خطبٌ أصابَ تعزَّها في مقتلِ
ومصيبة ٌ تودي بكلِّ تحمُّل
من بعدِ ما نفث الأراذلُ حقدَهم ْ
في بدرِ مخلاف المفكِّرِ ( فيصلِ )
قتلوا به وطنَ السلامِ وحطَّموا
حُلمَ الأمانِ وفرحة َ المستقبلِ
قتلوا الثقافةَ والعلومَ بقتلِهِ
وتحمَّلوا في الجُرمِ حملَ المثقلِ
وبأجملِ المدنِ استباحوا أمنَها
غدراً وعاثوا بالهناءِ الأجملِ
لم يجرؤوا إلا لأنَّ مدينتي
أمست بحُكم دوائرٍ لم تعدِل
أرخت لبلطجة السلاحِ حبالَها
وبغيرِ مطمعِ نفسِها لم تُشغل
جمعت أساطينَ الفساد جوارَها
وحبتهم بمراتبٍ وبمنزل
وعن المدينةِ عن جمالِ دروبِها
عن شعبِها عن أمنِه لم تسألِ
الشَّرُّ يعبثُ في ثراها مجحِفا
وشعورُها عما بنا في معزل
شَغلتْ بأخبارِ المقايلِ نفسَها
ومتى تقام حضارةٌ من مقيل
ومتى يشيِّدُ مجدنا متسمِّعٌ
بالغير منشغلٌ ولمَّا يعمل
هذي المدينةُ وهي رائدةُ العلا
ما بالها تهوي وتسقطُ من علِ
ظلموا شيوخَ تعزَّ واتَّهموهمُ
ظلماَ ، كذلك كل فكرٍ أحولِ
وعلى (السعيدِ حمود) شيخِ شيوخِها
نشروا دعاوى فتنةٍ لم تُقبَل
ما كان الا في النوازلِ حصنَها
وأمانَها من غاشمٍ متغوِّلِ
عند المصالحِ والمناصبِ غائبٌ
ولدى النوازلِ تلقَهُ في الأولِ
سعدتْ به مخلافُها وتفاخرت
أرضي به من مطلع أو منزلِ
والآن شاء اللهُ فضحَ عدوِّه
والشرُّ كشَّرَ نابَه عن أنذلِ
وعدَوْا على أستاذِنا وهو الذي
لازال يهدي أمتي في المحفلِ
لم يقتلوهُ وإنما قُتِلوا به
فمقامُه بقلوبِنا لم يرحلِ
أيكون يومُ وفاتِه بعثاً لنا
من بعد أعوام كطعمِ الحنظلِ
وتعزُّ في التغييرِ تغدو قمةً
وتعود في ثوب النقاءِ الأجملِ
فدمُ الفقيدِ دمُ الشهيدِ طهارةٌ
من رجسِ كلِّ مخرِّبٍ ومعطِّلِ
هذا الذي لازال (فيصلُ ) ناصحا
يرسي به الأمجادَ للمستقبلِ
ولأجلِه ضحِّى وها كلماتُه
قامت تبلِّغُ فكرَهُ السامي الجَلي
سيظلُّ لحناً في ربيعِ قلوبِنا
ولهُ الدًّعا والحبُّ والقدرُ العلي
وكفاهُ أن وافى المنيةَ صائماً
مستمسكاَ بالحق لم يتحولِ
في عيدِنا الأضحى كصدامِ العلا
في أفضلِ الأيامِ ناداهُ الولي
وكفاه أحزانُ البلادِ لفقدِهِ
ونهوضُها من بعدِه للأفضلِ
وكفى أحبَّتَهُ وأهلَ ودادِه
أن كان (فيصلُ ) في العلا كالفيصلِ
وكفى المبادئَ أن نكون فدىً لها
لننالَ في الجنات أسمى منزل
تعز : 8 ذي الحجة 1434ه 13/10/ 20013م