[esi views ttl="1"]

الراكب والمركوب والكامخ بينهما: فقه نظرية المؤامرة (4)‏

(في كبرنا نكتب بقلم رصاص لاننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلا محوها)‏
حكمة من يريد تجنب الخطأ

‏6 – المحطات النهائية للكوارث العربية: ربما مر كثيرون منا مرور الكرام بأطروحتين ‏خطيرتين قرأ عنهما لكنه اعتبرهما مجرد حملات اعلامية عابرة أو تهديد اجوف مع ان الامر ‏ليس كذلك. الاطروحتان الواجب تدقيق الهدف من استخدامهما هما الاطروحة الاولى الدعوات ‏المتكررة في أمريكا لقصف الكعبة، والاطروحة الثانية الدعوة في إيران لجعل قم بديلا عن ‏مكة! اذا لم تفكروا بالهدف النهائي والمخفي من ذلك عليكم الان ان تعيدوا النظر، والاهم ان ‏تكتشفوا الرابط بين التهديد الأمريكي المتصهين وبين الدعوة الخمينية لجعل قم بدلا عن الكعبة ‏والتي اكدها لا ريجاني صراحة بجعل قم ام القرى وليس الكعبة. عليكم الان ان تفكروا بذلك ‏قبل ان تجدوا انفسكم بلا رؤوس. ما اصل الحكاية ايها السادة؟

كما قلنا سابقا وكررنا القول تؤكد كل الادلة والمؤشرات ونتائح تطورات الاحداث خصوصا ‏منذ عام 2011 بان ما يجري ليس مجرد خطة اسقاط انظمة ولا هي مجرد ما يعقبها من تقسيم ‏الاقطار العربية، كما انها ليست مجرد محاولة فرض ايديولوجيات جذرية جديدة على المنطقة ‏كديانات جديدة أو طائفة على اخرى، ولا هي حملة استعمارية مثل الغزو البريطاني الفرنسي ‏للوطن العربي، ان ما دشنه غزو العراق امر اخطر وابعد بكثير من كل ما تقدم وهو يتعلق ‏بمصير الكرة الارضية كلها وبما يسود فيها من معتقدات دينية وغيرها والاهم من يسيطر ‏على ثرواتها.‏

ان الذين خططوا لما يجري وينفذون خطوات منه امام نواظرنا لديهم اهداف بعيدة جدا عن ‏تصورنا العام وبعضها اقرب إلى الخيال المستحيل لكن الحقيقة التي تفرض نفسها رغم انف ‏من لا يريد ان يرى حقيقة ما يجري هي ان الحلف الثلاثي الاكثر شرا ووحشية في تاريخ ‏الانسانية المشكل من أمريكا وإيران واسرائيل ومن يدور في افلاكهم، يريد اعادتنا لما قبل ‏عشرة الاف عام، اي قبل بدء الهجرات العربية من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها ‏‏(العراق والشام) قبل 12 الف عام تقريبا، في اواخر العصر الجليدي الاخير أو بعد انتهائه، ثم ‏تواصل الهجرات ووصولها إلى شمال افريقيا والتي اصبحت قبل الاسلام (المغرب العربي ‏الكبير)، وانتقال العرب منها إلى وسط وجنوب اوروبا قبل الاسلام بالاف السنين بل وصل ‏اجدادنا إلى اسكندنافيا عندما كانت اوروبا كلها عبارة عن غابات بدائية.‏

هل هذه دعاية قومية عربية؟ كلا انها حقيقة علمية اعترف بها الغرب مؤخرا بعد ان بدأ حل ‏رموز الجينوم أو المورثات الجينية وليس منا، فالاكتشافات الجينية في بداية القرن الجديد ‏اكدت ان الجينات العربية تشكل حوالي 80% من المورثات الجينية الاوروبية، كما يؤكد ‏التقرير في المرفق رقم واحد مع هذا المقال الصادر عن علماء غربيين.‏

