(في كبرنا نكتب بقلم رصاص لاننا تعلمنا ان الكتابة بالحبر ليس سهلا محوها)
حكمة من يريد تجنب الخطأ
6 – المحطات النهائية للكوارث العربية: ربما مر كثيرون منا مرور الكرام بأطروحتين خطيرتين قرأ عنهما لكنه اعتبرهما مجرد حملات اعلامية عابرة أو تهديد اجوف مع ان الامر ليس كذلك. الاطروحتان الواجب تدقيق الهدف من استخدامهما هما الاطروحة الاولى الدعوات المتكررة في أمريكا لقصف الكعبة، والاطروحة الثانية الدعوة في إيران لجعل قم بديلا عن مكة! اذا لم تفكروا بالهدف النهائي والمخفي من ذلك عليكم الان ان تعيدوا النظر، والاهم ان تكتشفوا الرابط بين التهديد الأمريكي المتصهين وبين الدعوة الخمينية لجعل قم بدلا عن الكعبة والتي اكدها لا ريجاني صراحة بجعل قم ام القرى وليس الكعبة. عليكم الان ان تفكروا بذلك قبل ان تجدوا انفسكم بلا رؤوس. ما اصل الحكاية ايها السادة؟
كما قلنا سابقا وكررنا القول تؤكد كل الادلة والمؤشرات ونتائح تطورات الاحداث خصوصا منذ عام 2011 بان ما يجري ليس مجرد خطة اسقاط انظمة ولا هي مجرد ما يعقبها من تقسيم الاقطار العربية، كما انها ليست مجرد محاولة فرض ايديولوجيات جذرية جديدة على المنطقة كديانات جديدة أو طائفة على اخرى، ولا هي حملة استعمارية مثل الغزو البريطاني الفرنسي للوطن العربي، ان ما دشنه غزو العراق امر اخطر وابعد بكثير من كل ما تقدم وهو يتعلق بمصير الكرة الارضية كلها وبما يسود فيها من معتقدات دينية وغيرها والاهم من يسيطر على ثرواتها.
ان الذين خططوا لما يجري وينفذون خطوات منه امام نواظرنا لديهم اهداف بعيدة جدا عن تصورنا العام وبعضها اقرب إلى الخيال المستحيل لكن الحقيقة التي تفرض نفسها رغم انف من لا يريد ان يرى حقيقة ما يجري هي ان الحلف الثلاثي الاكثر شرا ووحشية في تاريخ الانسانية المشكل من أمريكا وإيران واسرائيل ومن يدور في افلاكهم، يريد اعادتنا لما قبل عشرة الاف عام، اي قبل بدء الهجرات العربية من جنوب الجزيرة العربية إلى شمالها (العراق والشام) قبل 12 الف عام تقريبا، في اواخر العصر الجليدي الاخير أو بعد انتهائه، ثم تواصل الهجرات ووصولها إلى شمال افريقيا والتي اصبحت قبل الاسلام (المغرب العربي الكبير)، وانتقال العرب منها إلى وسط وجنوب اوروبا قبل الاسلام بالاف السنين بل وصل اجدادنا إلى اسكندنافيا عندما كانت اوروبا كلها عبارة عن غابات بدائية.
هل هذه دعاية قومية عربية؟ كلا انها حقيقة علمية اعترف بها الغرب مؤخرا بعد ان بدأ حل رموز الجينوم أو المورثات الجينية وليس منا، فالاكتشافات الجينية في بداية القرن الجديد اكدت ان الجينات العربية تشكل حوالي 80% من المورثات الجينية الاوروبية، كما يؤكد التقرير في المرفق رقم واحد مع هذا المقال الصادر عن علماء غربيين.
هل تعلمون ما هو الهدف البعيد جدا هذا؟ انه اطروحة اعادة العرب إلى وطنهم الاصلي وهو الصحراء التي خرجوا منها قبل حوالي 12 الف عام وهي اطروحة بدأتها الصهيونية وتبناها الغرب، والان إيران ومنذ وصل خميني للحكم تتصدر مع الصهاينة موجة الترويج لاعادة العرب لمناطقهم الاصلية في الجزيرة العربية! كيف ذلك؟ ولماذا؟ اعيدوا قراءة كل ما مر عليكم من تقارير وتصريحات من رموز حلف الشر المطلق (أمريكا وإيران واسرائيل) خلال العقود الثلاثة الماضية سترون ما لم تكونوا تفكرون انه ممكن ولم يخطر ببالكم حتى عندما يقول العدو ذلك علنا لشبه استحالته عمليا كما يبدو الامر ظاهريا.
