لن احترم نفسي ابدا ماحييت ان لم اشهد بالحق ولو على نفسي , ومن يعرفني من اصدقائي جيدا يعرف اني لم اتملق يوما لغاية ولا لمأرب ولم ولن اتسلق على اشلاء احد أو على اكتاف علاقتي باحد.
خلال اليومين الماضيين.. قرأت وسمعت وشاهدت من القبح ما يكفي.
انا ككثيرين اعرف الاستاذ نصر وتربطني به صداقة لا اجدها تطعن في شهادتي نحوه .... هو وكل من يعرفنا يدرك اني اختلف معه في الكثير ولكني التقي معه في الاكثر ... لم تمنعه معرفته لقناعاتي السياسيه وآرائي عن صداقتي ولم تمنعني كذلك من تقديره وتشرفي بصداقته.
من عرف (نصر طه مصطفى) عن قرب وان اختلف معه في مواقفه أو ارائه أو حتى اسلوبه يعرف جيدا دماثة اخلاق الرجل ورجاحة عقله .. لا يتردد ابدا في طلب نصيحة حتى من هم اصغر منه سنا مهما كان توجههم أو مشربهم ... لا يجد ضيرا في الاقرار بمنطق وصواب رأي من يناقشه وان خالف قناعاته ... يقرب الصغير والكبير ولا يتكبر على احد ... يعيش في بيته كما هو خارجه ... ليس له قصر تجري من تحته الانهار وانما بيت من طوب لا تكاد تميزه بين باقي البيوت ان لم تعرف رقمه.
لست بصدد الدفاع عنه ولا تمجيده .
الحملة التي قامت على (محمد صدام) قبل اشهر يعرف المتابعون من ادارها وكيف ولماذا ... وتعرفون حجم الاكاذيب التي سيقت عليه وطريقة توجيهها لتحقيق انتصار باهت يرضي العجزة الذين لم يجدوا غير محمد صدام ليسجلوا عليه انتصار عقيما ... ومع ذلك اخذت رويترز وقتا اكثر بكثير لاتخاذ قرار لابعاده من الوقت الذي اخذه "المصدر الرئاسي" في صياغة مبرر اول سحب لقرار جمهوري في اقل من 48 ساعة من اصداره بمبرر ركيك كشف المراد من هذه المسرحية لكل من قرأه بتجرد ودون عواطف أو انفعال واوضح لعين القاريء الغرض من كل ما جرى.
من يعرف المعارك التي تدور منذ اسابيع بين القوى السياسية والعسكرية والقبلية على مناصب تأخرت قراراتها كثيرا بسبب الخلاف الكبير على تقاسمها ... سيدرك حتما ان تعيينا بهذا الحجم لا يمكن ان يتم بهذه البساطة ودون معرفة كاملة بخلفية المعينين وقراءة التقارير الامنية والاستخباراتية عنهم ومعرفة من يمثلون وتوجهاتهم السياسية والشخصية.
من يعرف كيف مرت تعيينات امثال عبدالغني جميل وياسر الحرازي ووحيد رشيد وكثيرين غيرهم ... وكيف تمر اخطاؤهم بداية بالعبث بالمال العام ووصولا للذهاب لمقيل قات بطائرة عسكرية والتبجح تلويحا للكاميرات.... من يعرف هذا , سيعرف ان لا دخان سيرى النور بدون ان يمر على سقيفة مطبخ خاص.
من يعرف كيف مرت الحملة الاعلامية ضد تعيينات كثيرة من بينها تعيين (ابن الضنين) دون ان ينتج عنها لا سحب ولا تعديل ... يعرف ان الحملة الاصغر منها لا يمكن ان تكون هي السبب في هذا الاخراج المسرحي للنهاية.
اقصاء الاخر بهذه الطريقة وهذا القبح لا يقودني الا إلى ان افكر بما مضى... الخلاف السياسي أو اي خلاف لم يصل ابدا لهذا المستوى.