لا اعرف ما سبب اهتمام الاستاذ عبد الباري عطوان رئيس تحرير صحيفة القدس اللندنية سابقا ، الاهتمام الزائد بالشأن اليمني هذه الايام وبالذات مسألة استخدام الطائرات بدون طيار الاميريكية ، لضرب فلول القاعدة من يمنيين أو جنسيات اخرى متواجدين في اليمن ، وانها سوف تؤدي إلى نتائج عكسية وتوسع التعاطف مع القاعدة على حد قوله في مقاله الاخير بعنوان ( الولايات المتحدة تدعم الحصان الخطاء في اليمن ) الذي نشر في صحيفة جولف نيوز الاماراتية الغراء والتي تصدر باللغة الانجليزية ، وترجمه ونشره موقع نشوان نيوز الموقر ، ولكن هذه المرة وفي هذا المقال اضاف هجوما لاذعا على الاخ عبد ريه منصور هادي رئيس الجمهورية بعبارات لا تليق باستاذ اعلامي كبير مثله ، لكن كما قلنا في المقال السابق والذي سوف اعيد نشره في هذا المقال حتي تكتمل الصورة عن كاتبنا الكبير ولم ينشر في الموقع المتميز نشوان نيوز وحتي يتاح لقرائه الاطلاع عليه، وكذلك له ارتباط بما كتبه مجددا . بعدما استقال أو اقيل من صحيفة القدس ، ان كتاباته لا تتوافق مع كان ما يكتبه في السابق وموضحة في هذا المقال وكما اضاف في مقاله نحن نضيف لما سردناه في السابق ونقول له:
دفاعك المستمر عن القاعدة واعجابك الشخصي بشخصية زعيمها بن لادن من حين إلى اخر بل واللقاء به وهذا الامر تردده كأفتخار في اى مناسبة أو من دونها ، اصبح الامر يدعو إلى الاستغراب ، ولم تقم السلطات الأمريكية بطلب الي السلطات البريطانية الراعية لك في لندن باعتقالك.
مثلما حدث للكاتب اليمني عبد الاله شايع الذي كان في نفس موقفك بل اصبح تستضيفه القنوات الفضائية على انه الخبير في شئون القاعدة ، ومع هذا تم اعتقاله لسنوات بحجة انه مرتبط بالقاعده وتم الافراج عنه مؤخرا . لكن هذا الامر على ما يبدو معقد بين البلدين فاذا كان قد استغرق تسليم ابو قتاده إلى الاردن أو ابو الذراع الحديدية ابو حمزه المصري إلى أمريكا عقد من الزمن - وهو مرتكب جرائم ارهابية في حق اكثر من دوله ومن ضمنها اليمن عمليات ارهابية وارسل ابنه اليها لتنفيذ عمليات ارهابية - فكم من العقود سيحتاجه الامر بالنسبه لك إلى ان يتم تحقيق الطلب الأمريكي.
صحيح ان اليمن احدي بلدان ثورات الربيع العربي التي نشطت فيها القاعدة وتجذرت قواعدها بسبب الفراغ الامني في هذه البلدان بعد هذه الثورات كما تقول . ولكن لو تم مقارنة بين هذه الدول وما فعل فيها تنظيم القاعده وما تم انجازه في مكافحتها والنيل منها في اليمن وبقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي نفسه والذي هاجمته من دون مبرر منطقي في مقالك الذي يبدو مثل الاعلان المدفوع الاجر مقدما.
وفي منطقته نفسها محافظة ابين . التي كان تنظيم القاعدة قد احتلها واعلنها امارة اسلامية ، وبمؤامرة سياسية كيدية ، يعرف تفاصيلها كل يمني ، وكيفية مساعدته ، لتسليمها له من قبل النظام السابق ، الذي تتباكي عليه ، وعلى ذكائه . ويعرف كيف تم قتل قائد هذا التحرير والبطولة الشهيد اللواء سالم قطن فيما بعد، الذي هو ايضا من نفس المنطقة . ولكن اصبح الشعب اليمني يعرف ويميز الصديق من العدو والصادق من المنافق في كل المراحل الماضية التي مر بها.
وعندما اظهرت مؤخرا ضربات الطائرات بدون طيار فاعليتها المؤثرة على هذا التنظيم الارهابي ومن دون اخطاء لقتل الابرياء مثلما كان يحدث في الماضي . ظهرت انت من جديد تتباكي عليه وتشفق عليه ومعظم الشعب اليمني بدوره يشفق على ما تكتبه.
