(في كبرنا نكتب بقلم رصاص لاننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلا محوها)
حكمة من يريد تجنب الخطأ
في العام الثالث لبدء الانتفاضة العربية مازال هناك من يقول انها ثورات قامت بها الجماهير لكن القوى الاستعمارية والمشبوهة ركبت موجتها وحرفتها عن وطنيتها ومبدأيتها ونقاوتها!!؟؟ رغم ان كل الشواهد تؤكد بالقطع بان ما حصل كان عبارة عن قيام المخابرات الأمريكية ومن تعاون معها باستغلال الغضب الجماهيري المتراكم والمتفاقم ضد الانظمة الفاشية والمستبدة والفاسدة وتسخيره لاسقاط الانظمة وتدشين مرحلة الفوضى الهلاكة بدل اقامة بدائل وطنية تقدمية تنهي معاناة واستغلال الجماهير! السؤال الاجباري هو: هل ما حصل ثورة ام اجهاض مشروع الثورة الاصلي؟
بما ان من خطط وقاد وسير هو المخابرات الأمريكية فان الحصيلة الفعلية والواقعية ل(الثورات العربية) العتيدة هو الاجهاض المتعمد والمخطط لمشاريع الثورات العربية الاصيلة والجذرية والتي تختمر منذ عقود فجاءت أمريكا ونغولها لتجهضها وتولد لنا مخلوقا متوحشا وهجينا تارة يسمونه (التكفيري) وتارة اخرى (الشبيح) اخذ يدمر كل ما بنته الامة خلال قرن من الزمان تحت اسم وغطاء مزور هو الثورة، وهي بهذا الواقع احداث لا صلة لها لا بالثورة ولا بالاصلاح.
ما نراه اليوم فوضى هلاكة ضربتنا ومازالت تضربنا في الصميم وتدمر مجتمعاتنا ودولنا وبنانا التحتية والفوقية، ومنها روابطنا الاجتماعية، ولم تبقِ شيئا لم تنوشه بالخراب والتشويه، وهذا ما نراه الان بلا غموض في مصر وتونس واليمن وسوريا ولبنان والعراق وغيره! فهل نحن بإزاء حالة التحدث بلغات مختلفة ويجهل كل مثقف وسياسي لغة الاخر فلا نتفق ولا نلتقي حتى على بديهيات التفكير والفهم؟ ام اننا بأزاء (عناد) محسوب عاطفيا أو لاسباب اخرى يجعل البعض يتعمد عدم رؤية الواقع كما هو فيتخيله كما يرغب؟
ما جعلني اكتب هذا التحليل تحديدا هو الشعور العميق الذي يترسخ لدي بان عددا من المثقفين والساسة تغربوا بلغتهم ونمط تفكيرهم وطلقوا اي صلة لهم بالواقع وبالامة، وتلك من اكبر كوارث الثقافة والمثقفين لان هؤلاء في كل العالم وفي كل الازمان هم مشاعل التنوير التي تجعل، بما تكتبه أو تقوله أو تمارسه، الجماهير في حالة توحد قوي نتيجة فهم هذه الطليعة الصحيح لما يجري فتبعد الجماهير عن الفهم الخاطئ الذي يؤدي إلى تمزيق صفوف الجماهير بين هذا وذاك نتيجة غموض الوضع المترتب على تحليل المثقف أو السياسي.
اما منذ تضاعفت كوارثنا في عام 2011 فان البعض من مثقفينا وساستنا يلعبون دورا لا يمكن بأي حال من الاحوال ان يكون دور مثقف ثوري، أو حتى مثقف عادي، لانه دور ابتعد كثيرا عن الواقع وصوره بغير حالته الفعلية وادى ذلك عمليا وبغض النظر عن الدوافع إلى زيادة تمزيق صفوف الحركة الوطنية العربية وسمح بخلق ثغرات استغلها العدو لمواصلة تأمره تحت غطاء ان كشف خططه مجرد هاجس من هواجس نظرية المؤامرة وليس حقيقة عيانية، وهذا ما يروج له البعض من المثقفين الوطنيين!
وهذه الحقيقة المثيرة لاشد انواع الاسى والاستغراب تفرض طرح اسئلة لم يعد ممكنا التهرب منها: هل ما نواجهه ثورات حقيقية شعبية نقية ولكنها حرفت؟ ام انها خطط نفذت وجرّت الجماهير والنخب الوطنية اليها جراً بقوة العواطف وضياع بوصلة الوعي؟ كل ما نراه الان، وبعد اكثر من عامين ونصف، يكفي للقول بلا تردد اننا نعيش فعلا وبلا مبالغة افظع كوابيسنا واخطر مراحل حياة العرب منذ الاف السنين، لاننا نذبح انفسنا بيدنا وندمر مابنيناه بايدينا ومالنا، ونهدم كل صروح القيم الاخلاقية والدينية التي تبلورت عبر الاف السنين، ونقطع كل اواصرنا بطلقات بنادق صنعناها لتوجه إلى اسرائيل وأمريكا وإيران، لكنها استدارت فجأة واخذت تطلق النار علينا، على فلذات اكبادنا، شبابنا ونساءنا واطفالنا! نرى الرؤوس تتطاير نتيجة استخدام مناشير كهربائية أو فؤس لا ترحم!
