من الأرشيف

أنتنُ من فُساء الغربان مخرجاتكم

اليمن- من المهرة إلى صعدة- على بعد خطوات يسيرة من حالها الذي كان سائدا سنة 1913م، بل إننا نهرول إلى ذلك بأقصى مما نتصور بعد مائة عام ولا نعتبر بلدغات التاريخ ودروسه.

لقد تذكرت ذلك الحال مع التفاف المنافقين والسذج والأنانيين حول مخرجات شُقاة الفيدرالية المأجورين باليومية في موفنبيك، الذين سيصنعون لهم بهذا العمل الأخرق مرجما في هذا المكان ليس أشبه منه إلا مرجم الجمرات، بل هم أشد صنعا وقبحا مما فعله صاحب ذلك المرجم الشيطاني.

هؤلاء النخاسة الأغبياء الذين يبيعون البلاد لأعدائنا بيعة سارق باسم الحوار والسلام والديمقراطية، إنما يحملون في قلوبهم وعقولهم قبل أيديهم مُدى التمزيق ومعاول وأزامير خراب الكيان اليمني المتلاحم بعدما استبشرنا بحوارهم ودفعنا الجميع باتجاه ذلك ظنا منا بأن ما سيخرجون به سيكون في خدمة الأمة وتماسكها.

تذكرت هذا وأنا أنظر إلى ليبيا التي ضربها واحتلها الطليان عام 1911م، وكيف جاءت بعد ذلك الثورة العربية التي أعلنها الشريف حسين، وكيف خُدع وكيف مزق الغرب المستعمر البلاد العربية على سمع وبصر جهابذة تلك الحقبة من ذوي الرئاسة والكياسة؟!!

ربيعكم أيها الشباب يراد له أن يكون خريفا قاحلا وملعونا في ذاكرة الأجيال القادمة؛ فلا يخدعنكم هؤلاء النخاسة وشقاة الفيدرالية المأجورون الذين استلموا ثمن التخريب والتمزيق وهم يقامرون في ميدانٍ الخاسرُ الوحيد فيه، الجمهورية اليمنية، فهل ترضون بأن تكونوا شهود زور على هذه اللعنة التاريخية؟

زر الذهاب إلى الأعلى