هل تعلمون ما هو الهدف البعيد جدا هذا؟ انه اطروحة اعادة العرب إلى وطنهم الاصلي وهو ‏الصحراء التي خرجوا منها قبل حوالي 12 الف عام وهي اطروحة بدأتها الصهيونية وتبناها ‏الغرب، والان إيران ومنذ وصل خميني للحكم تتصدر مع الصهاينة موجة الترويج لاعادة ‏العرب لمناطقهم الاصلية في الجزيرة العربية! كيف ذلك؟ ولماذا؟ اعيدوا قراءة كل ما مر ‏عليكم من تقارير وتصريحات من رموز حلف الشر المطلق (أمريكا وإيران واسرائيل) خلال ‏العقود الثلاثة الماضية سترون ما لم تكونوا تفكرون انه ممكن ولم يخطر ببالكم حتى عندما ‏يقول العدو ذلك علنا لشبه استحالته عمليا كما يبدو الامر ظاهريا.‏

ولكن ما كان يعد مستحيلا عمليا اخذ يقترب من التحول إلى امكانية عملية في ضوء ما نراه ‏خصوصا منذ غزو العراق وما بعده، فما يجري الان يقدم لنا صورة عن الطريقة التي يمكن ان ‏تكون ناجحة في اعادة العرب إلى الصحراء وحصرهم فيها واستيلاء الفرس والغرب ‏والصهاينة والاتراك وغيرهم على الارض العربية من موريتانيا إلى اليمن بكل ما فيها من ‏رموز دينية وحضارية وثروات وموقع جيوبولتيكي!!! دعونا نقرأ الواقع الحالي والتاريخ ‏والمعلومات الحية:‏

أ– نبش المقابر: ان القوى الثلاثة الاساسية المشتركة في المخطط ورغم وجود تناقضات ‏بينها حول تقاسم الغنائم الا انها تتفق بلا غموض وبصورة رسمية وفعلية على ضرورة انهاء ‏الامة العربية عبر تقسيم اقطارها واحياء الاصول القديمة لشعبها العربي الواحد والتي ماتت ‏منذ الاف السنين ودفنت في مقابر النسيان، بكافة اشكال تلك الاصول العرقية والدينية السابقة ‏للاسلام ربما بالاف السنين (مثل الاصول الاثنية السومرية والبابلية والفرعونية والاشورية ‏والفينيقية والبربرية والتركية والفارسية الخ، والدينية مثل الاسلامية بكافة طوائفها والمسيحية ‏بكافة طوائفها والزرادشتية والاديان القديمة جدا والتي انقرضت أو كادت، الخ، ودعم هذه ‏الاصول المفترضة والصحيحة لتفرض نفسها الان ويعلن كل منها هوية بديلة له بدل الهوية ‏الجامعة والموحدة وهي القومية العربية. ان خطط الصهيونية والغرب الاستعماري وإيران ‏عندما تحلل علميا وواقعيا تقدم لنا على طبق من ذهب هذه النتيجة. وللتذكير فقط هل سمع ‏منكم احدا مصطلحات مثل (الشعب المسيحي) أو (الشعب السومري) أو (الشعب الشيعي) أو ‏‏(الشعب السني)...الخ؟ هذه (الشعوب) المفبركة عبارة عن جثث اخرجت من مقابر ماض ‏غابر أو انها جثث منحت هوية غير هويتها مثل (الشعب المسيحي) وهي عبارة لم تستخدم ‏حتى في اوروبا المسيحية لان المسيحية ديانة وليست قومية وهذا ينطبق على كافة الاديان ‏والطوائف.‏