فماذا يجري ايها السادة؟ هل هذا هو هو الربيع الموعود؟ هل هذه هي الثورة التي تحرر الشعب من ظلم الانظمة لنقع في ظلم متعدد الاطراف واول طرف يظلمنا نخب معينة ركبت رأسها وهي تقول: ارقصوا وغنوا فهذا هو الربيع المنتظر رغم انها ترى تلال الجثث يوميا وجنبها جبال الركامات التي كانت تسمى بالامس مساكننا وقرانا ومدننا واحياءنا ومعاملنا ومدراسنا وملاعبنا؟ لم نعرف حالة ثورة كهذه ابدا، الثورة لا تتقاتل فيها الملايين من نفس الناس ونفس الطبقات، الثورة يتقاتل فيها ابناء الشعب مع نظام مستغل أو محتل، ولم يحصل ان تقاتلت الملايين مع ملايين من الشعب ووصفت بانها ثورة، بل وصفت احداث مثل هذه باتفاق الكل بانها حرب اهلية، فهل مانراه في مصر منذ عام 2011 ثورة؟ ام حرب اهلية بين ملايين تؤيد هذا الفريق وملايين اخرى تؤيد الطرف الاخر؟ هل كارثة فلسطين بكل مأسيها ولوعتها شيء سوى جزء يسير مما يطحننا الان فنقدم في يوم واحد شهداء أو ضحايا بقدر شهداءنا في كل حرب مع اسرائيل؟
الحق مع من: هل مع من تدعمه ملايين؟ ام مع الاخر المناقض الذي تدعمه ملايين اخرى ايضا؟ هل نراقب موقف أمريكا؟ الحقيقة التي يراها حتى الاعمى هي ان أمريكا تشجع وتدعم الطرفين في كل قطر عربي على مواصلة القتال وعلى الحسم وبلا مساومات، أمريكا الان تقود (جبهة) رفض كل الحلول الوسط حتى تلك التي تقترحها هي لاخفاء دورها وتشجع الطرفين على رفض كل حل وسط لانهاء الصراع خصوصا اذا كان دمويا، واسرائيل تصرخ بمن يدلي رأيه من مسؤوليها في قضايانا: (اصمت ايها الاحمق دع العرب يذبحون بعضهم البعض الاخر ولا تتدخل فينتبهون لدورنا وربما يتوحدون مرة اخرى ضدنا). فيصمت الاسرائيلي الذي اراد ابداء الرأي فيما يحدث!
هل نستوعب معنى انتشار الفتن الدموية في الاقطار العربية في زمن واحد تقريبا، سواء بالتعاقب المخطط أو بالتزامن المبرمج؟ هل الصدفة تتكرر بهذا الالحاح الاكثر من غريب؟ ام انه الهدف الموضوع سلفا؟ هل نقرأ معنى كل هذا؟ هل نفهم لم تفعل أمريكا كل ذلك التحريض لكل الاطراف ولم تدعم أمريكا ومعها اوساط اوربية كل الاطراف بالمال والسلاح والدعاية أو القنوات الدبلوماسية؟ اذا استبعدنا الناس البسطاء فان المتعلم الغبي وحده هو الذي يقول لا افهم ما يجري، ومن لديه ذرة وعي يعرف الان وبيقين ان ما يحدث هو المؤامرة الاشد خطورة في تاريخنا العربي كله قديما وحديثا، فلم نواجه خطرا مميتا كالذي نواجهه الان، واذا كان هناك من يعترض فليتفضل ويقول لنا متى واجهنا مثل هذا الخطر منذ عهد الفتوحات الاسلامية وحتى الان.