ولكن ما كان يعد مستحيلا عمليا اخذ يقترب من التحول إلى امكانية عملية في ضوء ما نراه خصوصا منذ غزو العراق وما بعده، فما يجري الان يقدم لنا صورة عن الطريقة التي يمكن ان تكون ناجحة في اعادة العرب إلى الصحراء وحصرهم فيها واستيلاء الفرس والغرب والصهاينة والاتراك وغيرهم على الارض العربية من موريتانيا إلى اليمن بكل ما فيها من رموز دينية وحضارية وثروات وموقع جيوبولتيكي!!! دعونا نقرأ الواقع الحالي والتاريخ والمعلومات الحية:
أ– نبش المقابر: ان القوى الثلاثة الاساسية المشتركة في المخطط ورغم وجود تناقضات بينها حول تقاسم الغنائم الا انها تتفق بلا غموض وبصورة رسمية وفعلية على ضرورة انهاء الامة العربية عبر تقسيم اقطارها واحياء الاصول القديمة لشعبها العربي الواحد والتي ماتت منذ الاف السنين ودفنت في مقابر النسيان، بكافة اشكال تلك الاصول العرقية والدينية السابقة للاسلام ربما بالاف السنين (مثل الاصول الاثنية السومرية والبابلية والفرعونية والاشورية والفينيقية والبربرية والتركية والفارسية الخ، والدينية مثل الاسلامية بكافة طوائفها والمسيحية بكافة طوائفها والزرادشتية والاديان القديمة جدا والتي انقرضت أو كادت، الخ، ودعم هذه الاصول المفترضة والصحيحة لتفرض نفسها الان ويعلن كل منها هوية بديلة له بدل الهوية الجامعة والموحدة وهي القومية العربية. ان خطط الصهيونية والغرب الاستعماري وإيران عندما تحلل علميا وواقعيا تقدم لنا على طبق من ذهب هذه النتيجة. وللتذكير فقط هل سمع منكم احدا مصطلحات مثل (الشعب المسيحي) أو (الشعب السومري) أو (الشعب الشيعي) أو (الشعب السني)...الخ؟ هذه (الشعوب) المفبركة عبارة عن جثث اخرجت من مقابر ماض غابر أو انها جثث منحت هوية غير هويتها مثل (الشعب المسيحي) وهي عبارة لم تستخدم حتى في اوروبا المسيحية لان المسيحية ديانة وليست قومية وهذا ينطبق على كافة الاديان والطوائف.
ب – ازالة القداسة وتحليل المحرمات: ان التهديد، الصادر من اكثر من جهة أمريكية، بتدمير الكعبة والذي بدأ منذ سنوات في أمريكا ليس مجرد حماقة رجال دين أو ساسة منعزلين او ضباط متطرفين بل هي عمليات اعداد لعمل قادم حتما في يوم ما اذا تواصلت عمليات تدهور اوضاعنا وعجزنا عن ردع ادعاءنا، لذلك فمن يظن ان التهديدات المتكررة بين فترة واخرى بقصف الكعبة مجرد تهديدات اعلامية جوفاء ليعلم ان تفكيره خاطئ لانه لا يعرف كيف يخطط الاعداء الثلاثة ولا كيف ينفذون خططهم. فالان تجري عملية منظمة وخطيرة وانجر اليها الكثير من العرب السذج وهي الازالة التدريجية لقداسة وحرمات اهم رموز الاسلام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويتم ذلك كالاتي:
اليد اليمنى الفرس: الفرس وعبر عمائمهم السود يتولون مهمة تدمير قدسية وحصانة النبي من خلال الطعن بصحابته وبزوجته واهله، فبما ان المسلم لا يقبل الطعن المباشر بالنبي فان خير وسيلة متدرجة لجر الناس إلى التعود على هذا الطعن ثم قبوله هي الطعن بزوجته واقرب صحابته، على اساس منطق بديهي وهو ان اختيارك لزوجتك واصحابك يعبر عن هويتك الحقيقية، لذلك يجب اولا ووفقا لمنطق الفرس التشكيك باختيارات النبي الشخصية: زوجاته، والدينية صحابته، وعندما يتم ذلك يمكن في مرحلة لاحقة الطعن بالنبي شخصيا وتحميله مسوؤلية (اخطاء) اختيار زوجته واصحابه. انه التفكيك التدريجي للقداسة وترك المقدس مكشوفا.