ب – ازالة القداسة وتحليل المحرمات: ان التهديد، الصادر من اكثر من جهة أمريكية، ‏بتدمير الكعبة والذي بدأ منذ سنوات في أمريكا ليس مجرد حماقة رجال دين أو ساسة منعزلين ‏او ضباط متطرفين بل هي عمليات اعداد لعمل قادم حتما في يوم ما اذا تواصلت عمليات ‏تدهور اوضاعنا وعجزنا عن ردع ادعاءنا، لذلك فمن يظن ان التهديدات المتكررة بين فترة ‏واخرى بقصف الكعبة مجرد تهديدات اعلامية جوفاء ليعلم ان تفكيره خاطئ لانه لا يعرف ‏كيف يخطط الاعداء الثلاثة ولا كيف ينفذون خططهم. فالان تجري عملية منظمة وخطيرة ‏وانجر اليها الكثير من العرب السذج وهي الازالة التدريجية لقداسة وحرمات اهم رموز ‏الاسلام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويتم ذلك كالاتي: ‏

اليد اليمنى الفرس: الفرس وعبر عمائمهم السود يتولون مهمة تدمير قدسية وحصانة النبي ‏من خلال الطعن بصحابته وبزوجته واهله، فبما ان المسلم لا يقبل الطعن المباشر بالنبي فان ‏خير وسيلة متدرجة لجر الناس إلى التعود على هذا الطعن ثم قبوله هي الطعن بزوجته واقرب ‏صحابته، على اساس منطق بديهي وهو ان اختيارك لزوجتك واصحابك يعبر عن هويتك ‏الحقيقية، لذلك يجب اولا ووفقا لمنطق الفرس التشكيك باختيارات النبي الشخصية: زوجاته، ‏والدينية صحابته، وعندما يتم ذلك يمكن في مرحلة لاحقة الطعن بالنبي شخصيا وتحميله ‏مسوؤلية (اخطاء) اختيار زوجته واصحابه. انه التفكيك التدريجي للقداسة وترك المقدس ‏مكشوفا.‏

فاذا وصل الامر إلى هذا الحد لا سامح الله فان مسألة تدمير الكعبة أو استبدالها بقم تصبح ‏مسالة سهلة نسبيا لان من ثقف على تلك القداسة انتهكت قداسته ومن ثم لا يواجه حلف الشر ‏مقاومة شعبية عنيدة ودموية لانتهاك القداسة.‏

اليد اليسرى الصهاينة: الصهاينة خصوصا المسيحية الصهيونية تنفذ منذ سنوات خطة الطعن ‏المباشر بالنبي وتعمل على تجريده من هالة القدسية المحيطة به عبر اعادة تفسير الاسلام ‏وفرض وترويج معلومات مضللة لم تسمع من قبل في العالم الاسلامي خصوصا في الوطن ‏العربي، كلها تطعن بالنبي وافكاره وشرفة وسيرته، ويمكن مراقبة القنوات التلفزيونية التي ‏تبث بالعربية منذ بداية القرن الجديد والتي تتولى هذا الامر علنا وبلا تردد، مستخدمة في ‏بعضها كلاما جارحا وخطيرا يصدم الانسان العربي، وهدف هذه الطريقة الازالة التدريجية ‏لقدسية وحرمة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتحويله إلى انسان عادي يمكن ان ينقد أو تناقش افكاره ورسالته ‏والاسلام بالذات، بعيدا عن اي تقديس أو محضورات. ‏

هذه ظاهرة لم تكن موجودة قبل القرن الجديد الافي في بعض الاوساط الغربية والصهيونية ‏اما في القرن الجديد فقد اصبحت تطرح بلغتنا وفي اجواءنا وتدخل غرف نومنا وحجرات ‏جلوسنا كل ساعة. واطفالنا الذين يستمعون إلى شتم النبي والطعن بشرفه وليس بافكاره فقط ‏سوف ينشأون بلا رادع أو تقديس للنبي وهذا هو احد اخطر الاهداف: تجريد الانسان العربي ‏عموما والمسلم خصوصا من رد الفعل القوي على شيطنة النبي.‏

الادوات الاسلاموية: ان الشيطنة الاخطر للاسلام منذ عقود ابتدأت بوصول خميني للحكم ‏وصعود النزعة التكفيرية الاسلاموية السنية، وتقوم بها الجهات التالية:‏

