[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الفدرالية بما هي «افيون» الشعب اليمني!‏

الفدرالي اليمني، على الأغلب الأعم، هو الجيل الجديد من "الوحدوي الفوري" الذي كانه ‏المناضل اليساري والقومي في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي:‏

هو تبشيري، يميل إلى الوعظ وهداية القوم الضالين إلى الدين الجديد، وهو، بالتالي، آخروي ‏يعد مواطنيه بجنان وفراديس من دون ان يقول بالضبط كيف، إنه بطريقة ما "نبي " (مدعي ‏نبوة بالأحرى) يتوجب تصديقه واتباعه. لا يهتم بالتفاصيل ولا يعنيه جدول اعمال "اليوم ‏التالي"، اليوم التالي لتقويض فكرة "الدولة" في "يمن المبادرة الخليجية"؛

هو رومنسي ما يعني قابليته في أي لحظة لأن يصير مناطقيا أو طائفيا يستخدم مفردات ‏مثيرة للاشمئزاز رغم ادعائه الدائم بالثورية.؛

الفدرالي اليمني شعبوي بامتياز! وليس من شأن أي قيمة ان تردعه عن الانغماس في الدعاية ‏لنظام حكم وشكل دولة يجهلهما نظرا لضحالته المعرفية، لكنه يبشر بهما لأنهما مغريان وهما ‏موضة يمنية جديدة تستقطب اهتمام الجمهور؛

هو أسير تبخيسه الذاتي، انسحابي وهروبي، يحمل الهزيمة في داخله، وفي لحظات احتدامه ‏يتوقف عن اللهج بفضائل الفدرالية وعصريتها وتقدميتها وديمقراطيتها، كاشفا عن مكنوناته ‏الجاهلية واحقاده الدفينة ضد من يعدهم "المبخسين" من شأنه.‏

الفدرالي اليمني مراوغ شيئا قليلا. يعلي من شأن الفدرالية لأنه لا يطيق "الانفصال" ويريد أن ‏ينفك من "الزيود". إنه اليمني الأكثر بدائية وعصبوية واستعلائية ولا عقلانية من أي "زيدي" ‏أو "انفصالي".‏

إنه مروج في شبكة محلية لصنف جديد من الافيون اسمه "فدرالية"!‏

- من صفحة الكاتب

زر الذهاب إلى الأعلى