إن انسحاب بعض القياديين في الحراك الجنوبي اليمني، من مؤتمر الحوار الوطني، وتلويح جماعة الحوثيين المسلحة في الشمال باتخاذ موقف ضد المؤتمر، وعدم انسجام بعض الأحزاب والفصائل الأخرى، تشكل معضلات حقيقية تزيد من تعقيدات الأزمة اليمنية، وعلى جميع مكونات الحراك السياسي اليمني مراجعة مواقفهم المتباينة من الحوار إذا ما أرادوا لليمن أن يخرج من عثراته السياسية والاقتصادية والأمنية التي تعترض مسيرته في الوقت الراهن.
نحن ندرك بأن المبادرة الخليجية رسمت الطريق الآمن لخروج اليمن من عنق الزجاجة، وندرك في ذات الوقت التحديات التي تواجه تنفيذ تلك المبادرة، ومن هنا يجب أن يعلم اليمنيون بأنه لا يوجد خيار سياسي أنجح منها لجمع شمل اليمنيين وتجنيبهم سعير الحروب الأهلية.
مازلنا نتطلع إلى حوار وطني يضع مصلحة اليمن أولا، ويسوده الانسجام، لبحث أفكار جديدة من أجل إدارة البلاد والخروج بدستور يكفل لأبناء اليمن العيش بأمن وأمان واستقرار، بعيدا عن المكائد السياسية وبعيدا عن تقديم مصلحة الفرد أو الجماعة على مصلحة الوطن.
يجب أن يستفيد اليمن من الحوار الوطني ويستثمر دعم الدول الشقيقة والصديقة التي تسخر كافة إمكاناتها بغية استقراره وتجنيبه المزيد من الانقسامات والأزمات، ويجب أن تسعى جميع الفصائل إلى بناء دولة قوية تحفظ حقوق جميع اليمنيين وتضمن لهم العيش بسلام.