أرشيف الرأي

اعتراف كيسي بتورط إيران.. تأريخ موثق!

في المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية الذي يعقد في فرنسا في كلِ عام حيث تتواجد قيادة المقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق المعارضة، ويحضره شخصيات عربية وعالمية مرموقة من سياسيين ومسؤولين وناشطين واعلاميين، كشف الجنرال جورج كيسي لاول مرة عن تورط النظام الإيراني في تفجير مرقدي الإمامين العسكريين في سامراء.تلك الحادثة التي ادخلت البلاد في دوامة عنف طائفية أزهقت أرواح الالاف من العراقيين على يد عصابات التكفير والميليشيات الممولة إيرانيا وشردت الملايين إلى خارج وداخل البلاد، وزرعت الفرقه والفتنة الطائفية في نفوس العراقيين.

كذبت إيران ما كشف عنه كيسي بتورطها في التفجير كما وكذب رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي تصريحات كيسي بخصوص تورط إيران في تفجير مرقد الامامين خاصة وأن كيسي أكد في كلمته التي القاها أمام جموع الحاضرين في مؤتمر " نحو الحرية " للمعارضة الإيرانية، أنه قد أبلغ المالكي في وقتها بتورط إيران لكنه لم يآبه للمعلومات التي قدمها جنرال كيسي، إلى ذلك اتهم النائب عن التحالف الوطني كريم عليوي الجنرال كيسي بتقلي اموال من منظمة مجاهدي خلق المعارضة للنظام الإيراني لاتهامه إيران بالتفجير مستبعدا ضلوع النظام الإيراني في مثل هكذا عمل ارهابي، بحسب وصف النائب عليوي!.

لم يُستغرب الرد الإيراني بتكذيب ما قاله كيسي فإيران تحاول ابعاد التهمة عنها بتفجير مرقد الامامين العسكريين، فالحادث كان بمثابة عاصفة ضربت بالعراق في حينها وكانت تحولا نوعيا في طبيعة الصراع المذهبي في البلاد والاخذ به من الحالة السياسية إلى الشارع العراقي عبر مجاميع ممولة من إيران وآخرى تكفيرية تنتمي عقائديا وبعضها تنظيميا للقاعدة.

ان التأريخ الاسود لإيران في استهداف الاماكن المقدسة لتحقيق غايات سياسية يؤكد صحة ما كشف عنه كيسي، ففي يوم 20 حزيران من العام 1994 استهدف تفجيرا مرقد الامام الرضا في مدينة مشهد الإيرانية وادى إلى مقتل 27 شخصا من الزوار وجرح العشرات وظهر بعد التفجير مباشرتا المرشد الاعلى للجمهورية علي خامنئي على التلفزيون الحكومي متهماً منظمة مجاهدي خلق المعارضة بالوقوف وراء التفجير وطالب في وقتها فرنسا بتسليم الرئيسة الإيرانية المنتخبة من قبل المعارضة مريم رجوي إلى طهران، وبعد الحادث بفترة قصيرة اعلن النظام الإيراني القاء القبض على منفذ التفجير الارهابي اثناء محاولته مغادرة البلاد، وفي العام 1999 تفاقمت الخلافات السياسية بين اركان النظام داخل المؤسسة الحاكمة في إيران عندها تم الكشف عن حقيقة التفجير الذي وقع في العام 1994 من قبل بعض المسؤولين الإيرانيين بأن من خطط ونفذ للتفجير كان وزارة "الاطلاعات" الإيرانية بقيادة سعيد أمامي نائب وزير الاطلاعات! لالصاق تهمة الارهاب بمنظمة مجاهدي خلق وحشد الشارع الإيراني ضدهم.

كذلك اعمال الشغب والتفجير التي حدثت داخل المسجد الحرام في السعودية في العام 1987 واستشهد على اثرها 400 شخص من الحجاج، وكانت بتخطيط إيراني بأمتياز، لا سيما أعمال العنف والارهاب المنظم الذي تمارسه الاجهزة الإيرانية والميليشيات الموالية لها في العراق وسوريا ولبنان واليمن ودول الخليج العربي، كلها مؤشرات تؤكد ان من يقف وراء تفجير مرقد الامامين العسكريين هو النظام الإيراني، الراعي الرسمي للارهاب في سوريا والعراق!.

زر الذهاب إلى الأعلى