آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

المحطوري من وصف الشعب ب (المعراد) إلى إعلان (الجهاد)!

دعا المنظر الحوثي المعروف في اليمن مرتضى بن زيد المحطوري إمام جامع بدر إلى الجهاد ضد الدولة مؤكدا بإنه أصبح فرض عين على كل قادر ودعا المحطوري الحوثيين الذين كانوا حوله لمقاتلة المسئولين اليمنيين الذين وصفهم ب "القرود" حتى إنتزاع السلطة منهم في تحريض سافر على العنف والفوضى ودعوة للفتنة في الشعب اليمني الذي يتطلع للسلم والإستقرار والتنمية ووضع حدا للفوضى والإقتتال التي تستعد له مليشيات الحوثي لانتزاع السلطة من الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي أغتصبها بحسب اعتقادهم وتسليمها لسيدهم الحوثي فهي بحسب اعتقادهم حق حصري له من الله دون العالمين وهو ما صرح به في أكثر من مناسبة .!!

يبدو أن هناك من يعجل بدفع جماعة الحوثي لمواجهة مع الدولة والمجتمع بشكل عام وهذا هو سر هذا الخطاب المتشنج والمندفع والغير عقلاني والمستعرض للعضلات ولحشود من الشباب الحوثي المندفع ومن معهم من المؤلفة قلوبهم والخارجون مع من دفع .

ليس من مصلحة هذه البلاد المنهكة والغارقة في مشاكل لا حصر لها مثل هذه الدعوات التي تحرض على العنف والفوضى كما ليس من مصلحة الحوثي الدخول في حرب مع الدولة وهذا الخطاب المتحفز للانقضاض على السلطة بأي ثمن وبأي شكل .

نحن ضد قتل المتظاهرين من أي جهة كانوا ما داموا يتظاهرون بسلمية ورحم الله شباب الثورة وقد قتل المئات منهم وضحوا بأرواحهم في سبيل أن ينال هذا الوطن حريته المسلوبة وكرامته ومستقبله المشرق وقد صاروا عند ربهم رحمهم الله .

ونحن ضد الهجوم على مؤسسات الدولة ومع أن يعاد النظر في سياسة الأمن القومي واختصاصاته وأنسنتها ومنع التعذيب فيه والسجن بغير حق وهناك المئات من شباب القاعدة فيه وغيرهم بعضهم خطفوا لمجرد الاشتباه وهناك مظلومين وظالمين وياما في السجون مظاليم ولكن تصحيح أوضاع الأمن القومي بحاجة لقرار رئاسي وتوجه من السلطة وقد لا ياتي هذا إلا بضغوط سياسية وجهود سلمية أما إقتحامه أو التهديد بالقوة فهذا يزيد الطين بلة ويعمق المشاكل ولا يقدم حلول .

الحوثي سيكسب أكثر من الجماهير والمناصرين لو أنه أوجد له مشروع سياسي سلمي له في إطار الدولة والنظام والقانون ولو أنه سلم سلاحه للدولة وقام بدعم قيم التعايش السلمي والمذهبي ودعم الحقوق والحريات للجميع وكف عن ممارسة العنف ضد من يخالفه ويختلف معه .

صدقوني لو أن عالم "إصلاحي" أو "سلفي " ركب رأسه وجنن وأفتى بالجهاد ضد الدولة لقامت الدنياء ولم تقعد لكننا نرى تغاضيا من السلطة رغم هذه الدعوات التي تحرض على العنف والفوضى من قبل الحوثيين ورغم هذه الاستعدادات التي نراها والتي لا نراها ولكن هناك تطنيش عجيب ونحن في هذا المقام لا ندعوا السلطة للحرب عليهم ولكن لاتخاذ مشروع وطني استراتيجي يمنع انزلاق البلاد للعنف ولوضع حد لسلاح الحوثيين وتسليمه للدولة وتصفية العوامل التي تدفعهم للعنف ولأخذ الحيطة والحذر والانتباه لمشاريع العنف والفوضى وإجهاضها والدفع بعقلاء الحوثيين أو من يناصرهم لايقاف هذا الاندفاع للعنف والتباهي بالقوة فهم اول من سيدفع الثمن ويكتوي بالنار ومن ثم المجتمع ككل .

لقد قال المحطوري في إحدى خطب الجمعة في جامع بدر الذي يشرف عليه إن "الشعب اليمني" شعبٌ "معراد" وأن المجتمع اليمني "مشكلة بحد ذاته حتى القرآن لم يعد له تأثير فيهم " و" معراد " كلمة عامية يُراد منها الاستنقاص والاستحقار لليمنيين، من قبل أحد أبرز رموز الإمامة في اليمن ، التي قامت لقرون على الانتقاص من اليمنيين.

نأمل من العقلاء في السلطة والمجتمع ومن جميع التيارات المسارعة لإخماد هذه الفتنة التي يسعرها هؤلاء والتي تهدف لضرب الأمن والإستقرار وإدخال البلد في دوامة الفوضى والعنف، نسأل الله بحوله وقوته أن يحفظ اليمن من كل شر ومكروه ومجنون .

زر الذهاب إلى الأعلى