(1)
انشغلت وسائل الاعلام العربي والدولي بخبر ارادة سمو الامير حمد بن خليفة ال ثاني امير دولة قطر بعزمه لتسليم الراية والقيادة لولي عهد سمو الشيخ تميم بن حمد ال ثاني، كما انشغلت وسائل الاعلام الاجتماعي بذات الشغل الا ان بعض تلك الوسائل انحرفت نحو تبني منهج الاشاعة الكاذبة والتضليل للأسباب والمسببات التي ادت بسمو الامير الشيخ حمد عن ترجله عن صهوة القيادة .
لقد ذكر سموه في خطاب عام ومتلفز عندما تولى القيادة عام 1995 بانه لم يكن يسعى لتولي القيادة في البلاد، ولكن لظروف يعلمها اهل قطر جعلت سموه يتولى القيادة، وكان قد قطع على نفسه عهدا بان مهمته تتحدد في الارتقاء بمستوى دولة قطر وجعلها في مصاف الدول، والنهوض بمستوى المجتمع القطري علما وثقافة ومكانة دولية وقد حقق سموه ذلك الوعد.
لا اقدم كشف حساب عن انجازات الفارس المترجل ولكني اقول لقد احدث سابقة في التاريخ العربي المعاصر لم يسبقه ملك أو امير أو سلطان أو رئيس بان يسلم القيادة لولي عهده أو نائبه الا بالقوة أو الموت. ان سموه نقل السلطة لجيل الشباب وهو في كامل قوته البدنية والصحية انها دعوة لكل القادة العرب بان يكفوا عن الاعتقاد بان من حقهم ملاقاة ربهم وهم على هرم السلطة .
لقد احدث ثورة اجتماعية لا سابق لها في تاريخ الخليج العربي، تمثلت تلك الثورة في بروز دور المرأة الخليجية في كل مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، نهضة تعليمية ما برحت تتصاعد وتيرتها، دخلت قطر في عهد سموه في دائرة الضوء العالمي، صغيرة قطر في حجمها لكنها فاقت وتخطت في اداء دور دول اكبر منها حجما وسكانا، لان تلك الدول تقاعست عن اداء الدور أو الادوار التي كان عليها ان تؤديه، ليس ذلك السبب الوحيد وانما السبب الجوهري هو امتلاك الارادة السياسية والقدرة على اتخاذ القرار دون تردد إلى جانب الايمان المطلق بان امتنا العربية قادرة على صنع التاريخ الايجابي. قطر تسابق الدول المتقدمة في معراج التنمية وبحكم المقاييس المتبعة فان قطر تصنف اليوم في عهد سموه في عداد الدول المتقدمة .
لقد اتجهت قطر بقيادة الامير حمد بن خليفة إلى تحقيق تامين الغذاء لشعب قطر والمقيمين على صعيدها عن طريق الاستثمار في مجال الزراعة فحولت اراض شاسعة في السودان إلى مزارع انتاجية للحبوب واللحوم والدواجن ليس في السودان وحده وانما في دول اخرى عربية وغير عربية ..في مجال التعليم استقدمت امهات الجامعات العالمية لتأسيس فروع لها في قطر اي انها اتت بالعلم والعلماء إلى قطر ليستفيد المجتمع القطري والخليجي والعربي من تلك الميزة بدلا من ارتحال ابنائهم إلى خارج الوطن العربي، ولقد خصصت اموال طائلة للبحث العلمي واسس منتدى للعلماء العرب المهاجرين، وتشجيع من يرغب منهم للعودة إلى الوطن العربي وتقديم كل التسهيلات لاستعادتهم والتكفل برعاية ابحاثهم ودراساتهم في كل حقول المعرفة .
لم تكن الرياضة بعيدة عن نظرة سمو الامير كأداة من ادوات السياسة فقد عمل بكل جهده على ان تعقد مباريات كأس العالم لكرة القدم عام 2022 في قطر وهي سابقة تاريخية لم تنل شرف تنظيم تلك الفعالية العالمية دول عربية اكبر مساحة واكثر سكانا ومالا رغم المحاولات. ان الرياضة اليوم اصبحت صناعة وليست تسلية واصبحت مسيسة وهكذا قطر دخلت منافسة لدول اكبر مكانة وخبرة في مجال الرياضة وانتصرت دبلوماسية الرياضة القطرية على دبلوماسية ماعداها في هذا المجال.
( 2 )
سيقول الحاقدون والكارهون للدبلوماسية القطرية الكثير عن ترجل الفارس وتسليم الراية لشبله الامير تميم بن حمد ما لا يقال وما لا يصدق، وقد سبق ان قالوا الكثير من الاكاذيب عندما كان خبر تسليم القيادة للجيل الشاب اشاعة اما وقد اصبح حقيقة فانهم سيقولون الكثير، ولكن اذا صدق العاقل بما سيقال من سلبيات واشاعات فلا عقل له. اريد ان اذكر اؤلئك الذين يقولون ان تسليم الشيخ حمد بن خليفة القيادة لسمو الامير تميم هو نتيجة ضغوط أمريكية، الكل يعلم ان سمو الامير حمد بن خليفة حفظه الله تعرض لتهديدات كبيرة من قبل الرئيس كلنتون ومن بعده بوش الابن بسبب الجزيرة واذاعتها اشرطة بن لا دن وتغطية اخبار الجرائم العسكرية الأمريكية والبريطانية في افغانستان وكذلك ابان العدوان على العراق الشقيق ولم يرضخ لتلك التهديدات الامر الذي منع بوش الابن من زيارة قطر علما بانه زار كل دول مجلس التعاون الا دولة قطر. الا تذكرون تهديد الرئيس السابق بوش الابن ورئيس وزراء بريطانيا توني بلير عندما هددا بقصف محطة الجزيرة ولم يرضخ سموه لاي تهديد من اي طرف كان .
اخر القول: قولوا ما شئتم، فالقافلة تسير وتأكدوا بان المواقف ثابتة والايمان بحب الوطن والعروبة ونصرة المظلومين عميق وصادق عند حكامنا الميامين. وتأكدوا بان هذا الشبل من ذاك الاسد.