وهجومك على استخدام هذه الطائرات ، ووصفك له بأنه غير شرعي وجبان . لا نستطيع الا نقول لك انه وصف في غير محله ، لانك لست من يقرر ذلك انه شرعي أو عكسه . فالسلطات اليمنية الشرعية ممثلة بالاخ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية التوافقي ، والذي جاء عبر صناديق الانتخاب الديمقراطية الحقيقية ، والذي هاجمته من دون وجه حق ، اللهم انه لم يجز كثيرا كما كان سابقه يفعل وبالذات للاعلاميين من الخارج ومعظم الشعب اليمني يعرفهم بالاسم وكم كانوا يتعاطون من المبالغ شهريا لدرجة ان مبلغ شهري لواحد منهم ، يساوى مرتبات شهرية لعدد كبير من الاعلاميين في اى صحيفة محلية سواء كانت رسمية أو غير رسمية . فالسلطات اليمنية الشرعية هي صاحبة هذا القرار الذي يعنيها ويعني امنها القومي بالدرجة الاولي . اما وصفك له بأنه جبان فهل هذا يعني من وجهة نظرك ما تعمله القاعده من اعمال ارهابية المختلفة بالاعمال البطولية والشجاعة . بالاضافة إلى يجب ان تعلم ما تقوم به هذه الطائرات هو نتيجة تعاون امني ثنائي بين البلدين أمريكا واليمن ومعلن ولمصلحة الامن القومي في البلدين.
ووصفك في المقال بأن حكومة هادي جاءت من انقاض الربيع العربي برضاء أمريكي . كان في غير محله ايضا ، لانك نسيت انها حكومة وفاق وطني من النظام السابق وتيارات ثورة الربيع العربي اليمني مناصفة ، ولكن ليس برضا أمريكي كما تزعم ، وانما برضا ومباركة ومساعدة الاشقاء في دول مجلس التعاون الخليجي ، والاصدقاء الدول الدائمة الخمس ومنها أمريكا في مجلس الامن الدولي ، ومرجعيتهم المبادرة الخليجية واليتها المزمنة وقراري مجلس الامن بشأن اليمن . وان ثورة الربيع اليمني هي الوحيدة التي خرجت بأقل الخسائر المادية والبشرية مقارنة لما جرى ويجرى لبقية ثورات الربيع العربي في الوقت الراهن.
اما الاوصاف والمقارنة التي ذكرتها في نهاية مقالك بشأن الاخ الرئيس عبد ربه منصور هادي ، فقد كانت لا تليق بكاتب مثلك ان يكتبها أو حتى الاشارة اليها ، لانها لم تكن منصفة وحقيقية ، لانه بقدر حجم ما ورثه من ما خلفه النظام السابق من مشاكل كبيرة ومتشعبة على الصعيدين السياسي والاقتصادي بالاضافة إلى الصعيد الامني وهو الاهم ، ومع هذا فقد اثبت انه يقود سفينة البلاد خلال الفترة الماضية التي تربع فيها كرئيس توافقي ، بكل اقتدار وكفاءة ووطنية قد تتسم بانها بطئية ، وقد لا تكون سريعة كما يشتهي البعض ، الذين لا يعرفون تماما تعقيدات المشكلة والازمة اليمنية بابعادها القبلي والعسكري والاقتصادي والسياسي والاجتماعي ومنهم انت يا استاذ عطوان. وان قبائل المناطق الجنوبية التي ينتمي اليها الرئيس عبد ربه منصور هي قبائل قوية وشرسة ومقاتلة لاتقل عن قبائل الشمال والتي حاربت الاستعمار البريطاني واخرجته من اراضيها في 30 من نوفمبر 1967م بعد استعمار دام لاكثر من قرن وربع القرن وتكون منها الجيش بعد الاستقلال وهزم الشمال في الحربين التي جرت بين الشطرين الجنوبي والشمالي في1972 م و1979م. وان انتصار الشمال على الجنوب في ما يسمي بحرب الانفصال لم يكن الا بقبائل الجنوب نفسه المتمثله برجالها الاشاوس بقيادة عبد ريه منصور هادي نفسه ولولاهم ما كان هناك انتصارا في 7 يوليو1994م . أدي إلى ما تعيشه اليمن اليوم من مشاكل مستعصية ومعقدة مطروحة على طاولة مؤتمر الحوار الوطني الشامل نسأل الله ان يوفق الجميع بالخروج بالبلاد إلى بر الامان والحل الذي يرتضيه الجميع تحت سقف الوحدة اليمنية.
