من الأرشيف

كان الحوثيون ومن هنا مروا.. الرواية تكتب الآن في دماج

لعل ما يحدث اليوم في دماج خيرا ، واني جدُ متفائل (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ‏وَعَسَى ‏أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ ‏تَعْلَمُونَ).‏

أحسَ الحوثي نفسه وظن له بأس فانتفخ وتمدد ثم نظر إلى عطفيه بخيلاء فزاد وانتفخ وتمدد، ‏‏فرأى نفسه قوة اقليمية عظمى مرهوبة الجانب وقد صارت له في هذا الاقليم ادوارا واذرع ‏‏فضلا عن بسطته في الداخل ، وحسب نفسه القاهر وبيده البطش وقد أوشك الناس له في ‏قاب ‏قوسين تبع ، وأنه لم يعد بينه وبين ان يحكم اليمن سوى خطوات..‏

وبهذا الحس والعقلية صارت حركته في السياسة والجلبة والصراع يشتري هذا ويمني هذا ‏وينكل ‏بهذا وبكل من لا يسبح بحمده قتلا وسحلا ونهبا وبطشا فعزيمته لا تخور ، إذ يده هي ‏العليا ‏وما عداها فواجبها تمسيح اقدامه وتنظيف الطريق من قدامه..‏

وعلى ذلك فقد هاج وماج وعربد وازبد على منطقة دماج التي لا تزيد عن مركز علمي به ‏‏طلبة علم شرعيين هم بيت قصيده وغايته وله من عندها عدد من الرسائل لمن ما زالوا يظنون ‏‏انفسهم..‏

ولقد فعل بدماج ويفعل الآن ما فعله ويفعله الاسد في سوريا حذو القذة بالقذة في السعار ‏‏والهيجان والبطش والدمار..‏ غير أن ارادة الله سبحانه وتع إلى كما تتضح المؤشرات تريد أمراً ‏آخر ولعله دق رأس الأفعى في ‏عقر دارها حيث مَدَتهُ هي بنفسها بصلف وحماقة وسوء ‏تقدير...‏

وها هي القبائل اليمنية تزدحم لنصرة المظلوم والتي لا يمكنها البتة ان تظل تنظر هكذا وكأن ‏‏الامر لا يعنيها فهي ان فعلت فقد سقطت دينيا واخلاقيا وعرفيا وقبليا.‏

من جهة اخرى فالشواهد ايضا ان هذا الصلف والجنون للأفعى الحوثية سيكون سببا رئيسيا ‏‏بتحول طلبة العلم الشرعي وانصارهم في دماج وخارجها من حلق العلم التقليدية إلى طالبان ‏‏أخرى تحمل السلاح وتشدو بالجهاد في مواجهة من ظل عمره يلعن الاستكبار الدولي وظلمه ‏‏ثم صار هو على الارض وتجاه من جوله ...‏

ولعلها في كل الاحوال ستكون طالبان محمودة على نظريات ودروس من وحي الواقع تذود ‏‏عن نفسها وتحمي حرمتها وتكسر يد الظالم بعد ان ظل الناس حينا من الزمن يربتون عليها ‏‏وسيرتضونها أن كُفي...‏

المؤسف له هو الموقف الرسمي للسلطة اليمنية ممثلة في الرئيس هادي الذي يبدو تارة سلبي ‏‏وتارة أخرى كالمتواطئ وهذا الاخير هو الشائع بين الناس.‏ فالواجب كان على الدولة ان تبسط ‏نفوذها وتحسم هذا الامر ومن العيب عليها ان تتراجع ‏لصالح المجتمع..‏

وفي الجهة الاخرى يصعب القول من المؤسف ايضا تجاه الموقف السعودي لان الاسف هنا ‏لا ‏يصح الا بشأن من ظلت تؤمل عليه وتحسب انه مازال فيه بقايا روح ، بيد ان الخزي دائما ‏‏يتعرى ويزكم ، ونسي هذا الطرف انه هو الغاية والمقصد وأن دماج تخوض عنه حربا ‏بالوكالة...‏

على يقين انا من الشواهد الحاصلة أن هذه الافعى الخبيثة التي اوجعتنا كثيرا على طول ‏الجسد ‏اليمني سيدق راسها تماما وستعود الحياة في صعدة وما جاورها إلى فطرتها...‏

زر الذهاب إلى الأعلى