الاداة الاسلاموية اليمنى: ان فتاوى رجال دين شيعة وسنة التي تصدر منذ سنوات تتسم بانها ‏خالية من المنطق والعقل بل ان بعضها يثير الاشمئزاز والقرف والرفض المطلق! ومع ذلك ‏تصدر باسم الاسلام وتفرض على الاتباع. هؤلاء بتلك الفتاوى يسقطون تدريجيا قدسية ‏وحصانة الاسلام ويشيطنونه بنظر الاجيال الجديدة من شعبنا. ومن بين اخطر تلك الفتاوي تلك ‏التي تحلل طلب التدخل الاستعماري كما فعل السيستاني والقرضاوي، اما اقذرها فهي التي ‏تحلل اكل بول وغائط (اهل البيت)، وتصويرهم بطريقة تنفر الناس الواعين منهم، أو الفتاوى ‏المتعلقة بالجنس وتحليل الدعارة تحت اغطية اسلاموية مثل زواج المتعة أو زواج المسيار أو ‏غيرهما. ان وظيفة هذه الفتاوي سواء علم من اصدرها بذلك أو لم يعلم هي انزال مرتبة ‏الاسلام من علوه القدسي إلى ارض قذرة تعاف النفس حتى النظر اليها!‏

الاداة الاسلاموية اليسرى: ان الاساليب التي تتبعها تنظيمات اسلاموية والتي تقوم على اقسى ‏اشكال العنف والقسوة ورفض التسامح والاعتماد على السيف فقط تشكل عاملا جوهريا ‏وخطيرا في زرع فكرة (ان الاسلام دين عنف وكراهية وتخلف) كما تروج الدعاية الغربية ‏والصهيونية، لذلك فان من يشاهد عمليات القتل في العراق وسوريا مثلا والتي تقوم بها تلك ‏الفئات باسم الاسلام تقدم وجبات دسمة من السموم التي تقتل الاسلام تدريجيا في داخل الاجيال ‏العربية والناس العاديين من جهة، ثم تعبأ الرأي العام غير الاسلامي ضد المسلمين وتجعل ‏هدف ابادتهم مقبولا أو على الاقل عدم ادانته من جهة ثانية.‏

بترابط وتكامل دور رجال الدين المنفّر من الاسلام بفتاويهم، وبجعل القتل والابادة والقسوة ‏والجهل تحت اسم (الجهاد) وسيلة الاسلامويين، نجد انفسنا امام عمليات منظمة ومدروسة ‏لشيطنة الاسلام داخل الوطن العربي والعالم الاسلامي لتنفير الناس منه من جهة، وتقديم كافة ‏مبررات محاربة الاسلام والقضاء على المسلمين لكافة الامم والشعوب غير الاسلامية من جهة ‏ثانية.‏

‏7– طرح البدائل: ان انتزاع أو محو قدسية النبي مقدمة لابد منها لنسف الاسلام كدين ‏وعندها سوف يكون ممكنا اعلان ولادة ديانات جديدة أو احياء ديانات قديمة والتخلي عن ‏الاسلام، ولعل ما يجري في كل الوطن العربي خصوصا في المغرب العربي يقدم لنا دليلا ‏حاسما على وجود تلك الاهداف التأمرية، فالمغرب العربي كان مسلما بكامله قبل القرن الجديد ‏ولم تكن المسيحية موجودة فيه اما الان فهناك موجات تنصيرية في الجزائر والمغرب وتونس ‏ودخلت إلى ليبيا بعد غزوها من قبل النيتو، فاذا كان المغرب العربي البعيد والمحصن ضد ‏التنصير قد اخترق فان المشرق مخترق اصلا بوجود الكيان الصهيوني، وشبكات التجسس ‏الغربية. لذلك فان الجدل المحتدم بطريقة منظمة والقائم على لغة الطعن والكلام البذي غالبا ‏بالرسول محمد وبعيسى وبطريقة لا يمكن فهماه الا على انها متعمدة لكي تتشرذم الامة بكافة ‏اقطارها وتسقط قدسية كل دين.‏

