آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

«هبالات» باسندوة أثناء توديع السفير الإيراني

لدينا حكومة بلا كرامة.. هذا هو واقع الحال في اليمن الذي يقطف ثمار ثورته اليوم خزيا وذلا وندامة، على يد حكومة النفاق الاستراتيجي والفشل الإداري الذريع.

دولة رئيس الوزراء اليمني المذعور محمد سالم باسندوة ارتكب أمس حماقة جديدة تذكرنا كم هي المحنة التي اصيب بها أبناء اليمن جراء تسنم هذا الشخص وأمثاله قيادة الحكومة اليمنية في فترة انتقالية حساسة وفاصلة.

دولته قام بالامس بتوديع السفير الإيراني الوقح محمود علي زاده، وثرثر بكلام كثير يتملق فيه مندوب ولي الفقيه ودولة سعادته، ولم تخلُ ثرثرة رئيس الحكومة من نبرة الهوان والتسول المغلفة بحذلقة دبلوماسية فارغة؛ إذ قام دولته بدعوة إيران "إلى أن توجه دعمها إلى الشعب اليمني كافة وليس لطرف أو لشخص بعينه"، تماما كما ورد في نص الخبر بوكالة الانباء الرسمية (سبأ).

حكومة مكسورة ناموس.. إما أنها بلا كرامة ولا تقاليد محترمة أو أنها لا تقرأ المأثورات التي تقي من السحر على افتراض ان سفير إيران سحر رئيس وزراء اليمن وجعله يتخاطب معه وكأنه ولي حميم وليس باعتباره عدوا لئيما يشجع القلاقل ويدعم الانفصال في الجنوب وفي الشمال ويغرق الساحة اليمنية بالسلاح والمخدرات.

إيران تدعم عملاء وجواسيس ومخربين ومرتزقة سياسيين في اليمن فهل يريد باسندوة أن توسع إيران من دائرة هؤلاء، أم يريد بعتابه هذا لإيران، أن تسبغ عطاءها عليه وخزينة حكومته وهي التي تعمل على إسقاط هذه الحكومة ليل نهار؟! هو يريد اغتيالك وأنت تتوسله أن يمدك بأسباب العيش.. عقم في المنطق ما له نظير.

أدري أن أبسط البروتوكولات السياسية التي تلتزم بها أية دولة تحترم نفسها، تقتضي ابتداء عدم انتظار انتهاء فترة عمل السفير بل طرده بموجب ما صرح به رئيس الجمهورية في خطابه الشهير أمام الكلية الحربية قبل اشهر وتحدث عن وثائق تدين إيران بدعم خلايا تخريبية داخل اليمن.. ولما أن كانت تلك الحصافة معدومة فعلى الاقل كان ينبغي على صاحب الدموع الطيّعة ألا يهرق دموعه وكرامة الحكومة التي يمثلها، أمام عدو اليمن وألا يتحول إلى شحات في باب من يتربص به وببلده الدوائر.

أذرع إيران وصلت امس الاول إلى أعتى قلاع الدولة اليمنية (الامن القومي) داخل عاصمة البلد محاولة اقتحامه، ودولة رئيس الورزراء اليمني الذليل يستجدي لهبا من نار المجوس علها تضيء له بعض جوانب الطريق المعتمة التي أعماه الله عنها.

إيران وأحذيتها في الشام يسحقون الشعب السوري الشقيق بلا رحمة ولا هوادة ودولة باسندوة يقول لسفير طهران بالحرف الواحد "ننظر دوما إلى إيران وما تحققه من تطورات بانها إنجاز لكل الشعوب الإسلامية"، (تماما كما في سبأ)، فهل مسلسل الابادات في سورية والعراق واليمن هي في نظر باسندوة انجازات إيرانية تستحق الثناء؟!

وفي أحسن الظن، لنقل ان باسندوة أخطأ أسلوب العتاب مع السفير الوقح (والامر بالطبع ليس في مقام العتاب)، وأراد أن يلومه على دعم الحوثي والبيض، ألا يجدر بباسندوة نفسه أن يوفر عتابه المهين ويقطع هو الدعم الذي تقدمه حكومته للحوثيين شهريا بتسليمهم اعتمادات مكاتب صعدة التنفيذية التي يمتصها المتمردون ويصرفونها في السلاح والتحشيد وملصقات زعمائهم رؤوس الفتنة والدبور، ثم يستولون على موارد المحافظة من جمارك وضرائب وزكوات ولا يوردون منها فلسا إلى خزينة الدولة.. أليس حريا بباسندوة (الذي لا يستطيع أن يغير مديرا عاما في صعدة) أن يوقف أولا دعمه هو وحكومته للحوثيين وحكومتهم في صعدة؟!

أسفي على مناضل جبهة التحرير العتيد الذي يحطم في شيخوخته مجدا مؤثلا بناه في شبابه..

أسفي على ثورة الشباب التي جوزيت بمثل هذه النكبات التاريخية وأسفي على تحالف المشترك الذي اختار هذا العجوز الخرِف لمنصب رئيس الحكومة..

أسفي على اليمن المغدور وعلى كرامته المذبوحة على يد أبنائه أكثر من أعدائه.

زر الذهاب إلى الأعلى