كنا فيما مضى من ايام الثورة حين كان الشعب يناضل لخلع صالح (وحتى بعد خلعه عن عن كرسي الرئاسة ) .نشكو من العلاقة التزامنية والشرطية بين تصريحات المخلوع التي كانت اشبه بشيفرة ولغة خاصة لرجال العصابات لا يفهمها سوى بطانته ومعاونيه ومن ثم اذرعه السوداء التي تنتشر في عموم الجمهورية لتقوم بتنفيذ مخططات اعدت مسبقا وبين كل عمل تخريبي أو مصيبة تحل على اليمنيين .
فحين كان يلقي خطاباته المريخية كان يتعهد بحماية شباب الثورة ويدعو عشاق قداسته لعدم المساس في لحظة تهور بالمسيرات الشبابية والا يتعرض لها احد بسوء.
كانت عصاباته تتلقي الشيفرة وتترجمها بالفتك بالمظاهرات ليسقط الشباب بين شهيد وجريح .
وكذلك مطالباته في خطاباته بعدم المساس بمصالح الشعب من طاقه و وقود وعلى اثرذلك تضرب خطوط نقل الطاقة وتفجر انابيب النفط .
والان بنفس الطريقة وبتلك العلاقة الشرطية حين يحذر الرئيس هادي المخربين من المساس بأمن البلاد وتدمير شبكة الكهرباء أو خطوط نقل النفط نجد اولئك المخربين يسارعون في اليوم التالي إلى اعتداء سريع على الكهرباء كما حدث في الاجتماع الاستثنائي الذي ضم الرئيس ووزراء ومحافظين وبعض القيادات الامنية الرفيعة والذي شدد فيه الرئيس على محاسبة المخربين والتعامل معهم بأسلوب اخر اشد عنفا وردعا .
وعلى اثر هذه التصريحات القوية حدث الاعتداء الاخير في منطقة الدماشقة لتغرق العاصمة ومعظم المحافظات في ظلام معتاد كرد فعل لخطاب الرئيس .
فهل تعود ردة الفعل السريع هذا لأن المخربين حمقى تعودوا على الاسلوب القديم بربط تصاريح الرؤساء بطلب رسمي ببدء مهماتهم التأريخية . ام ان الغرض منها تحدي صارخ لقرارات الرئيس هادي ورميها عرض الحائط استخفافا منهم بهيبة الدولة والحكومة والرئاسة . ام ان الاستمرار في التخريب تعود لثقة زائدة في ان تهديدات الرئيس روتينية وليست سوى تصريحات تأخذها الريح ولا تؤخذ على محمل الجد من عصابات قبلية تعودت على الاسترضاء والنزول تحت رغباتها في كل اعتداء تقوم به .
وهل تكمن مشكلتنا في نوايا الرؤساء كون المخلوع يريدها حربا لا هوادة فيها بين القديم والجديد وزعامة الوطن وزعامة الحزب المتأكل لذا لا يهتم ان ذهبت اليمن كلها خلف الشمس فقد اعتنق مذهب (علي وعلى اعدائي ) فهو يمد عصابات التخريب بالمال وضمانات الحصانة حتى نترحم على ايامه الخامدة .
ام في نوايا هادي الذي يرغب في انقاذ اليمن فعلا و الذي كبرت عليه المسؤلية واتسعت فجوات الخلاف بين اقطابها وهو الذي لا يملك بطانة صالح المتفانية في خدمة الفساد وزعيمه بل يمتلك موظفين في دولته مقسومين الولاء تتنازعهم الاطماع والانتماءات يضعون رجلا في القديم واخرى في الجديد وجها لهادي وآخر لصالح .
ام ان مشكلتنا تكمن في جهل وغباء افرادا في القبيلة و الذين يصرون على ان يكونوا خارج تكوين المجتمع اليمني والدولة الحديثة والقادرين على كف ايدي المخربين والعابثين بمقدرات البلد بسهولة كما هو معروف عن مقدرتهم (بجلب الجن مربطين) لو شاءوا وكما هو متداول عن قدرات القبيلة في ربط واحضار افراد القبيلة العصاة .فكيف عجزت وتواطأت مع المخربين .
انه لمن العار على قبائل اليمن العريقة الا تؤدب افرادها الخارجين على القانون أو تردع ابناءها المختلين عقليا عن اذية كل ابناء الدولة قاطبة.