لا تستهن بالرجال يا استاذ عطوان طالما لا تعرف الحقائق . وخليك مركزا اهتمامك القضية الفلسطينية . وبالرغم من ان انها هي القضية المركزية لكل وطني عربي مخلص قبل نظيره الفلسطيني ومع هذا وكما قلنا في السابق تفرغ لقضيتك الفلسطينية هي الاولى لك من اى قضية اخرى اينما كانت فهي في اشد الحاجة اليك للدفاع عنها في كل المحافل الاقليمية والدولية.
كنت قد ارسلت مقالي السابق ردا على ماتم نشره في بعض المواقع منسوبا إلى الاستاذ عبد الباري عطوان ، وتردد ان بعض ماجاء فيه وعلى الرئيس عبد ريه منصور كان ملفقا عليه، ولكن ما نشر مؤخرا في نفس السياق قد تجاوز ما سبقه بكثير فالي المقال السابق الذي نشره موقع التغيير الموقر وتناقلته بعض المواقع الاعلامية الاخري ومنها موقع صحافة نت الموقر: نقول لعطوان : صندوق الانتخابات والشرعية الدولية هو من اعطاه الحق.
على ما يبدو انه من الافضل للاستاذ عبد الباري عطوان العودة الي ممارسة عمله الصحفي الذي قال عنه قد توقف عنه وودع محبيه والمعجبين من قرائه الكرام لانها على الاقل كانت فيه نوعا من الاتزان والمصداقية والكشف عن بعض الخفايا والاسرار والتي هي نوعا من التسريبات الاعلامية للجهات التي يرتبط بها وهو يعرفها تماما وفي بعض الاحيان الحيادية اما اليوم نفاجأ من حين إلى اخر عبر الفيس البوك أو غيرها بكتابات عن ما يجري على الساحة العربية ومنها اليمن واخرها في كتاباته المعنونه ( للرئيس هادي من اعطاك الحق في قتل شعبك ) معلقا على ما تقوم به الطائرات من دون طيار في متابعة عناصر القاعدة في الاونة الاخيرة من قواعد قي جنوب السعودية حسب وصفه . والتي يتم تداولها فيما بعد على مواقع شبكة الانترنت.
ونحن نرد عليك بشأن هذا الموضوع ونقول لك ان الذي اعطاه الحق ليس في قتل شعبه كما تزعم وانما في قتل العناصر الارهابية من القاعدة وشاكلتها والتي أسسها صديقك الشيخ كما تصفه انت أسامه بن لادن والذي تفتخر به وبمقابلتك له في افغانستان وبمنجزاته العظيمة التي نكبت الامتين العربية والاسلامية باسم الدين وهو منها براء هو صندوق الانتخابات التي جرت في 25 فبراير 2012م . والتي نال فيها الملايين من الاصوات لم ينالها سابقه في كل المرات الانتخابيه السابقة التي كان يجريها خلال 33 عاما طوال فترة حكمه ونعرف تماما كيف كانت تجرى . والا لا تعترف الا بشرعية صندوق الرئيس المعزول مرسي فقط وليس بشرعية صندوق الرئيس عبد ربه منصور . بالاضافة الي حق الدعم الاقليمي المتمثل له في المبادرة الخليجية واليتها المزمنة وحق الدعم الدولي المتمثل في قراري مجلس الامن برقمي 2014 و2051 واصبح كل ذلك المرجعية الدستورية للبلاد خلال الفترة الانتقالية التي تعيشها اليمن . واعطيت لهذا الرئيس التوافقي من الصلاحيات المدعومة اقليميا ودوليا لم تعط لاي رئيس اخر.