ايها السادة: يقتل الان كل يوم في سوريا على الاقل مئة عربي، ويقتل كل يوم عشرات الليبيين، وتجري عمليات منظمة لتصفية الكوادر التي اعدتها دولنا بمالنا ودمنا من طيارين وعسكريين وعلماء ومهندسين نراهم الان يذبحون يوميا امام نواظرنا! وفي مصر كر وفر وفقدان للامن واستشراء للفوضى الهلاكة، ومصر الان تتجه لكارثة عظمى نتيجة تواصل الفوضى وعدم وضع حد لها تحت غطاء (حرية التظاهر)! اي حرية هذه التي تمهد لشرذمة مصر اكثر مما حصل حتى الان؟ حرية التظاهر لا يمكن ترجمتها الا على انها تكتيك اكثر من واضح لتقسيم مصر ومنع توقف نزيفها! وفي اليمن تترسخ عوامل التقسيم وتزداد العداوة بين ابناء اليمن ويعود اليمن لعهد اسوأ بمراحل من عهد ما قبل الثورة التي اطاحت بالملكية، ففي اليمن الان من يطالب بالفدرالية والتقسيم واصبح جيشها الوطني جيوش شيوخ قبليين أو سياسيين أو عسكر يستعد كل منها لمقاتلة الاخر بحماس لا نظير له! هل نسينا انه يقتل يوميا عشرات العراقيين ووصل عدد شهداءنا ثلاثة ملايين عراقي منذ الغزو فقط؟ هل ترون الدم من اي جسد نزف وينزف؟ انه ليس الدم الاسرائيلي ولا الدم الإيراني ولا الدم الأمريكي انه فقط الدم العربي!
اذا وضعنا العراق جانبا، لان من دمره ويدمره هو أمريكا وإيران وادواتهما، برب كل عاقل فيكم هل خسرنا هذه الدماء في كل حروبنا مع اسرائيل؟ برب كل عاقل فيكم هل دمرت مدننا في سوريا وبدأ في مصر تدمير مدننا بيد العدو ام بيدنا؟ الحقيقة المفزعة والمفجعة هي ان القتل العشوائي والدمار يتم بيد شبابنا المنتفض وجنودنا وشرطتنا وليس بيد صهاينة أو أمريكيين أو إيرانيين! نعم من خطط هي أمريكا والصهيونية دون شك، نعم من شارك بالابادة والتدمير بصورة رئيسة إيران بدون شك، ولكن من ينفذ هم ابطالنا ساسة وشباب، حكاما ونخبا تريد التغيير بلا بوصلة! فهل ترون نتائج انتفاضة بلا بوصلة هادية لتجنب الالغام؟
دمرت سوريا وبدأ تدمير مصر كما دمر العراق وليبيا وقسم السودان في خطوة اولى ستعقبها خطوات تقسيم اخرى، واعدت اليمن والبحرين وتونس ولبنان للتدمير لاحقا، وتطبخ الجزائر على نار هادئة لحين وصول قافلة الموت اليها لا سامح الله، وهذا ما يحصل للسعودية ايضا، اما الاردن فان نتنياهو ينتظر الفرصة لاعلان دولة فلسطينية فيه لانهاء مشكلة اللاجئين، وفي الانبار (يناضل) الحزب الاسلامي بلا هوادة لجعله اقليما مستقلا تنفيذا للمخطط الاسرائيلي القائم على توطين اربعة ملايين لاجئ فلسطيني فيه واقامة دولة كونفدرالية فلسطينية – اسرائيلية بعد زاول الاردن من الخارطة! هذه ابرز حقائق ونتائج موضة (عصر الجماهير المقدس)!
هل خسرنا في كل حروبنا مع اسرائيل بشرا ومالا وعمارة بقدر ما نخسر الان؟ كل عاقل لديه وعي يعرف ان خسائرنا بشرا ومالا وعمرانا في كل حروبنا مع اسرائيل لا تصل إلى 1 بالالف من خسائرنا الحالية! الا يكفي هذا وحده ليقول اي ساذج وغبي بان ما يحصل ليس سوى خدمة مجانية لأمريكا واسرائيل وإيران؟
اسألوا اي ماجدة عربية اغتصبت على يد شبيحة النظام أو التكفيريين أو البلطجية أو (ثوار) النيتو: هل تتمتعين بربيع عربي رغم ان اكثر من ذئب سربله الجرب اعتلى جسدك ولهث فوقك وسال لعابه فوق وجهك بينما تفجرت جراثيمه كلها في احشاءك؟ اسألوا ملايين العراقيين والسوريين الذين شردوا: هل ادت كارثة احتلال فلسطين إلى تشريد عدد بقدر من شرد من العراق وحده والذين بلغ عددهم سبعة ملايين مهجر ومشرد؟ وهل من شرد من سوريا اقل ممن شرد من فلسطين عام 1948؟ أسألوا كل هؤلاء: هل تتمتعون بهذا الربيع؟ وهل هو ربيع حقا؟
كلنا نعرف ان من شرد من فلسطين وقتها كان اقل من مليون فلسطيني، اما الان فنحن نتحدث عن سبعة ملايين عراقي مشرد ومهجر من الديار أو الوطن! ونتحدث عن مليوني سوري مهجرين ايضا! هؤلاء بغالبتهم الساحقة بلا مورد لذلك حصل كل ما يدمي القلب للنساء والاطفال والشباب! والان تعد العدة لتهجير عشرين مليون مصري على الاقل تحت ضغط صراع الحزبين المناضلين الجزيراوي والعربياوي والذي يتخذ شكل تظاهرات تشل الحياة وتجر مصر جرا للخراب! اما لبنان فانه دخل نفق حرب اهلية لم يشهد لها مثيل بفضل (مقاومة) حسن نصرالله وتطلعات إيران الاستعمارية والتي تغذيها الاجهزة الأمريكية والاسرائيلية، وسنرى غدا عشرات الالاف من اللبنانيين الذين يبحثون عن مأوى خارج لبنان!
