[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

رسالة عاجلة إلى الرئيس هادي وقادة المشترك

لا احد ينكر دور المشترك في الثورة الشبابية الشعبية السلمية فقد كان لاحزاب المشترك (اشتراكي _ناصري _اصلاح) الدور الفاعل في هذه الثورة. صحيح ان الشباب هم من اشعل فتيل الثورة لكن اغلبهم قد جاء من داخل هذه الاحزاب فخالد الانسي وعادل الوليدي وتوكل كرمان نعرف انهم من الاصلاح كذلك هاشم الابارة وسميح الوجيه وسامية الاغبري وبشرى المقطري هم من الاشتراكي وفخر العزب وعبد الناصر السقاف من الناصري وكل هولا شاركوا في اشعال الثورة ومعهم الكثير حزبيين ومستقلين ليس مجال ذكرهم هنا.

لقد تمثل دور الاحزاب في تهيئة الشباب لرفض الظلم والخروج بثورة كما كان لها الدور الابرز في عملية استمرارية الثورة والحفاظ على سلميتها . نحن هنا سنكتفي بهذه الاشارة لدور المشترك في الثورة فهذا ليس موضعنا.

منذ اشعال فتيل الثورة بدأت القوى المتواجدة على الساحة تبرز توجهاتها وتعمل على التسويق للمشاريع التي تحملها وقد اسفرت هذه القوى عن وجهها الحقيقي بعد اسقاط راس النظام السابق وقد تحصحصت هذه القوى إلى ثلاث قوى رئيسة وهي:

اولا: قوى وطنية وتحمل مشروعا وطنيا وهي قادرة على التأثير وهذه القوى تتمثل في احزاب المشترك (الاشتراكي _الناصري _الاصلاح) احرار المؤتمر بقيادة عبدربه منصور هادي.

ثانياً : قوى وطنية تحمل مشاريع وطنية لكنها غير قادرة على التأثير ويمثلها الاحزاب الصغيرة (البعث والتجمع الوحدوي) وشباب الثورة.

ثالثاً : قوى لديها مشاريع صغيرة اما مناطقية أو طائفية أو سلالية وهي قادرة على التاثير .

ونحن هنا سنخاطب القوى الاولى الوطنية التي تمتلك مشروعا وطنيا وهي قادرة على التاثير . انه من المهم ان نشير هنا إلى ان اللقاء المشترك عندما تكون كان هدفه لملمة المعارضة لمواجهة تغول المؤتمر ونظام صالح تطور هذا الهدف مع ثورات الربيع العربي إلى اسقاط نظام صالح ولم يكن المشترك يمتلك رؤية جامعة لما بعد سقوط صالح توضح العلاقة بين هذه الاحزاب وما الذي يجب عليها ان تعمله. وبعد سقوط صالح بداء الفتور يعتري علاقة احزاب المشترك بل وتباينت رؤاهم في اغلب القضايا رغم ان ما كنا نؤمل عليه هو عكس ذالك تماماً ولكن الذي حصل هو ان المشترك قاد الشعب للتغيير حتى اوصله إلى منتصف الطريق وتركه تائها لايدري إلى اين يتجه. ومما زاد الطين بله ان المشترك وقع في فح التقاسم وهو لا يدري فانصرف جل اهتمامه وجهوده من القضايا الوطنية المصيرية إلى التسابق على المناصب وتقاسمها واصبح التقاسم هو المحدد الاهم الذي يرسم علاقة هذه الاحزاب ببعضها وعلاقتها بالاخرين. هذا التسابق اثار خلافات كبيرة بين هذه الاحزاب وباعد بينها وبالمقابل قربها بطريقة أو بأخرى من القوى ذات المشاريع الضيقة وهنا استغلت هذه القوى الخلافات بين القوى الوطنية واججت هذه الخلافات حتى اصبحت القوى الوطنية تاكل نفسها.

هنا بدأت المشاريع الصغيرة تظهر وبقوة وبشكل سافر دون مراعاة لتضحيات اليمنيين ولتطلعاتهم. بدأ البعض يطرح مشاريع تناقض تطلعات الشعب اليمني وتسخرمن تضحياته بدأ من يتكلم عن ثورة سبتمبر العظيمة على انها انقلاب عسكري على "إمام المسلمين"! كذالك يتكلم البعض عن تضحيات هذا الشعب بكل سخرية ويساوي بين هذه التضحيات وبين تضحيات جلاديه. ظهرت النزعات المناطقية تحت مسمى قضايا (قضية صعدة _ القضية التهامية _ المناطق الوسطى.....) رغم اننا نؤمن بان هذا الشعب من ادناه إلى اقصاه له مظلمة كبيرة ممتدة منذ الف عام ولم ينعتق منها الا خلال فترات متقطعة وفي اجزاء بسيطة من الارض كفترة خكم الرسوليين والطاهريين ولعل ابرز فترات الانعتاق كانت فترة حكم الشهيد ابراهيم الحمدي رحمه الله في الشمال وفترة حكم الشهيد سالمين للجنوب.

كذالك ظهرت اصوات تطالب بفك الارتباط بين الشمال والجنوب وتطورت هذه الاصوات لتنكر يمنية الجنوب ليس هذا فحسب بل ظهر من يدعو إلى عودة الجنوب إلى ما قبل عهد الحزب الاشتراكي والمتمثل بالسلطنات والمشيخات.