فاذا وصل الامر إلى هذا الحد لا سامح الله فان مسألة تدمير الكعبة أو استبدالها بقم تصبح مسالة سهلة نسبيا لان من ثقف على تلك القداسة انتهكت قداسته ومن ثم لا يواجه حلف الشر مقاومة شعبية عنيدة ودموية لانتهاك القداسة.
اليد اليسرى الصهاينة: الصهاينة خصوصا المسيحية الصهيونية تنفذ منذ سنوات خطة الطعن المباشر بالنبي وتعمل على تجريده من هالة القدسية المحيطة به عبر اعادة تفسير الاسلام وفرض وترويج معلومات مضللة لم تسمع من قبل في العالم الاسلامي خصوصا في الوطن العربي، كلها تطعن بالنبي وافكاره وشرفة وسيرته، ويمكن مراقبة القنوات التلفزيونية التي تبث بالعربية منذ بداية القرن الجديد والتي تتولى هذا الامر علنا وبلا تردد، مستخدمة في بعضها كلاما جارحا وخطيرا يصدم الانسان العربي، وهدف هذه الطريقة الازالة التدريجية لقدسية وحرمة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وتحويله إلى انسان عادي يمكن ان ينقد أو تناقش افكاره ورسالته والاسلام بالذات، بعيدا عن اي تقديس أو محضورات.
هذه ظاهرة لم تكن موجودة قبل القرن الجديد الافي في بعض الاوساط الغربية والصهيونية اما في القرن الجديد فقد اصبحت تطرح بلغتنا وفي اجواءنا وتدخل غرف نومنا وحجرات جلوسنا كل ساعة. واطفالنا الذين يستمعون إلى شتم النبي والطعن بشرفه وليس بافكاره فقط سوف ينشأون بلا رادع أو تقديس للنبي وهذا هو احد اخطر الاهداف: تجريد الانسان العربي عموما والمسلم خصوصا من رد الفعل القوي على شيطنة النبي.
الادوات الاسلاموية: ان الشيطنة الاخطر للاسلام منذ عقود ابتدأت بوصول خميني للحكم وصعود النزعة التكفيرية الاسلاموية السنية، وتقوم بها الجهات التالية:
الاداة الاسلاموية اليمنى: ان فتاوى رجال دين شيعة وسنة التي تصدر منذ سنوات تتسم بانها خالية من المنطق والعقل بل ان بعضها يثير الاشمئزاز والقرف والرفض المطلق! ومع ذلك تصدر باسم الاسلام وتفرض على الاتباع. هؤلاء بتلك الفتاوى يسقطون تدريجيا قدسية وحصانة الاسلام ويشيطنونه بنظر الاجيال الجديدة من شعبنا. ومن بين اخطر تلك الفتاوي تلك التي تحلل طلب التدخل الاستعماري كما فعل السيستاني والقرضاوي، اما اقذرها فهي التي تحلل اكل بول وغائط (اهل البيت)، وتصويرهم بطريقة تنفر الناس الواعين منهم، أو الفتاوى المتعلقة بالجنس وتحليل الدعارة تحت اغطية اسلاموية مثل زواج المتعة أو زواج المسيار أو غيرهما. ان وظيفة هذه الفتاوي سواء علم من اصدرها بذلك أو لم يعلم هي انزال مرتبة الاسلام من علوه القدسي إلى ارض قذرة تعاف النفس حتى النظر اليها!
الاداة الاسلاموية اليسرى: ان الاساليب التي تتبعها تنظيمات اسلاموية والتي تقوم على اقسى اشكال العنف والقسوة ورفض التسامح والاعتماد على السيف فقط تشكل عاملا جوهريا وخطيرا في زرع فكرة (ان الاسلام دين عنف وكراهية وتخلف) كما تروج الدعاية الغربية والصهيونية، لذلك فان من يشاهد عمليات القتل في العراق وسوريا مثلا والتي تقوم بها تلك الفئات باسم الاسلام تقدم وجبات دسمة من السموم التي تقتل الاسلام تدريجيا في داخل الاجيال العربية والناس العاديين من جهة، ثم تعبأ الرأي العام غير الاسلامي ضد المسلمين وتجعل هدف ابادتهم مقبولا أو على الاقل عدم ادانته من جهة ثانية.