اذن اين الثورات؟ هل سرقت؟ هل كانت ثورات خططت لها الجماهير أو طلائعها لكن أمريكا (الشيطانة) ركبت موجتها وحولتها إلى فوضى بواسطة من دربته واعدته مسبقا؟ ام انها اصلا خطة مدبرة مسبقا وبالتفاصيل الدقيقة؟ من الذي ركب الموجة اذن؟ من الراكب ومن المركوب؟ لنعيد توضيح الامر وسوف نخصص بدقة لكي لانتهم بالتعميم:
1 – حينما قلنا منذ بدأت انتفاضة تونس وقبل ان تقع انتفاضة مصر ان ما يجري ليس ثورة وانما انتفاضة لان الانتفاضة بداية ثورة ومشروعها القائم على عناصر حتمية لاثورة حقيقية بدونها لانها بوصلة الهداية في طريق العواصف العاتية اهمها التنظيم الشعبي الجماهيري القوي المنسجم ايديولوجيا (في حالة حزب) أو المتوافق ايديولوجيا (في حالة جبهة وطنية)، والستراتيجية الواضحة التي تتحكم بخطة الثورة وتعاقب مراحلها، فاذا انتقلت من اسقاط النظام إلى بناء البديل بيد من قام بالانتفاضة وليس بيد سراقها فانها تدخل مرحلة الثورة، لان الثورة بالمفهوم الثوري المبسط هي التغيير الجدري نحو الافضل ولخدمة ملايين الناس. ولكي ندرك قيمة البوصلة انظروا لمن انتفض بدون بوصلة في تونس ومصر وكيف انه اوصل القطرين إلى حافة كارثة الحرب الاهلية بدل حل مشاكل الجماهير! الم نحذر من ذلك منذ الاسبوع الاول لانتفاضة تونس؟
ولكي يتوقف من يزور كلامنا وينتقي منه مايشاء يجب ان نؤكد على ان ما حصل هو ان الجماهير التي انهكتها الديكتاتوريات والفساد والظلم الاجتماعي والاقتصادي كانت تحلم بالثورة بلا جدوى، وكانت يائسة نتيجة قمع الانتفاضات السابقة بفضل بوليسية النظم والدعم الأمريكي لها بلا تحفظ، لذلك فان الجماهير ما ان رات بوادر تغيير مشجعة حتى التحقت بالالاف وبالملايين بمسيرة التغيير دون ان تكون عارفة بالخطوة التالية لاسقاط النظام وبلا معرفة هوية قادة الانتفاضة، لان الاهم بالنسبة لها كان التخلص من انظمة اذلتها وقهرتها وافقرتها.
هنا لدينا جماهير لا صلة لها باي تخطيط للانتفاضة ونخب درب قسم كبير منها على كيفية تفجير انتفاضة وتطويرها وتصعيدها دون تدريبها على ما بعد اسقاط النظام، لذلك فوعي النخب التي قادت كان وعيا مرحليا قاصرا، اما القسم الاخر الوطني النظيف فانه اندفع ليساهم في احداث موجة (وليس في قيادتها) سبق وان اطلقت بدون مشاركته في التخطيط لها فوجد فيها تحقيقا لاحلامه بالتغيير دون ان يملك القدرة على تحديد مسار الانتفاضة وكان مسيرا وفقا لالياتها المقررة سلفا، اما المتحكمون بالميادين فهم من دربوا قبل سنوات ويخضعون لتوجيه السيد الجالس في مقر المخابرات الأمريكية!!! من الراكب اذن ومن المركوب أيها السادة؟
2 – نكرر ما قلناه قبل اكثر من عامين: فقط شرارة اشعال الحريق كانت عفوية وهي انتحار محمد البوعزيزي في تونس، انطلقت الجماهير بعفوية لاشك فيها لكن هذه العفوية سرعان ما اغتيلت، اولا بتدخل الجيش، وثانيا باعادة تصدير رجالات الغرب وفي مقدمتهم السلفي راشد الغنوشي والليبرالي المنصف المرزوقي، عاد هؤلاء إلى تونس بعد ان تم اختيارهم بدقة ولاغراض محددة وهي نشر الفوضى الهلاكة في تونس، اما بوعي منهم أو بحكم طبيعتهم السياسية أو النفسية، فتولوا المسؤولية بعد انتخابات تمت في بيئة ملغومة، فماذا حصل؟ بدأت لعبة تدمير تونس عبر النشر المخطط للفوضى الهلاكة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معنى، وادخل السلاح من ليبيا إلى تونس كما ادخل إلى مصر بكميات رهيبة ليس لمقاومة احتلال بل لذبح ابناء تونس ومصر وغيرهما.
