رغم محاولة اعلام المؤتمر السقيم فرض فكرة ان الاصلاح بشكل خاص والمشترك بشكل عام اصبح في مركز السلطة المهيمنة وموضع المسؤلية امام الشعب عن اخطاء الدولة وفشلها القديم والجديد ورغم كثرة النقد لهذه الدولة والحكومة بسبب فشل سياستها من قبل هذا الاعلام المضحك مع العلم ان الدولة نصفها الاسواء هم اعضاء المؤتمر الشعبي العام .
الا ان اللاصلاح والمشترك يلائمه اكثر منصب المعارضة السياسية ويمارسه من قبل الثورة ومن بعدها وهو بذلك يخوض غمار معاركه التصحيحة الواحدة تلو الاخرى .
والدولة الحالية مليئة بالعجائب فهي توصف بالجديد ولكنها عابقة بنتن القديم وموبقاته والجديد فيها يشبه الشعرة البيضاء في الثور الاسود ولا يكاد يبين .
واللجنة العليا للأنتخابات تمثل بوابة العبور لمرحلة اليمن الجديد ولكن هذه البوابة (دق الذحل مفاصلها ) واصبحت بحاجة لمعركة تصحيحية يقودها المشترك الذي تأكد له بتجارب الزمن ان لجنته الموقرة خبيرة في الالتفاف على كل شيء مبدعة في التضليل وبث اليأس في عروق الناخبين وربما قيادتهم لصراعات اثبات الحق .
وإن استمر الوضع بهذا الشكل فأن هذه البوابة تفضي بنا إلى سرداب مظلم من مشاكل لاتنتهي نظرا لهيكلها وسياستها السقيمة .
فمن المضحك ان نتوقع انتخابات نزيهة أو سليمة عن طريق هذه اللجنة المشئومة .
انها في صلاحيتها تشبه مجلس النواب و شرعية قراراتها في شرعية قرارات مجلس النواب وكل هذه الهيئات قامت عليها الثورة والاولى ازالتها تماما وليس تمليكها مصير المستقبل المنتظر .
واذا استمر مجلس النواب في الاعتقاد بصواب قراراته التي من المفترض ان تكون توافقية كما تفرض المبادرة الخليجية بأن تكون كل قرارات الدولة توافقية ضمنيا .ولا تستأثر بها كتلة المؤتمر التي تدعي الاغلبية في الاعضاء رغم علمهم ان هذه الاغلبية تعد ملغية ومنتهية كما هو المجلس بكامله .
اذا استمر بجولات الصراع والاستفزاز المعتاد من الراعي وقطيعه فعلى المشترك ان يتأخذ خطوة حاسمة وان يفكر في ردة فعل تليق بالثورة التي تزعمها شبابه والا يظل اسيرا لفكرة المعارضة الضعيفة والمظلومة وان يقوم بحزم اكثر بتوضيح موقفه من تمادي المجلس في قرارت تضر بالثورة والشعب بدلا من التراخي والتلويح الضعيف .
ان فكرة سحب كتلة المشترك من الدولة تعد فكرة قوية تستحق النظر فليست اتفاقية دول الخليج من منح المشترك قوته وانما تأتي قوته من الشارع اليمني وكل الشعب الذي رأي في المشترك معارضة قوية وبالتالي الاولى بالاهتمام بمصير الشعب .
وان اي قبول بجرعة ضد هذا الشعب تعد خيانة وعمل تحريضي كي لا يثق اليمن في مستقبل افضل أو دولة يهتم جزء منها بمصالح هذا الشعب .