آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

رئيس لا زال يغرِف من الحوض الآسن

قذف الرئيس بابن الشيخ الباشا في وجه المتطلعين للتغيير والمدنية ودولة القانون ، مثلما ‏فعل قبله بتعيينات الرقابة والمحاسبة سيئة الصيت. الخبطة أعمق من تعيين يغرف من نفس ‏الحوض الآسن.‏

‏ الخبطة الأكبر هي في انعدام توازن الرئيس وارتباكه وتخبطه وهذه كلها تكشف عنها هذه ‏التعيينات وتشي بما هو أكبر منها.‏

تشارف فترة الرئيس الانتقالي على نهايتها ومع ذلك يبدو ان الرجل لم يستطع ان يشكل ‏فريق عمله حتى الآن. المقصود فريق عمل متجانس وفق هدف واضح في رأسه ، هدف لا ‏لبس فيه ولا مجال للارتباك والتلعثم ووضع رِجلا وَجِلَة مرتعشة في التغيير ورجلا أخرى في ‏وحل الحوض القديم الآسن وأساليبه وتعييناته.‏

استمرأ الرئيس العزف على واقع طرفي المبادرة ونسي أنها قامت على مبدأ التغيير ، وإلا ‏فليسأل نفسه : كيف أمكن تنحية صالح الرئيس "الشرعي" دستوريا على الورق جانبا ، ‏وتصعيد نائبه عبد ربه إلى الواجهة بشرعية التغيير الذي تعمد بالاستفتاء الشعبي الكاسح الذي ‏أدركت جموعه بعقلها الجمعي ضرورة دعم الرئيس الجديد حتى تساعده للخروج من حالة ‏البين بين ، وتسرع في استعادته لشخصيته التي همشها صالح سنوات طوال في المكتب ‏الخلفي بعيداً عن الصلاحيات والمهام.‏

لا احد يمكن ان يخاطب الآن ويُحمل المسؤولية سوى الرئيس المؤيد شعبيا عبد ربه منصور ‏هادي.‏

‏ الحكومة تم اكتشافها من وقت مبكر أنها فجوة المرحلة ، ومع ذلك ماطل عبد ربه في اتخاذ ‏موقف مبكر يتلافى نكباتها وخرج أكثر من مرة يصدع رؤوسنا دفاعا عن حكومة باسندوه ، ‏ودفاعا عن تباطئه وارتباكه بالإحالة إلى ألفين واحدعش والمتاريس والمخاوف والحرب التي ‏تحاوزناها والكهربا والماء.‏

حتى آخر خطاب له لا زال الرئيس البطيء والمرتبك مقيما في مخاوف ألفين واحدعش.‏

طيب يا رئيس الجمهورية نعم لقد كان ذلك إنجازا يمكن الحديث عن نجاعته في خطابك العام ‏خلال الأشهر القليلة التي تلت انتخابك بالاستفتاء العام ، أما استمرارية الإقامة في خطاب المن ‏بالمتاريس والحرب التي لم تتم وتحولت إلى حرب ناعمة شاملة ضد آمال اليمنيين وتطلعاتهم ‏للتغيير وتجاوز الماضي فذلك الفشل بعينه.‏

ورط الرئيس شوقي هايل بمحافظة تعز وتركه يمخر العباب بهيكل محافظة منكس. تركه ‏لقمة سائغة للوبي القديم بوكلائه ومنظومته ، واكتملت الحلقة في الضفة الأخرى بضجيج ساهم ‏في تشكيل حالة استقطاب ما كان ينبغي ان تتشكل لان نتيجتها الوحيدة هي فشل المحافظ ‏المحترم وتمديد عمر اللوبي الوسخ الذي استثمر الحالة باختطاف المحافظ ذو الاسم الذهبي ‏ومواصلة المعركة القذرة ضد التطلعات التي التمعت في 2011 من خلف. ‏

في اب وحضرموت وحجة وغيرها وفي البنية الإدارية والامنية للمحافظات بقي الرئيس ‏غائبا.‏

لا تحدثونا عن الحكومة الفاشلة ولا عن أحزاب المشترك التي تاهت في وادي المحاصصة ‏ولا عن بنية المنتفعين من صالح وبقاياه ، ولكن حدثونا فقط عن دور الرئيس الذي انتخبناه ‏وساندناه وراهنا عليه وكتبنا عن رصانته وثقله ، الرصانة والثقل الذاتي اللذان لولاهما لكان ‏موقف الأغلبية تغير إزاء المبادرة واليتها. ‏

كان الرئيس ومايزال نقطة الارتكاز للمرحلة الانتقالية. وكان واضحا من البداية انه أما ان ‏يكون نقطة قوتها الحاسمة أو نقطة ضعفها القاصمة.‏

وقد احترمته أغلبية الشعب اليمني وأيدته وصبرت عليه. ولو كان المرشح للدور علي مجور ‏او رشاد العليمي لما قبل المزاج العام حينها بتسوية ومرحلة انتقالية يتصدرها تابع أو أفّاق ‏وكلاهما ملطخة يديه بدماء الشباب الثائر الحر التي سفكت في الشوارع.‏

الناس مع الرئيس ورهانهم الأكبر كان عليه، وهو مرتبك حائر يضرب ضربة في القاع ‏وضربتين في "القُصَاعْ" ، تائها وسط فريق عمل مُلَقطْ مثل حَبْ المجذوب كل واحد فيه يعمل ‏في واد والرئيس في واد آخر.‏

اصحُ يا رئيس الجمهورية ؛ لقد انتفض الشباب وضحوا بأرواحهم من أجل المساواة ‏والانعتاق من حوش الشيخ والنافذ والفاسد والهمجي ، فهل تختار الفشل الذي سيحيط بك لو ‏استمريت في الكيل من الحوض الملوث !!! أم تكون مخلصا لذاتك وسيرتك المحترمة وسجلك ‏النظيف وتنحاز للشعب الذي راهن عليك وانتظر دورك وما يزال؟!!

زر الذهاب إلى الأعلى