ويعرف كل تونسي الان ان مايحصل لم يكن ثورة ابدا وانما انتفاضة ارادت الجماهير تحويلها إلى اسقاط لنظام فاسد وديكتاتوري واقامة بديل وطني يدفع تونس نحو حالة افضل مما سبق بكثير ولكن ما يحصل هو العكس تماما فقد فقدت تونس استقرارها وامنها وامانها واصبحت غابة قتل واضطرابات وفقدت تقريبا اهم مواردها وهو السياحة! اين وصلت الثورة؟ هل ركبت الجماهير والنخب الوطنية موجة تغيير لم تخطط له؟ ام أمريكا ركبت موجة انتفاضة وحرفتها وفقا للاتجاه الذي تريد؟ من الراكب ومن المركوب أيها (القضاة)؟ ماذا عن مصر؟
***
3 - في مصر اشتعلت انتفاضة شعبية بعد انتفاضة تونس وكان توقيت انتفاضة مصر مبنيا على استثمار تأثيرات الانتفاضة التونسية الايجابية على الناس، وكان الناس منذ فشلت انتفاضات عديدة ضد السادات ومبارك وقمعت يشعرون بالاحباط لان أمريكا تدعم النظام بقوة ولا تسمح باسقاطه، لكن ما حدث في بداية عام 2011 كان امرا مناقضا تماما، فأمريكا اوباما غير أمريكا بيل كلنتون ولا أمريكا بوش الامي، وكما دعمت أمريكا مباشرة ورسميا عمليه اسقاط بن علي هي وفرنسا كررت نفس الموقف في مصر فدعمت الانتفاضة ضد مبارك من خلال الضغط المباشر والرسمي الذي مارسه اوباما شخصيا ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون على مبارك للاستقالة بعد اجباره على عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين، ولم يكن ذلك عشقا أمريكيا للانتفاضة بل للوصول إلى تمزيق مصر كما نرى الان وبعد اكثر من عامين ونصف العام.
كانت تلك الرسائل الأمريكية الرسمية واضحة المعنى تماما للجميع ولا يمكن الاختلاف في تفسير معناها: لعسكر النظام ومخابراته ورئيسه تقول: ستحاسبون في محاكم دولية اذا استخدمتم العنف ضد المتظاهرين! وهذا يعني ترك الانتفاضة تتوسع كي تصل حد عجز النظام فينهار من الداخل، هذا ما اكدناه مبكرا، والان وبعد عامين ونصف العام يأتي الجنرال سامي عنان رئيس الاركان المصري اثناء بدأ الانتفاضة ليؤكده باعترافه في مذكراته بان اوباما طلب منه بواسطة قائد القوات الأمريكية مباشرة عدم استخدام العنف ضد المتظاهرين وارفق الطلب بتهديد واضح تماما كما فعل بريجنسكي مع جنرالات إيران اثناء الانتفاضة الإيرانية في عام 1979 عندما ارسل لهم الجنرال روبرت هويزر قائد القوات الأمريكية في اوربا وقتها ليحذر الجنرالات من تنفيذ اوامر الشاه بسحق الانتفاضة فرضخوا لطلبات أمريكا وكانت النتيجة اعدامهم كلهم!
كذلك التقط المنتفضون خصوصا الوطنيون منهم الرسالة فتشجعوا اكثر على مواصلة الانتفاضة بعنف اشد، بينما من دربوا في واشنطن وبلغراد على كيفية القيام باسقاط النظام ب(طرق سلمية) واصلوا دورهم بلا تردد لان لديهم ضمانات أمريكية واضحة. وكان اعداد هؤلاء ممتازا لدرجة ان وائل غنيم، وهو ابرز نشطاء الاعداد الأمريكي المباشر والصريح، كان الاعلام الموجه العربي والاجنبي يركز عليه وهو يبكي قتيلا بطريقة مؤثرة عاطفيا صورته (كرمز للثورة المصرية)! اما الجماهير الحاقدة على النظام والتي كانت خائفة منه ويائسة من اسقاطه نتيجة تجارب الانتفاضات السابقة التي قمعت بلا رحمة فانها حينما لاحظت ان أمريكا ليست مع مبارك هذه المرة وان الجيش محايد ولم يقمعها تشجعت اكثر وفي ظنها ان الفرج اقترب ربما على يد الجيش هذه المرة، فترسخ الطابع الملاييني للانتفاضة واكتسب زخما هائل جعل الانتفاضة المصرية احدى اهم انتفاضات التاريخ الانساني العظمى!
