آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

حزب السيد نصر الله بين الحق والباطل

اتفق مع السيد حسن نصر الله في القول بان كل من يرتفع صوته في اي حوار وكل من يلجأ إلى الردح والشتم والتطاول على من يخالفهم الرأي فانه يصبح بلا حجة وليس صاحب حق ، وقد علمنا ديننا الحنيف سبل الحوار والمجادلة فلا يجوز التطاول على اشخاص أو نظم أو حكام باشخاصهم انما من حقنا ان نعبر عن افكارنا بكل حرية ناقدين لسياسات وممارسات كل من يتصدر الصفوف سواء كان زعيما سياسيا أو دينيا أو حزبيا.

من هنا نقول بان السيد في خطابه الاخر الموجه إلى انصاره عبر شاشة تلفزيونية ومن وراء حجاب لم يحالفه الصواب سواء كان في معالجته للشأن اللبناني الداخلي أو ما ذهب إلى التبريرات غير المنطقية في شأن تدخله الظالم ضد الشعب السوري نصرة لنظام بشار الاسد الذي ثار عليه شعبه من اجل تحقيق الحرية والعدالة والكرامة وحق الشعب في اختيار نظام حكمه.

يقول السيد حسن انه اخر المتدخلين عسكريا في الشأن السوري سبقه الاف من عملاء أمريكا واسرائيل والتكفيريين الذين يقاتلون من اجل اسقاط النظام في دمشق، ونقول للسيد اذا كان اؤلئك المقاتلون ضد نظام الحكم في سورية على ضلال كما تقول فهل ترتكب الخطيئة وتذهب بكل قوتك العسكرية ومعك جحافل من إيران والعراق واماكن اخرى حتى من بعض فصائل الحراك الجنوبي اليمني وغيرهم لمقاتلة الشعب السوري. لماذا يا سليل بيت النبوة لم تلجأ إلى تقديم النصح إلى بشار الاسد وزمرته للاستجابة لمطالب الشعب السوري والتنحي عن القيادة لان الزمن تجاوزه، وان يكون رهانك على الشعب السوري الذي وقف وناصر المقاومة اللبنانية وأشرك اللاجئين المهاجرين اللبنانيين في منازل الشعب السوري عام 2006 وما قبل ذلك وما بعد كما فعل الانصار في المدينة مع المهاجرين الفارين من اذى قريش.

انكم في القصير لم تقتلوا التكفيريين كما تقول أو عملاء أمريكا واسرائيل وانما قتلتم ومثلتم بالموتى من اهل القصير وخاصة اهل السنة منهم على وجه التحديد. عقيدة حزبكم ‘حزب الله’ في لبنان ومن قبله حركة امل انهم قاموا من اجل المظلومين المحرومين والمهمشين من اهل لبنان الشيعة وكان شعارهم العلني محاربة اسرائيل، فلماذا لم يكن موقفكم إلى جانب الشعب السوري ونصرته على جلاديه. ان الذي حمى المقاومة اللبنانية هو الشعب السوري ولو كان عميلا لاسرائيل وأمريكا لما وصلكم طلقة واحدة عبر الاراضي السورية، ان الشعب السوري كان حاميا ومناصرا للمقاومة اللبنانية ولا شك بان النظام في دمشق تستر على ما يصلكم عبر الاراضي السورية من مدد قادم اليكم من إيران وكان الناقل لتلك الاسلحة اليكم هم افراد الشعب السوري العظيم اهكذا تكون خاتمة الشعب السوري معكم قتله وتدمير ممتلكاته واحراق مزارعه من اجل ان يبقى بشار الاسد في السلطة؟

ان المعارضة السورية والجيش السوري الحر ومن سميتهم بالتكفيريين لا يتلقون توجيهاتهم من أمريكا واسرائيل كما تزعم. اسمع ما يقوله الرئيس الروسي المناصر الاقوى لبشار الاسد لصحافي اسرائيلي هو مناحيم جشاييد يقول بوتين لذلك الصحافي الاسرائيلي: ‘اكتب لقرائك وزعمائك في اسرائيل ان المصلحة العليا لاسرائيل تكمن في بقاء نظام بشار الاسد’ اسألك بالله يا سيد حسن نصر الله اليس ذلك القول بليغا وحقيقيا وقد سبق بوتين مسؤول سوري كبير من حزب بشار الاسد يقول: ‘ان امن اسرائيل من امن سورية’ فهل ما برحت تؤمن بان النظام القائم في دمشق معاد لاسرائيل وانه ممانع ومقاوم؟

النظام السوري يا سيد حسن نصر الله ليس له مستقبل ولن يحكم سورية كما كان وان رهانك عليه والوقوف بكل قواك العسكرية والمالية التي تتحصلون عليها من عرق الفقراء والمعروفة ‘بالخمس′ لن تجدي فخسرت النظام لانه زائل لا محالة وخسرت الشعب السوري بكل طوائفه لانك وقفت مع جلاديه وهنا ينكسر ضهر المقاومة.

يقول السيد حسن نصر الله في خطابه الاخير: ‘لو تدخلنا في سورية مع المعارضة ضد النظام سيكون تدخلنا مباركا وذكيا وكريما ولأصبحنا حزب الله الحقيقي’ الجواب نعم لو وقفتم مع المعارضة المطالبة بالحرية والعدالة والكرامة وحق الشعب في اختيار نظام حكمه لقلنا عنكم ذلك القول لانكم وقفتم مع الحق ضد الباطل. اخر القول : احتلال العراق وتدمير مؤسساته هو مقدمة المشروع الكوني الأمريكي الصهيوني، فاين انتم من نصرة شعب العراق؟ وقفتم وحزبكم تتفرجون على الاحتلال الأمريكي للعراق لان ذلك كان في صالح إيران وصالح نظام بشار الاسد. لا استبعد ان يكون رجال حزبكم اللبناني شاركوا في حرب المدن العراقية ضد الشعب العراقي من اجل انتصار الاحزاب الطائفية في العراق. اقول كان احتلال العراق بمباركة إيرانية وتواطؤ عربي بما في ذلك نظام حكم الاسد في دمشق ، فهل انتم تعقلون؟!

زر الذهاب إلى الأعلى