ولولا التعاون الامني الثنائي بين اليمن والولايات المتحدة ومنها استخدام هذه الطائرات من دون طيار في متابعة عناصر القاعدة لكانت قد سقطت المناطق اليمنية الواحدة تلو الاخري وتشكيل الولاية الاسلامية الواحدة تلو الاخري من قبلها ورفع علمها الاسود عليها . والدليل ما حدث في محافظة ابين في الماضي وما كان سيحدث في محافظة حضرموت في الوقت الراهن . لكن فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي قالها وعبر في اكثر من مناسبة عن هذا التعاون واستخدام هذه الطائرات وتحمل المسئولية بكل جدارة طالما انها ستحافط على الامن واستقرار البلاد من الارهابيين والعابثيين بامنها لان هذا الجانب من اهم اولويات المسئولية الملقاه على عاتقه . وليس مثل سابقه الذي اشار للأمريكان بالقيام بالطلعات الجوية لهذه الطائرات شريطة ان لا يعلنوا عن ذلك واليمن ستعلن انها من قامت بذلك . اليس هذا ما كشفته الوثائق الأمريكية الذي سربها موقع ويكليكس الذي نال سمعة وشهرة عالمية منقطعة النظير.
ومن المستغرب انك قد صدقت عملية هروب عناصرالقاعدة من السجن عبر النفق ومنهم قائد القاعدة الحالي في شبه الجزيرة العربية وسردتها فيما يتعلق به ولم تشر الي ان عملية الحفر للنفق كانت بواسطة شوك وملاعق الاكل كما اعلن في حينها وكانت محل استغراب وتعجب الكثيرين من المهتمين بالموضوع في ذلك الوقت . كان هناك اخطاء في الماضي عند استخدام هذه الطائرات في عملياتها العسكرية علي الساحة اليمنية وسقوط ضحايا مدنيين ابرياء ولكن فيما بعد تقلصت هذه الاخطاء الي حد كبير ولم نسمع بعد عن ضحايا ابرياء جدد في العمليات الجديدة والتي كانت قاضية وموجعة لفلول القاعدة . اما المبالغة منك في اعداد الضحايا الابرياء بانها ستكون بالمئات اوالالاف فهي مبالغة منك لم يضاهيها الا ما قاله المذيع المصري الشهير في اذاعة صوت العرب احمد سعيد في حينه عن عدد الطائرات الاسرائيلية التي تم اسقاطها في حرب 5 يونيو 1967م المشئومة.
تعيش في لندن وفي احضان الغرب وحمايته ثم تقول ان هذه الضربات لن تقضي على تنظيم القاعدة بل ستزيده خطورته، وتوفر الاسباب له لتجنيد الآلاف في صفوفه من الشباب اليمني والاسلامي المحبط والغاضب المعبأ باحاسيس الاهانة والاذلال على ايدي الغرب وأمريكا وعبر تواطؤ حلفائهما العرب والمسلمين . اليس هذا تناقضا صريحا بين ما تمارسه في الواقع وتدعو اليه في الخيال.
كما قلنا انت تعيش في لندن من دون اي قلق من اي نوع كان . وشعبك الفلسطيني والشعب اليمني يعيشان في فقر مدقع كما قلت انت بنفسك عكس ما تعيشه انت في لندن من العيش الرغيد والرفاهية الغربية المتناهية . وبالتالي مهما قلت ومهما كتبت ومهما استضافتك محطة ال بي بي سي مرات عديدة سيظل حبرعلى ورق . طالما وانت تؤدي الدور المرسوم لك هناك وبعيدا عن وطنك فلسطين.
وان كان ولابد ولا يزال هناك حنين إلى العمل الصحفي بالرغم من قرار استقالتك فعليك بالاهتمام بقضية شعبك الفلسطيني اولا واخيرا . وتفرغ لها واعطي لها كل جل وقتك لانها في حاجة ماسة الي كل ذرة من عملك المضني في سبيلها وانتقل إلى الاراضي الفلسطينية والعيش بين اهلك الفلسطينيين وتجرع وعاني مثلما يتجرعون ويعانون من المأسي الموجعة والمصائب المهلكة لا في لندن واضواءها المتنوعة . ولا تشتت اهتماماتك هنا في اليمن أو هناك في مصر فالقضية الفلسطينية اولى بك من اليمن أو مصر . ولا تكن غيورا لما حدث لاطفال اليمن وهذه حادثة قديمة وكفاية عليك الغيرة على اطفال فلسطين وما يلاقونه على الاراضي الفلسطينية.
* رئيس دائرة التوثيق والمعلومات بوزارة الخارجية اليمنية