‏8 –استبدال مكة بقم: تكرار التهديد بقصف الكعبة يكمل معناه وهدفه قيام النخب القومية ‏الفارسية المتبرقعة الان باسم التشيع الصفوي في إيران بالدعوة للحج في إيران! أو اعتبار قم ‏وليس مكة ام القرى ومركز الاسلام ومصدر اشعاعه! كما قال لاريجاني (انظر المرفق الثاني) ‏وغيره! ويلفت النظر تكرار الحديث عن ان الحج إلى قم وكربلاء اهم من الحج للكعبة! وهذا ‏الترويج ليس سوى تكتيك لازالة قدسية مكة من قبل مسلمين هذه المرة وليس من قبل صهاينة ‏‏(يهود ومسيحيين) فقط! لقد نشرت معلومات كثيرة مع صور عن تنفيذ الحج داخل إيران وبني ‏شكل يشبه الكعبة اخذ البعض يقوم بالحج اليه!، وتلك عملية اعداد نفسي لخطوة اكبر وهي ‏اعلان ان مكة في إيران، ولذلك لا يجوز ابدا اهمال ما ورد في الستراتيجية الخمسينية للنخب ‏الفارسية من ان ام القرى يجب ان تكون قم وليس مكة!‏

‏9– اعلان ديانة جديدة: ان احلال التشيع الصفوي محل التسنن في بعض الاقطار العربية، ‏بحمامات دم كتلك التي قام بها اسماعيل الصفوي في إيران والتي تقوم بها إيران الان في ‏العراق، وهذه الخطة الإيرانية تحظى بدعم أمريكي صهيوني اصبح الان مباشرا هدفه التمهيد ‏لاعلان ديانة جديدة في إيران تتجاوز الاسلام، ومن يقرأ كتب خميني وامثاله يجد في ثناياها ‏طعنا بالنبي وبالاسلام بطريقة واضحة جدا، وذلك مجرد زرع لافكار جنينية سوف تنمى ‏تدريجيا. ولذلك نرى ان التشيع الإيراني الصفوي فيه تناقضات جوهرية مع اصل الاسلام ‏بكافة مذاهبه بما في ذلك مع التشيع العلوي الاصلي.‏

‏10– متى تقصف الكعبة؟ عندما تهتز صورة الاسلام وتتشوه صورة نبي الاسلام يصبح كل ‏شيء ممكنا وسهلا فلن يدافع عن الاسلام المشوه من يجب ان يدافع عنه، وعندها تبدأ عمليات ‏اخرى من بينها قصف الكعبة من جهة واعلان إيران ان الكعبة في قم من جهة ثانية.‏

‏11– خطوات الاعداد المتعاقبة: ان ما تردد بشكل معزول ومحصور من طروحات حول ‏اعادة العرب إلى مناطقهم الاصلية في الصحراء واخراجهم من العراق وبلاد الشام والمغرب ‏العربي و مصر والسودان ليست مجرد دعاية مؤقتة بل هي عمل منظم متدرح الخطوات، وما ‏يكتب عن انشاء ثلاث دول في العراق احداها دولة سومرية في الجنوب وليس (شيعية) فقط ‏واخرى في غرب العراق للعرب وثالثة للاكراد، وما يكتب عن دول في مصر قبطية ونوبية ‏وسنية وفاطمية، وما يكتب عن دول بربرية في المغرب العربي خصوصا في الجزائر ‏والمغرب، وما يكتب عن دول في سوريا ولبنان سنية وشيعية ودرزية ومسيحية، واما يطالب ‏به في اليمن الان من دولة حوثية ودولة حضرموت وغيرها، وما يجري حول الاعداد لتسليم ‏البحرين إلى إيران، كل ذلك وغيره كثير ليس مجرد اصوات ترتفع ثم تزول بل هي خطط ‏تنفذ بثبات وتواصل مدعومة بقدرات مادية واعلامية وسياسية ونفسية هائلة بالاضافة للجيوش ‏والمال، والقاسم المشترك بين جميع هذه الدعوات والخطط هو التبرؤ من الامة العربية ‏والطعن بالعرب والتمسك بهوية زالت وقبرت رغم انها مقبورة! فهل يجوز لمن يمتلك ولو ‏ذرة عقل ان يتجاهل كل هذه الدعوات المتفجرة والمتصاعدة ويقول انها حالة طارئة وستزول؟

