آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

هل تعجز تركيا عن إيقاف تهريب الأسلحة إلى اليمن؟!‏

وعدت تركيا مؤخرا على لسان خارجيتها في أنقرة وسفيرها في صنعاء بإيقاف تهريب ‏الأسلحة إلى اليمن ولكن يبدو أن وعودها ذهبت أدراج الرياح فمازالت الأسلحة التركية تتدفق ‏إلى اليمن للأسف... وقد كنا نقول في بداية الأمر ربما أن هذه الشحنات هربت عن طريق الخطاء وستعمل ‏السلطات التركية مستقبلا على إيقاف تهريبها لليمن خاصة..

ونحن ندرك يقينا أن تركيا لا تسعى ‏لنشر الفوضى والتخريب في اليمن ومن الدول التي تؤكد على أهمية استقرار اليمن وتدعم ‏أمنه واستقراره وأيضا لأن الدور الإقليمي التركي في المنطقة العربية ومنها اليمن هو دور ‏إيجابي وداعم للنهوض العربي ويقوم على الشراكة في المصالح والتبادل التجاري والتعاون ‏الاقتصادي والاحترام المتبادل ويختلف تماما عن الدور الإيراني التخريبي الساعي لنشر ‏الفوضى والقلاقل في المنطقة العربية ولكن هناك غموض في قضية تواصل تهريب شحنات ‏الأسلحة التركية لليمن يثير تساؤلات من هذا القبيل :‏

معقول دولة بحجم تركيا تعجز عن ضبط موانئها ومطاراتها وضبط مهربي الأسلحة وإيقاف ‏تهريب الأسلحة إلى اليمن؟!!‏

هل تدرك تركيا مخاطر تهريب الأسلحة لليمن على استقرار اليمن والحملة الإعلامية ‏الممولة من بعض الأطراف الإقليمية وخصوصا إيران ضدها بسبب تهريب الأسلحة لليمن ‏ومخاطرها على مصالحها التي تتعاظم يوما بعد يوم في اليمن؟!‏

وسواء أدركت تركيا هذه المعطيات أم لم تدركها فمصلحة اليمن فوق كل اعتبار ونحن يهمنا ‏في المقام الأول توقف تهريب الأسلحة إلى اليمن سواء كانت من تركيا أو إيران أو أي جهة ‏كانت.‏

وعلى كل يمني غيور على وطنه أن يبذل كل جهد لإيقاف تهريب الأسلحة إلى اليمن أما هذه ‏السلطة رئاسة وحكومة فقد يئسنا منها أو أنها ستتحرك وتصنع شيئا إيجابيا لهذا البلد فلا حياة ‏لمن تنادي ومن يخاطب هذه السلطة الضعيفة والحكومة الفاشلة لأجل إصلاح أوضاع الوطن ‏أو حل مشاكله فكأنما يصرخ في صحراء وينفخ في قربة مقطوعة وللأسف.!‏

نحن نريد من تركيا الخبرات التركية في مجال محاربة الفساد والنهوض الحضاري الشامل ‏وخصوصا في مجال التنمية والاقتصاد وغيرها من جوانب التجربة التركية التي يمكن أن ‏نستفيد منها ولا نريد منها الأسلحة المهربة التي تستقدمها عصابات الموت وتجار السلاح ‏ومصاصي الدماء الذين لا هم لهم سوى الربح ولو حساب أمن اليمن واستقراره والذين يسيئون ‏لعلاقتنا بتركيا..‏

وأنا شخصيا لا أستبعد أن يسعى عملاء إيران في اليمن إلى استيراد السلاح من تركيا وذلك ‏لضرب عصفورين بحجر : استيراد الأسلحة المطلوبة لخبرتهم في اليمن وفي الوقت نفسه ‏تخريب علاقة اليمن بتركيا لمصلحة إيران وذلك بعد الحملة الإعلامية التي شنت ضد إيران ‏بسبب شحنات الأسلحة التي كانت ومازلت تتدفق من إيران وبعضها تصل للمتمردين ‏الحوثيين وبعضها تكتشفها السلطات وتصادرها لكننا هنا لا نلوم تجار السلاح فهم عتاولة ‏إجرام ومصاصي دماء وتجار موت ولا يهمهم سوى تحقيق الأرباح وليذهب اليمن إلى الجحيم ‏ولكن المسئولية الأولى تقع على عاتق السلطة اليمنية والتي تركت الحبل على الغارب ‏وفرطت في السيادة الوطنية ولم تعمل على حماية سواحلها وموانئها بالشكل المطلوب..‏

‏ ولكننا في هذا المقام يجب أن نشكر أفراد قوات خفر السواحل الذين ضبطوا تلك الشحنات ‏المهربة من الأسلحة كما أن على السلطات التركية والإيرانية مسئولية أيضا فهي تساهم في ‏ضرب أمن اليمن واستقراره للسماح والتغاضي والتساهل في عملية تهريب هذه الأسلحة لليمن ‏وأدعو المؤسسات اليمنية المستقلة لرفع دعاوى قضائية ضد هاتين الدولتين في المحافل الدولية ‏لتعويض اليمن على تضررها من تهريب الأسلحة من هاتين الدولتين وإلزامهما بإيقاف ‏تهريب الأسلحة إلى اليمن.‏

نحن لا ننتظر من إيران التوقف عن تهريب وتصدير الأسلحة لليمن لأن أجندتها في اليمن ‏هي أجندة تخريبية وستواصل سياستها العدائية ما لم تقف لها الدولة والمحيط العربي بالمرصاد ‏لكننا ما زلنا ننتظر من تركيا الوفاء بوعودها وإيقاف تهريب الأسلحة لليمن ما لم فإننا سنقوم ‏بحملة إعلامية وقضائية دولية ضدها فمصلحة بلادنا فوق كل اعتبار.‏

زر الذهاب إلى الأعلى