أرشيف الرأي

ماذا بعد دماج أيها النائمون؟

ما يجري في دماج أمر خطير جداً ولا يبشر بخير ويهدد كيان اليمن وأمن البحر الأحمر ‏والملاحة الدولية العربية. ما يجري يذكرنا بما جرى في عام 1948 بعد فشل الثورة أيام ‏الإمام.‏ هذه إستراتجية الحوثي ومن يقفون وراءه، وكانت قصة حاشد هي تكتيك وليس هدنة ‏وإنما تأجيل للحرب.‏

الجوف، مأرب، مبدي، صنعاء منطقة مستهدفة وحصار العاصمة وعندها المشغولين ‏بالحوار بعيداَ عما يجري ‏في دماج والجوف، وما جرى سابقاَ في حاشد هو صفارات إنذار لمن ‏لا زالوا يراهنون على الحوار ولمن يحصرون ‏الموضوع بين سلفيين والحوثي أو بيت الأحمر ‏والحوثي.‏

هذا التصور الضيق والمراهنة على الحوثي ومن وراءه من الأحزاب الشيعية والدولة ‏الإيرانية التي تريد أن ‏تتوسع وتحتل اليمن وسوف تثبت لمن يتجاهلون، ما بجري لن يكون ‏ثمنه بسيطاَ بل برك دماء وكارثة إنسانية كبرى ‏إذا سقطت العاصمة واستبيحت.‏

الذي يجري في دماج، وبغض النظر عن أشخاص السلفيين فيما يخالفهم أو يتفق معهم هذا ‏حقه لأنهم تطرفوا ‏وعادوا الجميع وكفروا مخالفيهم ووقعوا ضحية جماعات متطرفة، ولكن ‏القضية ليست في هذا الإطار، الموضوع ‏أكبر ما جرى من ظلم وإحراق للأطفال والنساء أشد ‏ما عملته إسرائيل في جنوب لبنان وغزة وغيرها.‏

الموضوع اليوم لم يعد الحوار والجدل فيه لأن هناك جهات خارجية تريد حرباً أهلية في ‏اليمن، إقامة ‏دولتين لتحقيق أهداف إستراتيجية وهما دولة شيعية صفوية إيرانية ودولة لجماعة ‏أنصار الشريعة المتطرفين في ‏المناطق الجنوبية وكل هؤلاء يتبعون جهة واحدة هي إيران.‏ ‏أما الحراك ودعاة الانفصال فهم وسيلة لتمكين هذه الجهات، وسيكون هناك ضحايا وأولهما ‏الأحزاب التي تجادل ‏‏.‏ وعلى قادة المشترك والمؤتمر والحزب الاشتراكي أنهم سيكونون ‏ضحايا لهذه الخطة الانتقامية وكذلك المشايخ ‏والقبائل والقادة العسكريين هي حرب ثار لثورة ‏سبتمبر ضد الإمامة وامتداد لما يجري في العراق وغيرها.‏

متى يستيقظ العرب.‏ إن تجاهل هذه الفتنة سيكون ثمنه باهظاً جداً. أما ما يزعمه البعض من ‏حصر ذلك في علي عبد الله صالح وغيره ‏فهذه نظرة ضيقة جداَ، ونؤكد إن تدخل علي عبدلله ‏صالح محدود وليست له هذه الإمكانيات فهي أكبر منه.‏ ‏

إن استخدام الأسلحة الثقيلة هي رسالة للجميع كافية للإنذار، فلابد من التحرك عاجلاَ في ‏مؤتمر قومي وطني ‏شعبي لجميع القوى للحفاظ على سيادة واستقرار كيان الدولة اليمنية. على ‏دول مجلس التعاون الدخل للحفظ ‏على سيادة الدولة اليمنية وأمن واستقرار المنطقة. والانتقام ‏الإيراني والتهديد الإيراني حقيقي.‏ ولعلي أهمس في أذان العقلاء وأصحاب الروح الوطنية ‏والغيرة..‏

‏ إن حرب دماج المطلوب منها انضمام سلفيي ‏دماج ‏ وإجبارهم للجماعات المتطرفة التي ‏ستقدم كمنفذ ومساعد وهذا مطلوب إستراتيجي تخطط له إيران وحزب الله ‏والعراق لجعل ‏هؤلاء جزء من الجماعات المتطرفة لأن توسع المتطرفين بصعدة والمتطرفين في أبين ولودر ‏هو ‏هدف إستراتيجي لجر المنطقة إلى حرب استنزاف وصراعات لتفتيت الأمة، وعلى أهل ‏دماج الاعتبار وترك العداء ‏لمخالفيهم وتمزيق الصف السني.‏

‏ إن الكلام والشعارات والبيانات والتصريحات لن تجدي وإرسال الوفود هو نوع من ضياع ‏الوقت والهروب من ‏الحقيقة والكارثة. فهؤلاء لا يعترفوا بأحد فهم حاقدون والقضية أكبر ‏بكثير.‏
نشعر بالألم للموقف السلبي للجهات الرسمية ولحزب الإصلاح ولشيوخ القبائل الوطنيين ‏واكتفائهم بالبيانات أمر ‏خطير. ‏وتفرج العرب وكأن ما يجري هو حدث داخلي والتجربة ‏السورية والعراقية كافية لإيصال رسالة للجميع.‏

على العرب أن يدعو لقمة لمناقشة المناطق الساخنة ومعالجتها. اليمن يحتاج إلى مناقشة ‏الخطر ورفض حمل ‏السلاح والجماعات المسلحة، والشعب اليمني والنساء والأطفال أمانة في ‏أعناق المسولين أمانة في رقبة قادة ‏الإصلاح وشيوخ القبائل.‏

المسألة ليست أربعة أطفال من عبد الملك الحوثي ومن معه فهؤلاء أدوات بيد فليق القدس ‏وإيران وبيد حزب ‏الدعوة وحزب الله والمرشد علي خامنئي، وأرجوا أن لا نعود لما جرى أيام ‏الإمام أحمد بعد ثورة 48، ولن ينفع ‏الندم، واليوم أخطر في ظل الإمكانيات والتقنيات، ‏فاستيقظوا إليها النائمون. ‏

زر الذهاب إلى الأعلى