لعل ما يحدث اليوم في دماج خيرا ، واني جدُ متفائل (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ).
أحسَ الحوثي نفسه وظن له بأس فانتفخ وتمدد ثم نظر إلى عطفيه بخيلاء فزاد وانتفخ وتمدد، فرأى نفسه قوة اقليمية عظمى مرهوبة الجانب وقد صارت له في هذا الاقليم ادوارا واذرع فضلا عن بسطته في الداخل ، وحسب نفسه القاهر وبيده البطش وقد أوشك الناس له في قاب قوسين تبع ، وأنه لم يعد بينه وبين ان يحكم اليمن سوى خطوات..
وبهذا الحس والعقلية صارت حركته في السياسة والجلبة والصراع يشتري هذا ويمني هذا وينكل بهذا وبكل من لا يسبح بحمده قتلا وسحلا ونهبا وبطشا فعزيمته لا تخور ، إذ يده هي العليا وما عداها فواجبها تمسيح اقدامه وتنظيف الطريق من قدامه..
وعلى ذلك فقد هاج وماج وعربد وازبد على منطقة دماج التي لا تزيد عن مركز علمي به طلبة علم شرعيين هم بيت قصيده وغايته وله من عندها عدد من الرسائل لمن ما زالوا يظنون انفسهم..
ولقد فعل بدماج ويفعل الآن ما فعله ويفعله الاسد في سوريا حذو القذة بالقذة في السعار والهيجان والبطش والدمار.. غير أن ارادة الله سبحانه وتع إلى كما تتضح المؤشرات تريد أمراً آخر ولعله دق رأس الأفعى في عقر دارها حيث مَدَتهُ هي بنفسها بصلف وحماقة وسوء تقدير...
وها هي القبائل اليمنية تزدحم لنصرة المظلوم والتي لا يمكنها البتة ان تظل تنظر هكذا وكأن الامر لا يعنيها فهي ان فعلت فقد سقطت دينيا واخلاقيا وعرفيا وقبليا.
من جهة اخرى فالشواهد ايضا ان هذا الصلف والجنون للأفعى الحوثية سيكون سببا رئيسيا بتحول طلبة العلم الشرعي وانصارهم في دماج وخارجها من حلق العلم التقليدية إلى طالبان أخرى تحمل السلاح وتشدو بالجهاد في مواجهة من ظل عمره يلعن الاستكبار الدولي وظلمه ثم صار هو على الارض وتجاه من جوله ...
ولعلها في كل الاحوال ستكون طالبان محمودة على نظريات ودروس من وحي الواقع تذود عن نفسها وتحمي حرمتها وتكسر يد الظالم بعد ان ظل الناس حينا من الزمن يربتون عليها وسيرتضونها أن كُفي...
المؤسف له هو الموقف الرسمي للسلطة اليمنية ممثلة في الرئيس هادي الذي يبدو تارة سلبي وتارة أخرى كالمتواطئ وهذا الاخير هو الشائع بين الناس. فالواجب كان على الدولة ان تبسط نفوذها وتحسم هذا الامر ومن العيب عليها ان تتراجع لصالح المجتمع..
وفي الجهة الاخرى يصعب القول من المؤسف ايضا تجاه الموقف السعودي لان الاسف هنا لا يصح الا بشأن من ظلت تؤمل عليه وتحسب انه مازال فيه بقايا روح ، بيد ان الخزي دائما يتعرى ويزكم ، ونسي هذا الطرف انه هو الغاية والمقصد وأن دماج تخوض عنه حربا بالوكالة...
على يقين انا من الشواهد الحاصلة أن هذه الافعى الخبيثة التي اوجعتنا كثيرا على طول الجسد اليمني سيدق راسها تماما وستعود الحياة في صعدة وما جاورها إلى فطرتها...