يتجلى اليوم "المناضل" محمد علي أحمد كحائط صد "للواء" علي محسن صالح، سواء كان هذا الحائط يكتسب قوته من ماضيه المليء بالمتناقضات على محاور السياسة والعسكرية والقبيلة، أو من خلال الدعم الكبير والخفي الذي يتلقاه هذا "المناضل" من قبل مؤسسة الرئاسة، حتى مع الدور المزدوج الذي يراوغ مع كل الأطراف بمن فيهم الحراك المنقسم إلى فرق ليس أكثر منها إلا فرق المسلمين في آخر الزمان، وهو حائط يتنامى تصاعديا وفي كل الاتجاهات كسيقان نبات اللبلاب.
قناعتي الشخصية، أن هذا الرجل يمكن أن يلعب دورا كبيرا في ملء الخانات الفارغة التي عانا منها الرئيس هادي في الأيام القليلة الأولى من فترته الانتقالية، ولنتأمل كيف جيء به على ظروف غامضة بعد طول إقصاء ونفي، في حين غادر وجه شبيه به إلى لندن دون أن يترك وراءه زوبعة يسيرة من غبار، إلا وهو اللواء أحمد عبدالله الحسني، قائد البحرية الأسبق وسفير اليمن لدى دمشق قبل 2007م الذي يمثل قوة ذاتيه جنوبية فريدة، لكنها غير مرغوبة في الوقت الراهن.
إن أعباء المرحلة القادمة في اليمن هي أعباء رموز، ولا نقول أعباء أمراء حرب إلا في أضيق تصور؛ لأن البلاد لن يكون من صالحها وصالح هذه الرموز أن تجر إلى حال أفغانستان بعد أن هزمت روسيا فيها أواخر ثمانينات القرن الماضي أو أن تكون كحال الصومال التي انكسرت أشلاء بعد رحيل الرئيس سياد بري مع مطلع تسعينات ذلك القرن، فضلا عن المحيط الإقليمي المتوجس من هكذا حال.
ربما نتذكر في المرحلة القادمة أسماء ذات تأثير كبير في تاريخ اليمن الجمهوري المعاصر، مثل: الفريق حسن العمري، والمقدم محمد خميس، والعقيد علي عنتر، والعقيد صالح مصلح، وآخرون.. وبعيدا عن الجناح القبلي والديني فإن أمثال هذه الأسماء التي تميل إلى العنف السياسي، هي الرموز التي ستثخن المرحلة بالأزمات والفساد والتجاذبات بكل صورها، ولربما تتجاوز هذه الأخاديد لتوقع بالبلاد في أخاديد قاتلة أشبه منها الصورة التي نراها في الدول الآنفة الذكر.
عند ذلك الحال، سنبدو أكثر شعوب أهل الأرض جهلا، على أننا غالبا ما نوصف بالحكمة، ولذلك أدعو إلى إسقاط هذه الرموز قبل أن تسقطنا وتسقط الأجيال القادمة في تلك الأخاديد.