يشعر بعضنا انه بحاجة ليقول للرئيس :أهذا قسمك الدستوري بحماية البلاد؟
أي حكمة سياسية في مراضاة الحراك وتفويت فك الارتباط بمقترح فكفكة البلاد إلى أقاليم؟
هذا خطر للغاية ولن تخضع الأقاليم كما تعتقد فخامتك لفيدرالية حول الدولة المركزية.. ذلك ان الأقاليم ستكون الوعاء الأمثل لكل النزعات البغيضة وستتفتت اليمن لنستيقظ يوما بلا وطن.
وأن يتبنى رئيس الدولة مشروعا كهذا فذلك يدفع بعضنا للاحساس بهلع ذلك الجندي الذي يراقب الحل على هيئة تمزيق كل الذي قاتل من اجله يوما. ولقد عرف تاريخ العالم ان الاقاليم قبل الدولة وليس بعدها.
ويعد عشرين عاما من الوحدة في دولة بكل ما فيها من سلبيات يكون الحل هو أقلمة البلد الذي سيترتب عليه إفناء هذا الكيان وإبادة اسم اليمن لتتحول لذكرى نسردها بأسى ذات يوم..
لقد حاول اغلبنا التبرؤ من مقولة "الوحدة أو الموت" لنسمح بالمقابل بتقسيم البلد وفقا لمزاج فشل سياسي لم يعد لديه غير هذا التقسيم فرارا من تبعات مسئولية الحل والقرار.
وأي حل هذا الذي نجد فيه خريطة جديدة لمجموعة كتل بينها حدود في اطار حدود يمن قديم كان يوما يقع جنوب الحزيرة العربية.
يرقى هذا الحل لمستوى الخيانة حيث نجد روائح المناطقيين والسلاليين والسلاطين وأمراء الحرب تنبعث من أجزاء كانت يوما وطننا واصبحت كيانات مناطقية تحت مسمى الحل.. الحل الذي لا نجد فيه اليمن..
ولطالما حاولنا التخلص من ذنب "وحدة أو الموت "عن طريق الرضوخ لكل ما من شأنه انتزاع الوطن من حياتنا ودفعنا للهاوية مع ان تفسيرا آخر لمقولة كتلك لا يعود فيه الموت تهديدا بوجه من يريد تفتيت البلد ولكنه الموت الذي يلامس أكبادنا كنتيجة لذلك التشظي حيث يموت يمنيون كثيرون أثنا قيام الدويلات وتموت اليمن كدولة وهوية ووطن.
يشبه الأمر اسلوب بعض القبائل البدائية التي لا تجد حلا في الأخير غير قتل الأم المريضة ومن ثم الاقتتال على رفاتها.