‏12– وعود توراتية متطرفة: ان اعادة العرب إلى الصحراء ليست مجرد هوس سياسي أو ‏احقاد طارئة بل ان جذورها العميقة والقوية موجودة في العهد القديم من الكتاب المقدس أو ‏التوراة وغيرها من الكتب التي نسبت لليهود والنبي موسى، وما يعد اقوالا لانبياء بني ‏اسرائيل يدعو لابادة الجوييم، وهم العرب في هذه الحالة، واحتلال ارضهم واعادتهم للصحراء. ‏هل تعلمون ما خطورة هذه النصوص؟

ان صعود (المحافظين الجدد) والمسيحية الصهيونية ووصولهم إلى الحكم في أمريكا ممثلين ‏بدميتهم بوش الابن وهيمنتهم على الاعلام ليست لعبة سياسية عادية بل هي خطوة على طريق ‏تغيير طبيعة حروب العالم لتكون حروبا دينية – حضارية (تذكروا مفهوم تصادم الحضارات ‏لهنتنغتون) هدفها تحقيق نبوءات العهد القديم، والعمل من اجل ذلك لم يعد واجب احزاب ‏اليمين الاسرائيلي المتطرف، كما كان الحال حتى سبعينيات القرن الماضي، بل ان قوة الغرب ‏الاساسية تقع الان تحت تأثير الصهيونية المسيحية، لذلك فان اعادة (الجوييم) إلى الصحراء ‏هدف جوهري مرتبط برؤية توراتية يسخر صعود هذه الطغمة الفاشية لاستخدامها، وبأدوات ‏مختلفة لتحقيق تلك النبؤات، وبعد فشل انموذج بوش الغبي نتيجة بسالة المقاومة العراقية ‏استبدل باوباما بطريقته المختلفة ولكن لتحقيق نفس الهدف: نبوءات التوراة، هذه الحقيقة يجب ‏ان لا تغيب عن البال ابدا لانها تهدد وجودنا الانساني برمته.‏

هل تريدون المزيد من الادلة على صحة ما نقوله؟ فقط ابحثوا عن السبب الذي دفع أمريكا ‏للقيام بما يلي ستكتشفون م لا ترونه الان:‏

أ – انتخاب شخص ساذج ووصف في أمريكا ذاتها بانه (اغبى رئيس في تاريخ أمريكا) وهو ‏جورج بوش الابن، هل كان ذلك خطأ ام انه عمل مدبر لاستخدام صلاحيات الرئيس من قبل ‏من صنعوه ونصبوه واخضعوه لسيطرتهم التامة عبر بوابة الاسطورة الدينية؟ انه عمل مدبر ‏ومقصود لان المطلوب في الرئيس الأمريكي في مرحلة احلال الميثولوجيا والثيولوجيا محل ‏العلم ان يكون عبدا لهما، كي تمرر الخطط الموضوعة مسبقا عبره، فبوش الذي يعتقد بان ‏الرب يتحدث معه ويؤمن ايمانا قاطعا بما ورد حول الارميجادون ويريد خوضها هو افضل ‏رئيس لأمريكا يمكن استخدامه لتغيير انماط حروب العالم وتغيير اهدافها.‏