اسقط مبارك بقرار أمريكي اولا وقبل كل شيء وليس لقوة الانتفاضة فقط فلو لم تدعمها أمريكا لسحقها الجيش كما سحقت انتفاضات سابقة في عهدي السادات ومبارك، بل ان تعاظم الانتفاضة قوة وعددا احد اسبابه الرئيسة ادراك الناس العاديين ان أمريكا تخلت عن نظام مبارك لذلك زال ترددهم وتخوفهم من النتائج واندفعت ملايين الناس بلا حدود تعويضا عن القهر والظلم والاحباط في السابق. ولكن الانتفاضة لم تتوج بحل شعبي واضح كما حلمت الملايين ومعها شباب وطني صادق بل ادخلت مصر في نفق مظلم وخطير مملوء بالافاعي السامة والوحوش الغريبة التي لم نشاهدها من قبل لدرجة ان الناس اخذوا يتساؤلون: هل هذه هي نتائج انتفاضة انتظرناها ثلاثة عقود من القهر والظلم والتجويع؟
ولذلك ليس ثمة مفر من طرح التساؤل المركب التالي في ضوء تفاقم ازمة مصر الان وانتشار الفوضى الهلاكة فيها: هل ما يحصل الان في مصر وفرض ادارة اوباما على سامي عنان والعسكر في مصر عدم استخدام القوة ضد المتظاهرين هل هو تمهيد لتكرر ادارة اوباما في مصر الان ما فعله بريجنسكي اثناء عمله كمستشار للامن القومي في ادارة كارتر في إيران؟ نذكر بان بريجنسكي ارسل الجنرال روبرت هويزر قائد القوات الأمريكية في اوربا وقتها إلى جنرالات إيران وطلب منهم عدم تنفيذ اوامر الشاه بقمع التظاهرات ووعدهم بان حياتهم مضمونة لكن عدم استخدام القوة لفض التظاهرات ادى إلى سقوط الشاه واعدم جنرالات الشاه حتى من تعاون لانجاح عملية ايصال خميني للحكم! فهل عدم استخدام القوة لانهاء التظاهرات العنيفة في مصر سيؤدي إلى شرذمة مصر اذا تواصلت ولم تنتهي بحسم سريع، ويأتي يوم يعدم فيه عنان وطنطاوي والسيسي وكافة جنرالات مصر كما اعدم الجنرال ربيعي ورفاقه في إيران؟
تذكير اخر: إيران لم تحصل فيها فوضى هلاكة بعد اسقاط الشاه، بل بالعكس كان الهدف الأمريكي الاسرائيلي هو بروز إيران موحدة واقوى من إيران الشاه واوسع نفوذا وتأثيرا في الوطن العربي والعالم الاسلامي، لان دورها المرسوم أمريكيا وصهيونيا كان يقوم على استخدام النفوذ الطائفي لحكم رجال الدين الإيرانيين في الاقطار العربي لاجل شرذمتها وتقسيمها طائفيا في اطار مخطط الشرذمة الطائفية العنصرية للوطن العربي، لذلك كانت إيران الموحدة والقوية ومازالت حتى هذه اللحظة مصلحة ستراتيجية أمريكية صهيونية.
هل من دليل جديد على هذه البديهية الان؟ نعم الادلة كثيرة وتهاطلت كالمطر مؤخرا! الصفقة الروسية الأمريكية حول سوريا والتي قامت فيها أمريكا بما كان متوقعا منها وهو الغدر بمن وثق بها من اطراف في المعارضة السورية، فابقت النفوذ الإيراني في سوريا لفترة اضافية من خلال النظام الصفوي الاسدي مع ان هذا النفوذ كان على وشك التلاشي نتيجة اقتراب انتصار المعارضة، وتحول زواج المتعة الذي عقده خميني مع بريجنسكي إلى زواج مدني بين اوباما وخامنئي واستخدام حسن روحاني كشاهد على هذا الزواج، وانهاء فترة التهديدات والمعارك الدونكيشوتية بينهما وقيام خامنئي باكبر حملة تنظيف في إيران لرفع الشعارات المعادية لأمريكا، وقبلها تسليم العراق إلى إيران وليس إلى عملاءها التقليديين! الا تكفي هذه الادلة وهي جزء من حزمة ادلة اكبر لاثبات ان إيران القوية مصلحة استراتيجية أمريكية صهيونية؟
وخدمة رجال الدين الإيرانيين لأمريكا والصهيونية نرى نتائجه وواقعه الان في العراق وسوريا واليمن والبحرين ولبنان ودول الخليج العربي التي اندلعت فيها الفتن الطائفية بفضل نظام رجال الدين في إيران وليس غيرهم، فأدى ذلك إلى اعطاء اسرائيل فترة هدوء شامل وتوقف (التهديدات) العربية لها لان العرب انظمة وجماهير اصبحوا منغمسين حتى شعر الرأس بصد الهجمات الإيرانية الدموية ولم يعد لديهم الوقت ولا الطاقات لتذكر الخطر الاسرائيلي الذي تفاقم وتضاعف بفضل الدور الإيراني، كما ان أمريكا استثمرت تهديدات رجال الدين في إيران بغزو اقطار الخليج العربي تحت غطاء (نشر الثورة) للحصول على المزيد من المال العربي وتوسيع قواعدها العسكرية في الوطن العربي.
