[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

عدمية التشطير بعد ثورة التغيير

عندما اصبحت الوحدة والإطاحة بها هدفا لمسيرات الحراك ومظاهراتهم وخصوصآ بعد ثورة الشباب التي اطاحت بالمخلوع عفاش أدركت أنها ستدخل مرحلة المراهقة بالرغم من بلوغها عامها الخامس تقريبآ ذلك أنها جعلت من مبدأ عظيم وقيمة نبيلة كالوحدة شماعة لتحميلها كل المصائب بالرغم من إدراكنا العميق لما مورس تحت هذا الشعار من ظلم وإقصاء وتهميش لكن الثورات النبيلة لا تظلم أحدآ ولا تخدع أحدآ ولا تجامل أحدآ ولهذا كان النصر دومآ حليفآ لأي ثورة ترفع راية الحق!

قبل فترة ليست بالقصيرة كان لي حوار مع الاستاذ عادل الأحمدي وكنت يومها قد وصلت إلى قناعة بعدم إمكانية التغيير في ظل حكم عفاش واسرته! وقلت له يا أستاذ عادل إن للجنوب مهرآ غاليآ لا تستطيعون دفعه ولا زلت أتذكر أنني قلت له إن الجنوب به جرح عميق ومن المستحيل ان يتعافى أو يطيب هذا الجرح إلا بعمل عظيم يوازيه في العمق ! وأكملت له هل تستطيعون كشماليين أن تخرجوا في مظاهرات مليونية تطالب برأس النظام صراحة هو وأسرته؟!!

هل تستطيعون إخراج الملايين من البشر كما أخرجتموهم في مسائل كزواج الصغيرات أن تخرجوهم نصرة لأبناء الجنوب وأبناء اليمن ! وأن تستهدفوا رأس النظام مباشرة !!! طبعآ كان هذا بالنسبة لي من باب التعجيز له خصوصآ في ظل القبضة الحديدية للنظام وطبعآ هذا الكلام كان قبل ثورات الربيع العربي!

وتحول ذلك التعجيز إلى معجزة حقيقية بل إلى إعجاز أبهر العالم بنبل الأهداف وسلامة الوسيلة ودقة التنظيم وانتشار الثورة إلى معظم المحافظات! كانت هذه هبة إلهية وفضلا إلهيا على أبناء اليمن ليصححوا مسيرتهم!

وحقيقة لم أتوقع من مسيرات الحراك بعد هذه الثورة الحلم أن يزدادوا عنادآ وتصلبآ بل وعداء لهذا الهدف السامي وهو الوحدة ! توقعت ان تكون ثورتنا تصحيحا في مسار الوحدة وإبتكار الحلول الخلاقة من عقول بشرية وهبها الله الذكاء والحكمة!

ولكن ما حصل هو هذا التعدي ونشر ثقافة الكراهية والمناطقية! ولهذا اقول أن النجاح مستبعد في ظل اهداف غير نبيلة وغير عادلة تخالف المنطق ! وإن حاولوا ونجحوا في تقويض الوحدة فسيدخلون في مستنقع آخر أشد ظلامآ سيندمون في وقت لا ينفع فيه ندم!

أتمنى أن اكون مخطئا وأن يجتمع الكل للحوار وإصلاح الأخطاء لينعم الجميع بالامن والاستقرار وليحكم ابناء كل محافظة انفسهم ويديروا شؤونهم في ظل وطن واحد وراية واحدة..

ودمتم سالمين.

زر الذهاب إلى الأعلى