ب – لماذا كان من بين اول خطوات أمريكا عند احتلال بغداد الذهاب الفوري إلى مقر ‏المخابرات العراقية وبصحبتها فريق من الموساد والاستيلاء على مخطوطات قديمة منها ‏التوراة الاصلية؟ هل يمكن لعلماني رسمي مثل حكام أمريكا ان يقوم بعمل مثل هذا في ذروة ‏حرب خطيرة الا اذا كان يعتقد بان ما يقوم به له اصول ومدعوم وضروري جدا؟ ‏

ج – لماذا قامت القوات الأمريكية في اول يوم دخولها بغداد بتطويق المتحف الوطني ‏العراقي بالدبابات وادخال مجاميع بقيادة احمد الجلبي سرقت اثارا بعينها كان مطلوبا سرقتها، ‏وبعد اكمال هذا العمل دفعت مجاميع من الغوغاء اعدت مسبقا لدخول المتحف وتخريبه ‏وسرقة الاف القطع النادرة والتي تعود لالاف السنين؟ هل كان ذلك عملا لصوصيا فقط؟ ام ان ‏العمل اللصوصي استخدم لتغطية عمل سياسي وديني؟

د – لماذا قامت القوات الأمريكية بعد السيطرة على بغداد بالتوجه إلى بابل واور واحتلالهما ‏واعلانهما منطقتان عسكريتان محرم دخولها حتى عل شركاء أمريكا في الغزو؟ ولماذا استمر ‏الحفر والتنقيب في بابل واور اكثر من خمس سنوات كانت خلالها تلك المناطق الاثارية القيمة ‏تحت جنازير الدبابات التي دمرت الكثير من معاملها التي لن تعوض ابدا؟ هل هو انتقام من ‏بابل فقط ام انه ايضا سعي قديم وطويل وجامح وراء العثور على معلومات أو ادلة على صحة ‏ما ورد في العهد القديم وغيره؟ التنقيبات بقيت سرية حتى الان ولم تكشف الغاز احتلال بابل ‏واور وسرقة المتحف العراقي وتدميره واحيطت بصمت مفروض من قبل قوة غامضة جدا ‏لكنها خطرة جدا.‏

ان من قام بذلك قوات أمريكية وليس اسرائيلية، فما مصلحة أمريكا بالقيام بعمل يتعلق ‏بالاثار والتراث اثناء تنفيذ عمليات غزو معقدة وصعبة جدا وسط مقاومة شرسة من قبل ‏الجيش العراقي اولا ثم من قبل المقاومة العراقية؟ ان هذه الوقائع والاسئلة تضعنا امام حقيقة ‏تؤكد ما نقوله وهو ان ما يجري الان ليس سوى خطوات في اكبر مؤامرة تتعرض لها امتنا ‏العربية منذ عشرة الاف عام سمتها الابرز سعي جامح لتحقيق نبوءات التوراة واعادة كتابة ‏تاريخ العالم برمته من خلال اعادة كتابة تاريخ الوطن العربي وفقا لرؤية صهيونية. ومن ‏مازال الشك يداخله نذكر بما يجري في القدس من حفر وتنقيبات منذ احتلت بحثا عن ادلة ‏تثبت صحة ما ورد في الكتب اليهودية.‏

ان اهم سؤال يجب طرحه الان وليس غدا هو: هل تدمير بابل واور مرة ثانية بعد غزو ‏العراق مقدمة لتدمير الكعبة في اكبر عملية انتقام تاريخي مضمر طوال الاف السنين؟ ولتقديم ‏المزيد من الادلة على الشراكة الاستراتيجية والتاريخية العميقة والعضوية بين الصهيونية ‏ونخب الفرس القومية قديما وحديثا لابد من الاشارة إلى ان تدمير بابل اول مرة وقع على يد ‏امبراطور الفرس كورش الذي هاجم بابل ل(تحرير) اليهود من الاسر البابلي. هنا ندخل في ‏صلب موضوع مستقبل السعودية. يتبع.‏

* كاتب ومفكر عراقي

الملحقات اضغط هناللاطلاع على الحلقات السابقة

زر الذهاب إلى الأعلى