الحوثيون يرسمون إلى بعيد، هدفهم إستعادة الإمامة ( الحكم)، وهذا الهدف الإستراتيجي. ولكي لا يقال ذهبنا بعيدا، اكد يوم أمس السيد عبد الملك الحوثي في كلمه له بمناسبة يوم الغدير احقيته في الحكم.
هذا على المستوى الاستراتيجي، أما على المستوى التكتيكي، ترفع الجماعة شعار الدولة المدنية، وحرية المعتقد، وشعارات كالأمة وكرامتها، ومناهضة أمريكا، كأمريكا لا لكونهم يقدمون مشروع إقتصادي بديل للراسمالية، أو معادي للإمبريالية، على غرار الاشتراكيين، وبالتالي يمكن تفهم عدائهم ورفع شعارات الموت ضد أمريكا على سبيل المثال.
حكم اليمن سلاليا، وخارج العملية الديمقراطية، فكرة ثيوقراطية تطبق في إيران، ويستلهمها مشروع صعدة، ولا يكتفى بهذا بل يمارسون في سبيل هذه الغاية اساليب ميكافلية، أقلها رفع شعارات مخادعة ومضلة كالدولة المدنية، وفي نفس الوقت المضي قدما في مشروع ثيوقراطي على النقيض منها.
لعبة سيئة وخطرة على مستقبل الشعب اليمني وطموحاته المدنية والديمقراطية تلك اللعبة التي أصبحت معلنة اليوم.
وبالمناسبة هذه ليست تكتيكات أو مناورات تخدم الديمقراطية، كزعم رفعها بغرض إخافة الاصلاح، أو هذا هدفها لما يقال.
تبريرات كهذه لا قيمة لها، فالوعي الديمقراطي وقيم وأسس الديمقراطية لا تبنى في الوعي والمجتمعات بطرق وأساليب وخطاب ميكافلية وعلى نقيضها تماما، بل العكس ما سيحدث، وهذا ما يراهن عليه الحوثيون بدون أدنى مسؤولية وطنية وتقدير للعواقب والنتائج المدمرة للشعب اليمني وتماسك هدفه ورؤيته الوطنية لشكل مستقبل البلد والمساهمة في بنائه مع الجميع.
بإختصار ما يبنى على خطاب ثيوقراطي متخلف كهذا، نتيجته متخلفة بالنتيجة والضرورة، وبالتالي ما يروج له عن مزاعم حق السلالة المفترض في الحكم، يعمق من جراح وانقسامات الشعب اليمني، وتخلفه التاريخي، والذي كانت ثيوقراطية الأمامة وسلالتها الهاشمية السبب الاول والاعمق في تخلف اليمن، التخلف الذي تجرعه للشعب اليمني على مدى عقود، تحت مسمى حق الولاية.
على أقل تقدير عودة التخلف وخطابه تحت أي سبب وذريعة، أخطر على الشعب اليمني ومشروعه الوطني الحديث من غزو ابرهه، ومن الاستعمار البريطاني.