كل هذا يحص والقوى الوطنية الحية داخل المشترك (الاشتراكي _ الناصري _ الاصلاح) تقف تائهة الفكر مكبلة الخطى منشغلة بتقاسم المناصب. ليس هذا فحسب بل اصبحت القوى الوطنية الحية منساقة خلف دعاة المشاريع الصغيرة واللاوطنية بل ان من بين اعضاء هذه الاحزاب من يسوق لهذه المشاريع عن قصد أو من غير قصد. فقد تجد من الناصريين من يدافع عن جماعة الحوثي ويتعاطف معها دون ان يلتفت لمشروع هذه الجماعة المتمثل في مشروع الامامة وولاية البطنين وهو لايدرك ان هذا المشروع قامت لاجله ثورة سبتمبر والتي كان للقوميين شرف تفجيرها ثم الدفاع عنها جتبا إلى جنب مع الجيش العروبي المصري.

كما انك تجد من بين اعضاء الحزب الاشتراكي من ينادي بانفصال الجنوب واخر ينادي بدولة حضرموت وثالث ينكر ان الجنوب هو من اليمن.

اما الاصلاح رغم انه يعتقد انه بعيد عن خدمة هذه المشاريع الصغيرة لكنه يقع في خدمتها من حيث لا يدري فكثيرا ما تجد معارك شرسة لقواعد الاصلاح ضد جماعة الحوثي حول منع الحوثيين للمواطنين من اقامة صلاة التراويح في احد المساجد (مع ايماني بخطأ منع التراويح) وهذا العمل يخدم هذه الجماعة بشكل كبير بنفس الوقت لا تجد احدا من قواعد الاصلاح أو المشترك يتكلم عن منع ترديد النشيد الوطني في مدارس صعدة والذي يعد اجلاء للدولة وللجمهورية وتوطيداً لمشروعهم الإمامي.

نحن هنا لا نوبخ الاحزاب ولا نقلل من شأنها بل نضعها امام الصورة التي نراها . فيا قادة المشترك (اشتراكي _ناصري _ اصلاح) ويا عبدربه منصور لو انتصرت هذه المشاريع الصغيرة لاسمح الله اخبروني ماذا سيكون ردكم وبماذا ستبررون ذلك لمن ضحى من اجل القضاء على هذه المشاريع المتخلفة . ماذا سيقول سلطان العتواني لعلي عبد المغني وعبدالرقيب عبد الوهاب وجمال جميل وماذا سيقول اليدومي للفضيل الورتلاني ولمحمد محمود الزبيري ماذا ستقولون لهم اذا سالوكم عن الجمهورية هل ستقولون لهم لقد عادت الامامة وتطل بقرونها من جديد ايام كنا قادة لاحزاب قوية ام ستقولون لهم اعذرونا لقد ضيعنا تضحياتكم ودمائكم؟!!

وماذا سيقول الدكتور ياسين سعيد نعمان اذا سأله المناضل عبدالقادر سعيد وسلطان احمد عمر وعلي عنتر ماذا سيقول لهم اذا سألوه عن الوحدة وعن هذا لحلم الذي ضحوا من اجلة هل سيقول لهم الوحدة التي ضحيتم وناضلتم من اجلها قد تحققت ولكن عندما كنت على راس الحزب الاممي الحزب الاشتراكي تمزقت اليمن مرة اخرى وعلى ايدي بعض رفاقنا؟!

ماذا سيقول الرئيس عبدربه منصور لكل هولاء ولغيرهم من الشهداء اذا سالوه نفس الاسئلة هل سيقول لهم لقد عاد مشروع الامامة للظهور من جديد وقد كان صالح يحاصر هذا المشروع في مران وضحيان لكن بعهدي ادخلته إلى صنعاء واما الوحدة فقد تمزقت في عهدي وانا اخشى ان اتخذ موقفا يحمي هذه الوحدة!!

هنا نود ان نختم مقالنا هذا برسالة إلى قيادة الاحزاب الفاعلة في المشترك (الاصلاح _الناصري _الاشتراكي) واحرار المؤتمر بقيادة هادي رسالة مفادها ان الوطن امانة في اعنافكم وان مسؤلية الحفاظ على الجمهورية والوحدة وبناء دولة مدنية حديثة تلبي تطلعات الشعب اليمني وتطلعاته تقع على عاتقكم فانتم المسؤل الاول والاخير عن حماية اليمن وامنه واستقراره ووحدته ولا عذر لكم. عليكم ان تستشعروا المسؤلية الملقاة على عاتقكم ولتتركوا خلافات التقاسم جانباً حتى لاتغرق اليمن ولتعلموا ان التاريخ لن يرحمكم إن قصرتم أو تهاونتم. فيا قادة المشترك ويا عبدربه منصور هادي ان ظهور هذه المشاريع التدميرية في عهدكم يجعلكم امام اختبار حقيقي وصعب لكنه يمنحكم شرف الوقوف ضد هذه المشاريع والذي يعد استمرارا لجذوة نضالات هذا الشعب وتتويجاً لانتصاراته وحذار ثم حذار من الاستماع لمن باعوا انفسهم للشيطان وسخروا انفسهم لتدمير هذا البلد العظيم وحذار من الاستماع لاراء السفير الأمريكي فهو لا يريد لليمن الخير بل يريد المصلحة لبلده . اننا ندرك ان الحمل الملقى على عاتقكم ثقيل لكنه سيخف اذا اتجهتم لليمنيين كل اليمنيين وتناسيتم الخلافات وجعلتم اليمن نصب اعينكم وانني على ثقة انكم قادرون على حماية اليمن وامنه واستقراره ووحدته.

زر الذهاب إلى الأعلى