سرقة متحف الآثار الأخيرة جريمة مفتوحة ضد الذاكرة والتاريخ ، فيما تغييب الحضارة اليمنية قضية دءوبة يخلص لها بإتقان أوغاد الداخل المتاجرين إضافة إلى أوغاد الخارج المهتمين أيضاً .
والحاصل انه لطالما تمكن الخطر من أهم المقتنيات السيادية الآثارية المكتشفة . ثم ان العالم صار وطناً فعلياً لأهم آثارنا ، بحيث توجد في أهم متاحف العالم اليوم ، وكذلك تعرض في المزادات على نحو سافر .
لاشك ان الخطأ الأكبر سببه الدولة التي لم تستوعب كما ينبغي أهمية الآثار ولم تضرب بيد من حديد كل من يتورط في العبث بها ، كما بالمقابل لم نشهد على الاطلاق أي مساندة حقيقية من قبل الدولة لتنوير المواطنين في المناطق الآثارية الغنية قبل ان تمتد أياديهم للنبش والسرقات وصولاً إلى التنكيل والتفريط بتاريخ وذاكرة وطنهم بسبب الجهل المسيطر والاطماع اللامحدودة .
على ان الجهل والتحريض الذي تعانيه اثارنا منذ زمن طويل ، إضافة إلى خطأ المواطنين في التقدير وتسيب الدولة ، أسباب مجتمعة تشكل ظاهرة ممنهجة من ابسط نتائجها عدم إدراك قيمة الأثر الحضارية تقديرا سليماً .
وأما بحسب المعلومات فإن كبار مسئولين يحوزون على قطع اثارية ذات أهمية قصوى ، بل ان العديد من هؤلاء للأسف يتاجرون بصفاقة مندفعة بالآثار، كما يجرون عمليات التسهيل اللازمة .
واضح انه يتم استغلال المشهد المنفلت وغير المصان من خلال ترسيخ ذهنية الفوضى واللامبالاة رسمياً وشعبياً في هذا السياق ، حتى ان مختلف الدلائل والوقائع الجرائمية الرهيبة ضد الآثر اليمني العريق تشير إلى ان عصابات سرقة الآثار وتهريبها في اليمن تعد من أنشط العصابات المسنودة والمتجذرة .