عادل الأحمدي يكتب: هذيانات عبدالمجيد الزنداني!!
لكل زمان دولة ورجال.. وزمن الشيخ عبدالمجيد الزنداني يبدو أنه ولى وإلى غير رجعة. وبالتالي لم يعد لديه ما يقدمه لليمن سوى الهذيان ولا شيء سواه.
فوجئنا اليوم في صباح عيد ثورة الـ26 من سبتمبر المباركة، بتصريح عجيب تفوه به داعية شهير يوصف بأنه أحد تلاميذ أبي الأحرار محمد محمود الزبيري، يقول فيه ان مشكلة صعدة هي "بسبب الظلم الذي حصل لآل البيت بعد ثورة 26 سبتمبر".
والداعية الكبير مطالب بأمرين: تعريف من هم "آل البيت"، ثم تعريف ما هو الظلم الذي وقع عليهم. ومؤكد أنه يقصد بهم الفئة المعروفة ب"الهاشميين"، واذا تجاوزنا مجادلته علميا في علة تسميته لهم ب"آل البيت" (بما لهذه اللفظة من محمولات فقهية وملابسات سياسية)، اذا تجاوزنا ذلك، فكيف نستوعب ترديد الشيخ ذات الاسطوانة التي يرددها الإماميون من أنهم تعرضوا للظلم عقب ثورة سبتمبر!
هل يجهل أم يتجاهل فضيلة رئيس جامعة الايمان أن ثورة سبتمبر الخالدة لم تكن انعتاقا لعموم اليمنيين المستعبَدين طيلة حكم الامامة الكهنوتية في اليمن فحسب، بل كانت انعتاقا للأسر الهاشمية ذاتها التي تحتكر الحكم وفق نظرية الامامة، وذلك بسبب كون الامامة كانت على مدى قرون حصّادة أرواح نهمة تحصد ارواح اليمنيين والهاشميين على حد متفاوت؟! ربما لم يقرأ الزنداني "تاريخ اليمن الفكري" لمحمد أحمد الشامي آخر وزير خارجية لآخر إمام!
يكاد المتأمل المنصف أن يجزم أن الهاشميين حظيوا طيلة نصف قرن في ظلال حكومات سبتمبر بحزمة فرص وصون أرواح ومجال سياسي واقتصادي وبرلماني وتعليمي لم يحظوا به طيلة قرون الامامة السوداء.
ثم هل يجهل الزنداني أن الإمامة "مشروع يبحث عن أرض".. مشروع يتحيّن الظروف ويختلق الأسباب ولا تنقصه الدوافع؟! هل يجهل ذلك ليصطنع فضيلته الأعذار والمبررات لآلة القتل الكهنوتية التي حصدت، في العقد الأخير وحده، أرواح عشرات الآلاف من أبناء اليمن وشردت أضعافهم ومازالت تعيث في الأرض الفساد!!
الزنداني وفقا لاستعماله الاصطلاحي أعلاه (آل البيت) قال ان أحد الحلول تتمثل في أن يعطى هؤلاء "خُمس" ثروات اليمن.. ورغم ورود هذا الكلام عنه في كافة الاخبار الصادرة اليوم إلا أننا لم نصدق أن يتفوه به الزنداني فقمنا بالتأكد من أشخاص حضروا مؤتمره اليوم.. إذ هو قول لم يجرؤ أن تفوّه به أشد غلاة الهادوية.. والمضحك أن الرجل الذي ينظر إليه البعض باعتباره محل إفتاء، تحدث أيضا في كلمته عن "التوزيع العادل للثروة والسلطة". اللهم أسمِعنا خيرا.
ما الذي يريده الشيخ الزنداني أحسن الله لنا وله الختام، من تلك التصريحات؟ أحسنُ الظن أنها تصريحات سياسي وليست تصريحات شيخ وداعية يقع على رأس مؤسسة لتخريج العلماء والدعاة، ويفترض منه أن يدرك مكانة الموقع الذي يتبوأه، وأن يترفع على نزق التصريحات السياسية سواء كانت قطعية الفائدة أو ظنّية، وسواء كان باعثها الخوف أو المناورة. نقول هذا على افتراض أن تلميذ أبي الأحرار يدرك سخف ما تلفّظ به، إذ لا يسعنا تصوُّر أن الرجل قال ما قاله عن أمانة واقتناع وعلم، لأن ذلك منتفٍ من كافة الوجوه.
وأياً كانت دوافع وخلفيات مثل هذا التصريح الزنداني العجيب، فإنه تصريح يجرح من الآن وصاعدا، في عدالة الرجل الوطنية والشرعية، ما لم يعتذر عما قاله.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.