[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

إلى قيادة إخوان اليمن.. حتى لا تصدروا رسالة مشابهة

أصدرت جماعة الإخوان المسلمين في مصر رسالة هذا الأسبوع بعنوان "نفاق حكومات الغرب"، وفي تقديري أن هذه الرسالة تعد من أهم الوثائق التاريخية كونها صدرت في ظل أحداث جسام وغير مسبوقة في تاريخ الجماعة لها آثارها على حاضر ومستقبل الإخوان المسلمين ليس في مصر فقط بل وفي العالم..

لست في هذا المقام بصدد تحليل مضامين هذه الوثيقة وآثارها، فقد أغنانا عن ذلك القيادي الإخواني فريد الشيال في مقابلته مع قناة الجزيرة قبل يومين، وسأكتفي بذكر ثلاث حقائق نصت عليها الرسالة، لعلها تعصم إخوان اليمن من إصدار رسالة مشابهة في المستقبل:

الحقيقة الأولى أن الحكومات الغربية ضالعة في دعم الانقلاب وأن رؤساء وسفراء عدد كبير من الدول الغربية مارسوا الضغوط على الرئيس الشرعي محمد مرسي كي يتخلى عن صلاحياته الدستورية لرئيس وزراء (حددوه بالاسم) في إشارة للبرادعي، ويبقى هو رئيسا شرفيا، وقد ذكرت رسالة الإخوان أن الأسباب الكامنة وراء ذلك هو الرغبة في إجهاض المشروع التحرري والاستقلالي للرئيس مرسي الذي سلك مسلكا تحرريا يستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطعام والدواء والسلاح، وتوطيد علاقات مصر الدولية مع كثير من دول العالم وسعى لتنفيذ مشروعات اقتصادية قومية عملاقة ولجذب استثمارات ضخمة من كل أطراف العالم، وهذه كلها ضد مصالح حكومات الغرب وأمريكا على رأسها وضد هيمنتها، فلما رفض هذه الضغوط بدأ تحريض الجيش على التدخل وقد أنفقت أمريكا وحلفائها المليارات من أجل إجهاض الثورة وعزل الرئيس وإنهاء النظام ودعم الانقلاب..

والحقيقة الثانية التي كشفت عنها الرسالة أن سفراء كثير من الدول الغربية ومسئولين كبار في وزارة الخارجية من هذه الدول أتوا إلى مصر في محاولات مستميتة لإقناع قادة التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب بالكف عن التظاهر وفض الاعتصامات وقبول الأمر الواقع والتعامل مع الانقلابيين القتلة..

والحقيقة الثالثة أن الحكومات الغربية مارست ومازالت أعلى درجات النفاق بزعمها في الظاهر أنها تدعم الديمقراطية ولكنها في السر تدعم الانقلاب على الديمقراطية وحقوق الإنسان .

زر الذهاب إلى الأعلى