أسباب كثيرة تلك التي تجعل الرئيس عبدربه منصور هادي عرضه للنقد والتعنيف من قبل النخب المثقفة والسياسيين على مختلف مشاربهم، منها: أنه ما يزال يتعلم كيف يكون رئيسا بعد رئيس فاق كل المتعلمين دهاء، وحنكة، وضربا "تحت الحزام" مع التربيت الحاني على الوجوه المصفوعة من أكفه الكثيرة أيضا.
هادي الذي يفتقد لفريق عمل رئاسي محترف أمين، يكرر الأخطاء وهو لا يعي تبعاتها التي تفقده كل يوم أرصدة أخرى إضافة إلى أرصدة الفشل التي تثقل كاهله بها حكومته العرجاء، ولعل أبرز ملامح ذلك أنها تجعله يبدو كعاقل لقرية أو شيخ لقبيلة، أو حتى كراعي غنم يخطئ طريق إلى الكلأ فتعود غنمه خماصا كما ساقها في غداته!!
أسوأ ما رأيت أو سمعت عن حياة رئيس يمني أن يكون في مقدمة مستقبليه من عودة رسمية أحد أقرب أقربائه، وأن يحتجز قراراته أحد صبيته الأغرار لأن في الأمر "شك"!! وأن يقال: إن الرئيس هادي يراهن على قوم ما وراء الأطلسي في مقابل قوم" نحن أولو قوة وأولو بأس شديد.." وإن كان ذلك القول قد قيل في سياق تاريخي بعيد عما هو كائن اليوم، إلا أنه لا يؤمن مكر هؤلاء القوم الحكماء.
كل يوم ندافع فيه عنك أيها الرئيس، تجعلنا في عداد الخاسرين؛ لأن الأجوبة التي نطلقها في وجوه مبغضيك وناقديك تعود في وجوهنا مرمدة فنعمى؛ والسبب هم أولئك الذين يقفون من حولك لتبدو بتصرفاتهم البلهاء وانجرارك وراءهم، كعاقل حارة أو شيخ قبيلة.
هل علينا أن نصدّقك- وأنت تقول في خطابك الأخير: "إن الحليم تكفيه الإشارة"- أنك أكثر خيرا ممن عنيتهم بذلك القول، وأنك تشعر بالتأييد الشعبي -حد الثقة- لما بعد هذا القول؟ لستَ مطالبا بالجواب على هذا السؤال بالقدر الذي يجب أن تعي أننا لم نعد نثق بمن حولك من الرجال الذين يقودونك إلى مصائر أسلافك ممن حشدوا القبيلة والأقارب والنفعين من حولهم، وكانوا بعدئذ خارج التاريخ بعدما ثار عليهم الجميع بمن فيهم تلك الحاشية البلهاء.
تأمل في وجوه من حولك يا رجل، قبل أن تغدو ماضيا مذموما.