أرشيف الرأي

الرفض السعودي للمقعد الأممي.. مبعث فخر في زمن الخيبات

كمواطن عربي تضاءلت أحلامه حد التقزم، بسبب خيباتنا المتتالية، لم أكن أحلم، راهنا، بموقف عربي رسمي مشرف يرفع رأس العرب بين الأمم، وفي مجلس الأمم، بحجم الموقف السعودي الأخير برفض مقعد في مجلس الأمن.

هذا الموقف السعودي المشرف جاء ليوجه صفعة قاسية لقطار التهافت الذي انطلق في الوطن العربي منذ مدة، ذلك القطار الذي جعل بعض سياسيي العرب يتفاخرون بالتبعية للشرطي الأوحد ويبذلون الرشاوى لالتقاط صورة مع رايس أو هيلاري أو كيري أو مون.

جاء القرار الحكيم للمملكة العربية السعودية منطلقا من الاحتجاج على "عجز" المجلس عن إيجاد حل خصوصاً للأزمة السورية وكذا الاعتراض على اختلالات اصابت معايير المنظمة الدولية واصابت مصداقيتها في مقتل.. ليأتي الرفض ليعيد للمبادئ اعتبارها المفقود في زمن الانتهازيات والغرور المدجج بالارهاب الدبلوماسي والتضليل الاعلامي والشعارات الجوفاء.

وكعربي ذاق مرارة الهوان منذ أواخر القرن المنصرم استطيع التأكيد على ان الرفض السعودي الحكيم يستحق الشكر والاشادة وتستحق المملكة قيادة وشعبا سندا شعبيا عربيا هادرا يتعافى من حساسيات التعبئة البينية ويشجع المملكة باعتبارها اليوم تتحمل تبعات الموقع الريادي للعرب لأنها البلد العربي الوحيد السالم من الأزمات المصيرية الماحقة التي صارت تتهدد العرب في مشرق البلاد العربية ومغربها، شامها ويمنها، عراقها ومصرها.

شكرا للسعودية وشكرا لخادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وشكرا للدبلوماسية السعودية. وكم كنا نأمل ان نسمع من مقاولي المزايدة على السياسة السعودية ولو اشادة واحدة بهذا القرار، لكنهم صدموا كما صدم سادتهم، وباتوا وكأن القطط ابتعلت ألسنتهم!

زر الذهاب إلى الأعلى