وهنا علينا تذكر احدى اهم حقائق الصراعات الحالية والسابقة التي تقدم ايضاحات اخرى وهي ان الاقطار العربية هي هدف المخطط الصهيوني الأمريكي هذا وليس إيران التي لم تكن يوما ما هدفا حقيقيا لذلك المخطط، ففلسطين عربية وليس إيرانية والنفط بقسمه الاعظم عربي وليس إيرانيا، وتلك اهم المصالح الأمريكية والصهيونية، من هنا فان تغيير النظم العربية ليس مقدمة لاقامة نظم بديلة قوية ومستقرة كما حصل في إيران بل هو مدخل واضح جدا لتمزيق الاقطار العربية كلها طائفيا وعرقيا عبر اغراقها في فوضى هلاكة تجر جرا إلى تقسيم الاقطار العربية وتقاسمها بين الغرب الاستعماري وقوى دولية اخرى وقوى اقليمية. لهذا فان اي تغيير في مصر يجب ان ينظر اليه من زاوية محددة وهي ستراتيجية تقسيم وتقاسم الاقطار العربية وفي مقدمتها مصر.
الان علينا ان نطرح اسئلة تشكل مفتاح الفهم الصحيح لما يجري في مصر من احداث خطيرة جدا ومنها: هل تحولت الانتفاضة المصرية إلى ثورة؟ هل اقيم حكم بديل كما ارادته الجماهير؟ هل تحققت امال الجماهير أو حتى بعض اهدافها ولو جزئيا؟ كلا طبعا فلقد اوصلت أمريكا عمدا وتخطيطا محمد مرسي للرئاسة واغتيل عمر سليمان المرشح البديل الذي اوهمته أمريكا هو وغيره من رجالات النظام بانه هو البديل لمبارك حتى انه ربما اقنع مبارك بتلك المعلومة كي يتنحى، لكن أمريكا نحرت سليمان نحرا بلا رحمة أو تردد وبصورة اقرب للعلنية، ومن يقول انه مات بمرض طارئ فهو مغفل كامل الغفلة، واستبعدت أمريكا حتى رجلها الاخر اخر رئيس للورزاء في عهد مبارك احمد شفيق الذي فاز فعلا في الانتخابات لكن أمريكا عطلت اعلان النتائج وزورتها واعلن مرسي رئيسا. مثلما فعلت في العراق بجعل المالكي رئيسا للوزراء بينما كان علاوي وقائمته هما من فاز.
لماذا (عينت) أمريكا مرسي رئيسا ثم ساعدت على اسقاطه؟ لكي لانتهم احدا بما ليس فيه علينا توضيح الاسباب، فمرسي اختير رئيسا لانه يمثل تيارا متخلفا ومعوقا فكريا ونفسيا وهو لذلك بعيد جدا عن فهم ما يجب وما لايجب في الحكم نتيجة تربيته الرجعية الظلامية خصوصا طبيعته التكفيرية للاخرين وعبادة الكثير من قادة جماعته للمال والحكم والجنس، ومن بين اهم الاسباب ان اشعال فتن طائفية دموية واسعة النطاق لا يمكن تحقيقه الا بوصول (اخوان مصر) للحكم، فبعد ان مهد نظام السادات - مبارك للفتن الطائفية وفجرها جاء دور الاخوان في نقلها إلى مستوى الكارثة الوطنية المصرية من خلال ممارستهم لكافة اشكال التكفير والاقصاء والاخونة للوظائف والسيطرة على الناس وممارسة اشد الفواحش استفزازا...الخ، وعندها يمكن للتطرف المسيحي ان يجد مبررا لدعوة الخارج لانقاذ الاقباط والانغماس في حرب اهلية. وهذه الخطوة الأمريكية الصهيونية في دعم الاخوان المسلمين في مصر تشبه خطوة أمريكا في إيران بدعم خميني واستبعاد القوى الوطنية الإيرانية، كما تشبه ما حصل في العراق بايصال احزاب طائفية تتستر بالاسلام السني والشيعي ليس حبا بالاسلام بل رغبة في استخدامها لاشعال فتن طائفية
كان متوقعا من مرسي كما خططت أمريكا ان يخلق بيئة ازمات متتالية تولد احدها الاخرى لجر مصر إلى حرب اهلية، خصوصا لان أمريكا عرفت بدقة ان مرسي وجماعته سوف يتمسكان بالحكم حتى الموت واراقة دماء الالاف اذا جرت اي محاولة لازاحته من الرئاسة حتى بالانتخابات، وهذا ايضا احد اسباب دعم أمريكا للمالكي في العراق رئيسا للوزراء وتجديد ولايته، فمن دون اشخاص تشبعوا بثقافة الاستبداد والاستعداد لقتل الالاف من اجل موقعهم الرئاسي لا يمكن تصور وقوع احداث كارثية تساعد على تفكك المجتمع والدولة! وهكذا خلقت بيئة حرب ضروس لاتبقي ولا تذر بين ملايين المصريين وليس بين نظام مبارك والشعب!
