الترشيح، وكذلك أي خطوات أخرى عملية وملموسة تتعلق بمكافحة الفساد تُعد بعشرة أمثالها، وهي في صميم استئصال الداء وإعادة الثقة والأمل.
- لقد قدم الكثير من الشهداء أرواحهم الغالية لإنقاذ الوطن، وكان الأحرى بنا أن نبدأ بمعالجة الآثار لا أن نظيف، ونستهتر بذلك، لكي لاندفع بالوطن إلى مصير أكثر من هذا.
- هناك عدد كبير من المتقدمين من الوزراء والنواب والوكلاء ولو أن كل واحد منهم قد كافح الفساد من موقعه لما احتاج الوطن إلى هيئة، ثم ماذا ينتظرون؟ وعن أي فساد يتحدثون، مع التقدير لأعضاء مجلس الشورى الذين أعلنوا اعتراضهم على عملية الترشيح، ولأولئك الذين تقدموا بالدعوى إلى المحكمة. ولكل من ساهم في استصدار التوجيهات الرئاسية بتوقيف الترشيح.
- لقد أحبط الفساد جيلاً كاملاً، وهذا يكفي على الأقل فلا ينبغي أن نورث الفساد للأبناء ويكفي أنهم سيبدءون من الصفر إذا استطاعوا قضاء الديون، ومعالجة الآثار.
- لقد حُرفت معاني الكثير من الكلمات، بسبب الفساد فكلمة أمن أصبحت تخيف البعض، والسعيدة تعني الكئيبة، وقد تداخل مفهوم الفساد مع المنجزات والتنمية، والمكافحة مع التغطية، واللصوص المجرمين مع اللصوص الشرفاء، ولهذا فليس غريباً أن يتم تدارك الأمر ويُرشح متخصصين في اللغة لمكافحة الفساد.
{ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ } صدق الله العظيم فقد كانت المعايير في واد والترشيح في واد آخر، وتبع ذلك تصريح عرمرمي، ليس بغريب علينا، عن اجتماع المجلس في ظرف بالغ الأهمية تتحدد فيه معالم مستقبل الوطن، والتزامه بمبادئ الحكم الرشيد، وجدد، وشكر، وأزبد، وأرعد، ثم اختار.