يتعرض الاستاذ نصر طه مصطفى لهجمة شرسة على ما يبدو من ماكينة تخريب كل شيء جميل في هذا الوطن. في وطن تعوزه الخبرات والقدوات، فمن جملة الاكتشافات والاستنتاجات العجيبة أن طالعني خبر اليوم بأن المذكور استغل منصبه لتعيين الاستاذ المهندس سمير أمين نعمان كمفوض عام للمعلومات مؤخراً كقريب لأحد أصدقاء مصطفى الحكوميين! مصطفى الذي يتجاوز أصدقاءه المئات والمئات، وهو المسئول الحكومي ذو المنصب السابق الحساس والذي ارتبط عمله مع الكثير من الشخصيات لاسيما الحكومية. أستغرب كثيراً وأستنكر هذا الخبر العاري عن الصحة واصبح هذا الربط المستهجن يدرك دوافعه القاريء العادي قبل المطلع على الأمور. فعندما سمعت بالقرار الجمهوري بتعيين المهندس سمير، كان أول ما تبادر إلى ذهني هو أسفي العميق على فقدان مؤسستي الصندوق الاجتماعي للتنمية الذي عملت فيه أجمل فترات عمري الانتاجي لخبرة نادرة كالمهندس سمير، قبل أن أدرك أن في ذلك خير أوسع للبلاد كلها بعد أن نفذ الاخير أكبر مشاريعه في الصندوق وأثبت كفاءته ونجاحه الباهر، وهو نظام المعلومات الادارية الذي يربط المركز الرئيس بفروعه التسعة ويشمل كل بيانات ومعلومات مشاريع وبرامج الصندوق التي بلغت أكثر من 13 ألف مشروع والذي ترتكز إحدى العناصر الرئيسة لنجاح أعمال الصندوق على كفاءة هذا النظام الفريد في كفاءته في الجمهورية اليمنية على الأقل.
لقد صرح البنك الدولي الذي يجري زيارات تقييمية لأنشطة الصندوق 4 مرات في العام في عديد من تقاريره الرسمية بأن هذا النظام هو أحد أكفأ الانظمة التي تعمل بها المشاريع التي يشرف عليها البنك الدولي في العالم. وعلى ذلك، فان الصندوق حسب علمي يخطط للمشاركة في منافسة عالمية في أفضل الأنظمة التي تديرها المؤسسات التنموية في العالم مستندين إلى تقارير البنك والخبراء الدوليين الذين زاروا الصندوق واطلعوا وقيموا برامجه وأنظمته.
عرفت سمير نعمان تماماً وعملت معه وأعتبره أعظم عبقري تقني في اليمن. فهو خريج تقنية معلومات من الولايات المتحدة ويتميز بقدرات رائعة في مجال إعداد أنظمة المعلومات وحماية وأمنية البيانات ويشغل منصب رئيس وحدة تقنية المعلومات بالصندوق الاجتماعي للتنمية منذ أكثر من عشر سنوات. وهو من شيد وصمم نظام المعلومات فيه بمفرده تقريباً.. وهذا النظام يشيد به البنك الدولي كأحد أفضل اانظمة معلومات التنمية في المؤسسات التي يشرف عليها في العالم كله... قبل عامين عاد من ليبيا بعد أن عمل فيه رئيسا لدائرة تقنية المعلومات و حماية البيانات بالبنك المركزي الليبي براتب عالي جداً بعد أن خاض منافسة قوية مع متنافسين في الوطن العربي في دبي.. عملت معه وعرفته عن قرب..
طبعاً أؤكد أن تعيين المهندس سمير يعتبر خسارة كبيرة على الصندوق الاجتماعي للتنمية ، وهو الشخص الثاني الذي صدر له قرار جمهوري ليخرج من الصندوق إلى خدمة البلد في إطار أوسع بعد تعيين المهندس فضل الجنيد عضواً في اللجنة العليا للمناقصات قبل حوالي شهرين..
- مسؤول الاتصال والإعلام بالصندوق الاجتماعي للتنمية سابقاً