ما رأيناه في مصر هو ضربات استباقية (Preemptive strikes) أمريكية لاحلام الناس بالثورة والتغيير الجذري، فبدلا من حصول ثورة تحقق اهداف الجماهير في الحرية والعدالة القانونية والاجتماعية والاقتصادية تم اختطاف مشروع الانتفاضة القديم منذ عهد السادات واحبط مرات وتوفرت ظروف تسمح به فتفجرت الانتفاضة عام 2011 ولكن بقيادة نخب المسيطر منها مدجن ومدرب من قبل نفس الذي يحرك باصبعه قروقوزات الجزيراوي والعربياوي، لذلك تحول مشروع الانتفاضة إلى فوضى هلاكة!
الملايين خرجت وهي تأمل بحكم شعبي يحل مشاكل الجوع والفقر والتخلف والظلم والفساد، ولهذا قدمت الشهداء لكن من يحرك القرقوازات كان يريد امرا اخرا وهو اشتعال نيران الفوضى الهلاكة في مصر حتى تدمرها ولا تبقي حجرا فوق حجرا وتمسح كل امل في الحرية والاستقرار من ذاكرة شعب مصر. فقط تأملوا في التغييرات الغريبة في مصر وحللوا سبب دعم أمريكا وصول الاخوان المسلمين لحكم مصر ولم واصلت دعمهم حتى نفذوا ما كانت تتوقعه وهو محاولة اعادة تشكيل مصر وفقا لرؤية ظلامية مرفوضة استفزت ملايين المصريين واجبرتهم على رفض حكم الاخوان فاسقط وبدأت رحلة تشرذم مصر، فقط تذكروا ذلك ستعرفون من هو الراكب ومن هو المركوب.
4 – ليبيا كانت رغم نظامها وغرائبه تشكل واحة استقرار وكان ابناء الشعب يعيشون بصورة طبيعية يتمتعون بامتيازات كبيرة. فماذا حصل؟ فقدت ليبيا وضعها السابق ولم تحصل على الحرية والاستقرار بل ادخلت من كل الابواب التي فتحت لها إلى الجحيم. فاليوم ليبيا ساحة قتال بين القبائل والكتل والاحزاب والعصابات والحارات، وتقوم العصابات المسلحة بأبادة كل ما أهلته ليبيا من كوادر الدولة كالضباط والطيارين والخبراء، وتبديد الثروة الليبية بصورة علنية وتسليمها للغرب الاستعماري، فقدت ليبيا الاستقرار كليا ودخلت طور التأكل التدريجي وبدأت بالتحول إلى امارات حرب يحكمها امراء حرب فاسدون حتى العظم وهذا هو الوضع الانموذجي الذي يخدم النيتو الذي اسقط القذافي. هل هي انتفاضة؟ ام ثورة؟ ام ردة؟ الا يشبه ذلك ما حصل ويحصل في العراق وغيره؟ هل التشابة أو التطابق احيانا صدفة؟ من الراكب ومن المركوب في ليبيا: الجماهير ام اجهزة المخابرات الاوربية والأمريكية والاسرائيلية؟
احد المركوبين في ليبيا اسمه عبدالرحمن شلقم، وكان وزيرا لخارجية القذافي، اعترف مرخرا بانه ساهم في تنفيذ مخطط رمي ليبيا في نيران الفوضى الهلاكة وان نظام المرحوم معمر القذافي كان افضل بكثير من الوضع الحالي، وهذه الاعترافات تقدم لنا انموذجا لحالة السقوط الاخلاقي قبل السقوط الوطني لاشخاص لا يهمهم سوى ملذاتهم ومصالحهم الانانية وهي الصفات التي تبحث عنها اجهزة المخابرات وتبدأ بتوريط الاشخاص باستثمارها كما فعلت مع شلقم هذا، فشلقم الذي تلطخت يديه بدماء الاف الشهداء الليبيين كان وزيرا مدمنا للقذافي وكان من اركان نظامه وكان مدللا بشكل خاص لكنه ارتد وخدم الاستعمار طمعا في منصب اعلى – اه! اه من الدلال فان اغلب من تدلل في العراق قبل الغزو خان وارتد - فساهم في حرق ليبيا تماما مثلما فعل احمد الجلبي الرمز الاكثر قذارة للخيانة الوطنية العظمى في العراق.
***
(يتبع)
* كاتب ومفكر عراقي