أرشيف الرأي

الجنوب.. قضية بحجم اليمن

حتى لا يزايد على الجنوب ويتاجر بقضيته من هب ودب .. ويحاول تقزيمها بحجم دولته ‏التي أسسها على الظلم والاستبداد منذ الاستقلال عام 1967م وحتى عام 1990م ويريد أن ‏يصور الجنوب في ظلها وكأنه كان في مقدمة الأوطان وأبناء الجنوب ينعمون في عهده ‏بالرخاء والتقدم والازدهار .. وكأن العالم يجهل بطشه وظلمه وتنكيله بالصغير قبل الكبير ‏وبالنساء قبل الرجال حتى فر الناس إلى دول الجوار وإلى الشرق والغرب تاركين له البلاد ‏ولمليشياته واستخباراته وجلاديه وسجانيه ..‏

‏ أقول وبكل صراحة : الجنوب سقفه أعلى من سقفكم .. وقضيته أكبر من أن تقزموها بحجم ‏دولتكم ونظامكم البائد .. وليست القضية الجنوبية مجرد بضاعة يتم التسويق لها في المحافل ‏الدولية ليتم قبولها بالصورة التي يعرضها بها تجار الأزمات ومستغلو الفرص السياسية لتحقيق ‏ما يمكن تحقيقه بعد أن فقدوا الأمل جراء حروبهم الدموية وتصفية الحسابات فيما بينهم البين ‏حتى كبدوا هذا الشعب الويلات والمهالك تلو المهالك .. ‏

أقول لكل هؤلاء : لن تغني عنكم حملات التشويه التي تقودونها ضد المخلصين من أبناء ‏الجنوب لقضيتهم العادلة .. ولن تستطيعوا أن تطمسوا الحقيقة بالإشاعات والأكاذيب التي ‏تطلقونها بالليل والنهار .. ولن تفلح المؤامرات التي تدبرونها لتنالوا من عزيمتنا وثورتنا ‏ووطنيتنا .. وسوف ننتصر للجنوب منكم ومن كل المجرمين في الشمال والجنوب .. فقد نال ‏الوطن ما ناله من لوبي الفساد والإجرام الذي تديرة أكبر عناصر الفساد في اليمن شماله ‏وجنوبه وإذا كان النهب والسلب والتهميش قد حدث بهذا الشكل الفاضح على أرض الجنوب ‏فقد حدث بأياد مجرمة آثمة من الشمال والجنوب وقد شكلت منظومة متكاملة .. فلابد لها من ‏منظومة تقابلها من أحرار الجنوب والشمال معا لنحقق العدالة لأبناء اليمن شماله وجنوبه .. ‏

فقانون القوة يقول : لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار مضاد له في الاتجاه .. تقولون : هل ‏تستطيعون أن تسيروا مسيرة حاشدة على أرض الجنوب ؟ فإذا رتبنا لمسيرة تكالبتم من كل ‏حدب وصوب لمهاجمتها .. وتحويلها إلى صراع دموي لتتاجروا بدماء المغرر بهم والمساكين ‏الذين يصدقون زيفكم وباطلكم .. وقبل ذلك تنفثون السموم والأكاذيب للتحذير منا وأننا ‏سنحضر المشاركين من خارج الجنوب .. وتدعون لإفشالها بحجة أنها استفزاز لمشاعر ‏الجنوبيين وكأنكم أنتم فقط من يمثل الجنوب وأبناء الجنوب .. وتارة تتناقضون فتقولون لماذا ‏تقيمون فعالياتكم على أرض الجنوب ؟! أقيموها في صعدة .. ‏

يا سبحان الله أليس من حقنا كجنوبيين أن نعبر عن رأينا على أرضنا يا دعاة الحرية ؟! ‏وتقولون أن المليونيات معنا وتفاخرون بها وكأن الأمر قد أصبح حقيقة لابد منها فإذا كنتم ‏صادقين لماذا لم تحسموا الأمر حتى الآن وقد مرت سبع سنوات عجاف ؟! ولماذا لم يراعي ‏القادة والزعماء المحنطين مشاعر هذه الملايين المزعومة فيتفقوا على قيادة واحدة تحقق ‏طموحات الشعب وتقرر مصيره ؟! بل لماذا لا نحتكم للصندوق في انتخابات حرة ونزيهة ؟؟!! ‏

أم أنكم ستقولون : ستأتون بالمصوتين من خارج الجنوب كما قلتم في الانتخابات الرئاسية ‏التوافقية يوم 21 فبراير 2012م فقمتم بالتحريض ضد اللجان الانتخابية ومهاجمة مراكز ‏الاقتراع في مشهد مقزز كشف حقيقتكم للعالم بأسره .. ثم يأتي منكم من يتباكى على تقرير ‏المصير وهو أول من قتل هذا الحلم بنفسه وإلا كيف سيكون لأبناء الجنوب أن يقرروا ‏مصيرهم بوجود هذه القطاعات التي لا تحترم دستور ولا قانون ولا رأي مخالف لرأيهم وإنما ‏يريدون الناس أن يسبحوا بحمدهم ويسيروا خلفهم بدون أي حق في التعبير عما يخالف رأيهم ‏وتصورهم ..‏

أخيرا وليس آخرا .. الجنوب قضية بحجم اليمن ولابد لجميع الأحرار والأخيار في اليمن كله ‏أن يتعاونوا على حل قضيته حلا عادلا يلبي طموحات وآمآل أبناء الجنوب جميعا ويعيد لهم ‏حقهم وكرامتهم .. وبدون أي تسويف أو انتظار لحوار وطني أو غيره على رئيس الجمهورية ‏أن يتحمل مسؤوليته التاريخية ويصدر قراراته الشجاعة والعاجلة لرد الحقوق إلى أهلها وبسط ‏نفوذ الدولة على جميع المحافظات ووضع حد لهذه الفوضى الخلاقة التي تركت الميدان واسعا ‏لبقايا الأنظمة الهالكة أن تمارس هوايتها المفضلة في النهب والتدمير ومحاسبة كل المقصرين ‏فيما يعيشه الجنوب وحضرموت على وجه الخصوص من فوضى أمنية وخدمية وإدارية فاقت ‏كل التوقعات وتجاوزت كل التصورات وإعطاء الفرصة للمخلصين والكفاءات من أبناء ‏الجنوب بغض النظر عن انتماءاتهم السياسية والفكرية لإدارة مؤسسات الدولة المختلفة ليعود ‏الحق إلى أهله ويسعد الناس ويستبشروا بمستقبل أفضل إن شاء الله ..‏

زر الذهاب إلى الأعلى