أرشيف الرأي

بسقوط الاسد تكمن المكاسب..!!

قبل الشروع بسرد المكاسب من سقوط النظام العائلي في سوريا يجب الاشارة الي الحالة الضبابية التي تنتاب بعض المثقفين في تقيم احداث المنطقة، ومايجب أن يعرف كحقائق لايصح تجاوزها أو الجدل حولها.

من ضمن تلك الحقائق ان الديكتاتورية هي الحاضنة الحقيقة لمجمل الامراض المجتمعية في المنطقة وبما فيها حالات التطرف الشديد والانقسام الطائفي الحاد، ومن الغريب ان يجادل البعض في حقيقة ان غيب الديمقراطية وحرية التعبير قد شكلت المصدر الاساس لكل حالات العنف المشاهدة في منطقتنا.

الديكتاتورية ببساطة هي ممارسة العنف بكل صورة وأشكاله وبالتالي يجب إزالة وتجفيف هذا المنبع للتعامل مع حالة الفوضي السائدة في المنطقة.

بناء علي ماسبق دعونا نبرز مكاسب سقوط الاسد علي المستوي الاقليمي عموما واليمني خصوصاً

أولاً اقليمياً:
1- سقوط الاسد سيمثل بداية حقيقية لسقوط مصطلحات وشعارات استخدمت وخلال عقود وبشكل مقيت لاستغلال المواطن السوري وتركيعه. من ابرز تلك المصطلحات المرشحة للسقوط والاندثار مايلي: الامبريالية والقومية والممانعة، وصار معروفا الان ان تلك المصطلحات وظفت من قبل الانظمة الحاكمة لتثبيت قبضتها علي شعوبها وماشاهدناه هو مزيد من صراع الاقليات وضياع السيادة الوطنية ولصالح تلك الديكتاتوريات.

2- سقوط الاسد سيشكل اضعاف معنوي لبقية ديكتاتوريات المنطقة والتي تفادت ثورات الربيع العربي الي الان وخاصة حلفاء الاسد كالنظام الجزائري.

3- سقوط الاسد سيدفع برياح التغير ان تصل الي دول ملكية في المنطقة. معلوم ان السبب الرئيس لوقوف المملكة السعودية ضد بشار الاسد هو ارضاء للمؤسئسة الدينية في الداخل السعودي والمعادي للتوسع الشيعي. بالتالي الدور السعودي المناهض للاسد يمكن تصنيفة من باب "مكره اخاك لابطل".

4- إيران ستكون إحدى أبرز المتضررين من سقوط الاسد وبالتالي اضعاف لنفوذها في لبنان وبقية المنطقة. هذا الضعف الإيراني سيؤدي الي تدني وخبوت حدة الصراع الطائفي في المنطقة والممول ليس من إيران فقط بل من المملكة السعودية ايضا.

ثانياً داخليا:
1- سقوط الاسد سيضعف ولو معنويا دور الجنرالات المرتبطين بالرئيس السابق صالح. التصريحات الاخيرة لصالح وابن اخية يحي صالح والمنتقدة للدور الأمريكي تفصح عن مدي قلقهم من احتمالات سقوط الاسد.

2- سقوط الاسد سيعزز الروح الثورية في الداخل اليمني ويدفع بالتسريع بعملية التغيرة الجارية حاليا.

3- سقوط الاسد سوف يضعف دور الانفصالين وخاصة ان إيران المرتبكة ستكون مشغولة بالدفاع عن بقاء نظامها ولا وقت لديها لمواصلة دعم علي سالم البيض والذي سوف يضطر للبحث عن ملجئ اخر غير الضاحية الجنوبية في لبنان. بلاشك اضعاف دور الانفصالين سوف يعزز من دور القوي الجنوبية الاخري وخاصة تلك المؤيدة للفدرالية.

4- سقوط الاسد سيلقي بنفس الظلال السابقة علي جماعة الحوثين بحيث يختفي الدور الإيراني المساند لهم أو علي الاقل سوف يتم تقليصة. خبوت الدور الإيراني سيدفع وبلاشك بمزيد من المرونة من جانب الحوثين والاستعداد لتقديم تنازلات ولصالح العملية السياسية الجارية حاليا

بالمجمل يجب التاكيد مجددا بان الديكتاتورية والعنف صنوان وان الديكتاتور لايمكن ان تستمر الا بممارسة العنف وبالتالي يتم خلق بيئة مسمومة تنمو فيها وتتكاثر مظاهر العنف والتطرف الاخرى، والتي تكون بالمحصلة نتاج طبيعي لعنف الحاكم المستبد.

زر الذهاب إلى الأعلى