بعد حرب 1994 م تم إحتواء متبادل بين النظام السابق وبين زعماء القبائل حيث قام النظام السابق بإضعاف القبيلة إجتماعياً وتقويتها ثقافياً ، وزعماء القبائل أضعفوا مؤسسات الدولة ودعموا أزلام النظام السابق من أجل الحفاظ على القوة السياسية للنظام السابق وزعماء القبيلة على حد سواء.
فتشكل تحالف مركب (نظام سياسي جديد) قائم على تقاسم السلطة السياسية بين النظام السابق وزعماء القبيلة ، سعى إلى إضعاف الطابع المؤسسي للدولة والقبيلة على حد سواء ، حيث أصبح النفوذ السياسي لزعماء القبائل أكثر تأثيراً على قرارات الدولة من النفوذ السياسي للأحزاب التي لم يعرها النظام السابق أدنى إهتمام .
كانت البنية القبلية تقوم على المساواة فتم إضعافها من خلال خلق صراع و حروب بين القبائل من قبل النظام السابق ، كي يتحرر زعماء القبيلة من الخضوع للمسائلة من قبل أفرادها .
بعد أن تم إضعاف مؤسسات الدولة من زعماء القبائل من خلال خلق الأزمات والصراعات السياسية وتوتير علاقة الدولة بالمجتمع المدني أصبحت الدولة ضعيفة منزوعة القدرة وغير قادرة على فرض سيادة القانون تتصرف كقبيلة.
تمت الهيمنة على المناصب في المؤسسات الحكومية من قبل القبيلة والعسكر بنسبة تترواح بين 60% إلى 70 % في جميع أنحاء الجمهورية ، نستطيع أن نسميها جمهورية القبائل والعسكر القائمة على الفيد ونهب البلاد.
هل يستطيع هادي تفكيك التحالف القبلي العسكري الذي أنهك الإقتصاد اليمني وأوصله إلى حافة الإنهيار؟
هل يستطيع هادي تفكيك النظام السياسي الرعوي الذي تحقق للنظام السابق والمشائخ بعد حرب 1994م؟