أرشيف الرأي

الجنوب في ذكرى إعلان فك الارتباط الذي لم يتم!!

إنه لمن المؤسف أن تاتي الذكرى الـ19 لفك الارتباط ولم يتم تحقيقة ولا يوجد أي أعتراف للدولة المعلنة في عام 1994م من قبل أي دولة في العالم أو من قبل أي منظمات عربية أو دولية وخصوصاً الجامعة العربية والأمم المتحدة,

فما تم التأكيد عليه في ذلك الوقت هو أنه لايمكن فرض الوحدة بالقوة أو الأنفصال بالقوة مع التأكيد على أن يلزم الطرفان بالجلوس .. وفق ماجاء في بنود قرارات 924/931 عام 1994م والتي جاءت بعد مساعي قام بها أخر رئيس لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية الرئيس حيدر أبوبكر العطاس.

وللأسف بعد 19عاما من تهجير قيادة تلك الدولة وتدمير كافة مؤسساتها العسكرية والمدنية , وأنطلاق مسيرة التصالح والتسامح في 13 يناير 2006م والتي مهدت للحراك الجنوبي السلمي الذي يرتكز علي ثقافة القبول بالأخر واحترام جنوبية الآخرين ومرجعية الشعب وليس مرجعية علي سالم البيض الذي يصف نفسه الرئيس الشرعي بينما هو خرج من عزلته بعد عامين من أنطلاق الحراك الجنوبي السلمي في 7/7/2007م .

قد يعتقد مانقوله البعض أنه استهتار واستخفاف ولكن الأستخفاف والأستهتار هو بأنك تعلن نفسك وصيا علي الأخرين دون أن تتفق معهم, فإن قبل رؤساء الجنوب الفعليين , لا أعتقد بأن قيادة مكونات الحراك السلمي الجنوبي الحامل الرئيسي لنضال شعب الجنوب سيقبلون والسلاطين والرابطة والجنوبيين في الأحزاب السياسية وخصوصاً أعضاء الحزب الأشتراكي الذي كان أمينا عاما له قبل أن يعلن تخليه عنه وكذلك الجنوبيين الموظفيين في أجهزة الدولة المدنية والعسكرية والذي لم يعترف بجنوبيتهم ..الخ .

وهذا مايعزز المقولة التى تؤكد بأن من يحاول يقنعنا بان نتمسك بمرجعية مايسمى بالرئيس الشرعي وتجاهل مرجعية الشعب ووحدة مكونات العمل السياسي والنضالي في الجنوب ستجعل عودة الجنوب حلما , وهي الأسباب ذاتها التي لم تجعله يجعل من فك الأرتباط ممكناً , بالرغم من أنه كان يقود مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية والتي تم نهب وتدمير تلك المؤسسات وإذلال وتسريح كوادرها من قبل السلطات.

كما أني أستغرب من أمين عام سابق لحزب يتجاهل أمين عام حزبه الحالي ويتجاهل رؤساء الجنوب الفعليين معلناً نفسه رئيسا لدولة جديدة غير تلك الدولة التي دخلت الوحدة دون أن يرجع لمرجعية الشعب.

واليوم نراه يحاول القفز علي قيادات الحراك السلمي الجنوبي ويريد يعلن نفسه رئيسا لدولة غائبة, متجاهلاً قيادات الحراك الجنوبي السلمي ورؤساء الجنوب الفعليين التي كان لها دور في أخراجه من عزلته لمدت 15 عاما.

فالعالم لايمكن يتعامل الا مع من يثق به ويؤمن بالتعددية والديمقراطية ولا يرفض مرجعية شعبه , فكيف سيثق بشخص فرط بدولة بدخوله وحدة غير مدروسة ودمر مؤسسات دولته لأعلانه فك أرتباط غير مدروس ولم يحققه حتى يومنا هذا .

وكذلك الحراك السلمي الجنوبي الحامل الرئيسي لنضال شعب الجنوب الذي خرج ليواجه العالم برؤيته ورفضه لأي رؤية لاتستوعب حق شعبه في تقرير مصيره وأستعادة دولته أثناء محاولة فرض المبادرة الخليجية عليه لن يسمح لشخص أن يجير نضال الشعب لصالحه.

ان الفرصة متاحة اليوم لعودة الجنوب ولكن تمسك البعض بشخص البيض وليس بالقضية التي خرج من أجلها يجعل الأمر معقداً لعدة أسباب أهمها رفضه دعوات الأخرين لعقد مؤتمر وطني جنوبي يؤكد على مرجعية الشعب الجنوبي والحفاظ علي حقوق كل الجنوبيين , والتمسك بالنضال السلمي ونبذ العنف..

وفي اعتقادي بأن السبب الرئيسي لرفضه مربوط بقوى تستخدمه لمصلحتها وليس لمصلحة شعب الجنوب . ولكن عليه أن يدرك بأن المجتمع الدولي لن يسمح بصوملة اليمن وخصوصاً الجنوب وسيدعم العسكريين الجنوبيين ورأٍس المال الجنوبي والمعارضة السياسية في الخارج والمكونات الرئيسية في الحراك السلمي الجنوبي والمكونات الشبابية في الجنوب من أجل التفاوض حول موضوع القضية الجنوبية وأرتكازها علي مرجعية الشعب.

وبالمثل مكونات الحوار الشامل في صنعاء عليها أن تدرك أن أي حلول تدريجية لاتستوعب ثنائية الوحدة بين الشمال والجنوب ومرجعية الشعب في الجنوب لن يقبلها الشارع الجنوبي , فالشارع الجنوبي ليس كما كان في حرب صيف 1994م الشارع اليوم موحد فأبناء الثالثة والرابعة أًليوم يحمون الساحات و وفاعلين في معظم لجانها الأمنية والتنظيمية والإعلامية وكذالك موجودين في الهيئات الشرعية والدينية ويشاركون كما يشارك أخوتهم في محافظات الثانية والخامسة والسادسة وعدن الباسلة.

فانا علي يقين بأن تمسكهم بالنضال السلمي والمصالحة الوطنية الجنوبية ومرجعية الشعب ستجعل العالم يتعامل معهم ويرفض تجاوزهم , فكلما تجاهلت مكونات الحوار أستيعاب تلك الجماهير كلما أقترب المجتمع الدولي من رؤية الشارع.

المصير أون لاين

Back to top button