في خبر للوكالة الرسمية سبأ نُشر يوم امس مفاده (ان رئيس الوكالة طارق الشامي توجه إلى روسيا للمشاركة في اجتماع الجمعية العمومية الـ15 لمنظمة وكالات الأنباء لدول آسيا والمحيط الهادي ..اخُتتم الخبر بفقرة صرح به الشامي قائلا (أنه سيبحث أيضا على هامش الاجتماع آليات عمل وكالات الأنباء العاملة في ظل الدول الاتحادية والفيدرالية بما يساعد على مواكبة التطورات الحاصلة في بلادنا).
وهنا لي تساؤلات عدة مستوحاه من قراءة هكذا خبر :
ابرزها أننا كصحفيين وموظفين في الوكالة ذاتها التي يسافر باسمها رئيسها الشامي نبحث عنها منذ اكثر من عامين ولم نجدها حتى اللحظة ..لازلنا حتى الساعة قابعين في المنازل كل تلك المدة منذ ان دمروا اولئك الغوغاء مقر عملنا وعجز رئيسها الشامي آنذاك ولايزال ان يتحمل مسئولية موقعه كرئيس لمجلس الادارة ويوفر مبنى بديل يليق بمكانة وتاريخ وحجم مؤسسة إعلامية كبرى يستوعب كثير من الصحفيين والموظفين يعتبرونها بيتهم الثاني والمصدر الوحيد لرزقهم ولعوائلهم وكثير من المهام التي كانت تقوم بها .
ثانيا : كثير من المطالبات والمناشدات من صحفيين وموظفين مروا بظروف مادية ومعنوية قاسية استمرت ولازالت للمطالبة بصرف مستحقاتهم المتعثرة والمنقوصة فيتم الرد ان الموقف المالي للوكالة صعب علماً أن الموازنة العامة المقرة تصرف كاملة كما كانت سابقاً..ورغم كل ذلك تصاب كموظف فرض عليه واقع مًر بحالة هستيريا حين تسمع عن لجان مختلفة ونثريات ومكافئات واخبار بين الحين والاخر تفيد بمغادرة رئيس الوكالة إلى بلد تلو اخر باسم تلك الوكالة المفقودة .
وتستغرب ايضا عن اهمية هكذا زيارة وغيرها قام بها الشامي متسائلاً ما الذي يمكن ان تعود بالنفع في ظل الظروف الراهنة واقع البلد ككل والوكالة تحديدا وماذا يعني حضور اجتماع لمنظمة وكالات الأنباء لدول آسيا والمحيط الهادي في ظل توجيهات الحكومة التي نسمعها مراراً عن ضرورة التقشف ليسخر منها الكثير؟
وهنا لابد اذكر اننا في ظل هكذا واقع حاولنا الاستغاثة اكثر من مرة بوزير الاعلام للإنصاف ووضع حد لذلك العبث فتتالت وعوده مع اظهار الحرص الشديد ولكن دون جدوى.. سكوت عن ظلم جلي وعجز تستغرب منه ايضا .
اخيرا : لعل اخر التساؤلات في الخبر المذكور اعلاه هو عن قول الشامي انه (سيبحث أيضا على هامش الاجتماع آليات عمل وكالات الأنباء العاملة في ظل الدول الاتحادية والفيدرالية بما يساعد على مواكبة التطورات الحاصلة في بلادنا) ولا اعرف هنا هل يتحدث بصفته كرئيس لمجلس الادارة لوكالة الانباء الرسمية سبأ أو باسم موقعة الحزبي كرئيس للدائرة الاعلامية للمؤتمر الشعبي العام.
تساؤلات كثيرة قد تظهر من هكذا تصريح نظراً لعدم الاتفاق على شكل الدولة حتى الساعة كيف تيقن ان النظام سيكون كذلك؟ هلانتهت اليمن من كل مشاكلها ولم يتبقى الا اسقاط السياسة الاعلامية على نظام الدول الاتحادية والفيدرالية لنعيش برخاء بعدها؟
ام انه يقصد بذلك احراج حزبه المؤتمر الرافض لتوقيع وثيقة اجتماع 8×8 والمتضمنة فكرة الاقاليم ؟ أو انه يبعث بذلك رسالة غزل لهادي أو باسندوه ليستمر في منصبة ؟ ام انها محاولة لمغادرة مربع صالح والمؤتمر عموما والعودة إلى حزبه القديم اتحاد القوى الشعبية ؟ كثير من الاسئلة ستثار امامك جراء قراءة الخبر لامجال لاستعراضها قد تنتهي بسؤال اخير : هل يعلم طارق الشامي كسياسي وكمسؤول حكومي يتقلد رئاسة الوكالة الاولى في اليمن معنى تصريحه حقا و كيفية اسقاط السياسية الخبرية والإعلامية للوكالة على الانظمة السياسية ؟