بترابط وتكامل دور رجال الدين المنفّر من الاسلام بفتاويهم، وبجعل القتل والابادة والقسوة والجهل تحت اسم (الجهاد) وسيلة الاسلامويين، نجد انفسنا امام عمليات منظمة ومدروسة لشيطنة الاسلام داخل الوطن العربي والعالم الاسلامي لتنفير الناس منه من جهة، وتقديم كافة مبررات محاربة الاسلام والقضاء على المسلمين لكافة الامم والشعوب غير الاسلامية من جهة ثانية.
7– طرح البدائل: ان انتزاع أو محو قدسية النبي مقدمة لابد منها لنسف الاسلام كدين وعندها سوف يكون ممكنا اعلان ولادة ديانات جديدة أو احياء ديانات قديمة والتخلي عن الاسلام، ولعل ما يجري في كل الوطن العربي خصوصا في المغرب العربي يقدم لنا دليلا حاسما على وجود تلك الاهداف التأمرية، فالمغرب العربي كان مسلما بكامله قبل القرن الجديد ولم تكن المسيحية موجودة فيه اما الان فهناك موجات تنصيرية في الجزائر والمغرب وتونس ودخلت إلى ليبيا بعد غزوها من قبل النيتو، فاذا كان المغرب العربي البعيد والمحصن ضد التنصير قد اخترق فان المشرق مخترق اصلا بوجود الكيان الصهيوني، وشبكات التجسس الغربية. لذلك فان الجدل المحتدم بطريقة منظمة والقائم على لغة الطعن والكلام البذي غالبا بالرسول محمد وبعيسى وبطريقة لا يمكن فهماه الا على انها متعمدة لكي تتشرذم الامة بكافة اقطارها وتسقط قدسية كل دين.
8 –استبدال مكة بقم: تكرار التهديد بقصف الكعبة يكمل معناه وهدفه قيام النخب القومية الفارسية المتبرقعة الان باسم التشيع الصفوي في إيران بالدعوة للحج في إيران! أو اعتبار قم وليس مكة ام القرى ومركز الاسلام ومصدر اشعاعه! كما قال لاريجاني (انظر المرفق الثاني) وغيره! ويلفت النظر تكرار الحديث عن ان الحج إلى قم وكربلاء اهم من الحج للكعبة! وهذا الترويج ليس سوى تكتيك لازالة قدسية مكة من قبل مسلمين هذه المرة وليس من قبل صهاينة (يهود ومسيحيين) فقط! لقد نشرت معلومات كثيرة مع صور عن تنفيذ الحج داخل إيران وبني شكل يشبه الكعبة اخذ البعض يقوم بالحج اليه!، وتلك عملية اعداد نفسي لخطوة اكبر وهي اعلان ان مكة في إيران، ولذلك لا يجوز ابدا اهمال ما ورد في الستراتيجية الخمسينية للنخب الفارسية من ان ام القرى يجب ان تكون قم وليس مكة!
9– اعلان ديانة جديدة: ان احلال التشيع الصفوي محل التسنن في بعض الاقطار العربية، بحمامات دم كتلك التي قام بها اسماعيل الصفوي في إيران والتي تقوم بها إيران الان في العراق، وهذه الخطة الإيرانية تحظى بدعم أمريكي صهيوني اصبح الان مباشرا هدفه التمهيد لاعلان ديانة جديدة في إيران تتجاوز الاسلام، ومن يقرأ كتب خميني وامثاله يجد في ثناياها طعنا بالنبي وبالاسلام بطريقة واضحة جدا، وذلك مجرد زرع لافكار جنينية سوف تنمى تدريجيا. ولذلك نرى ان التشيع الإيراني الصفوي فيه تناقضات جوهرية مع اصل الاسلام بكافة مذاهبه بما في ذلك مع التشيع العلوي الاصلي.
10– متى تقصف الكعبة؟ عندما تهتز صورة الاسلام وتتشوه صورة نبي الاسلام يصبح كل شيء ممكنا وسهلا فلن يدافع عن الاسلام المشوه من يجب ان يدافع عنه، وعندها تبدأ عمليات اخرى من بينها قصف الكعبة من جهة واعلان إيران ان الكعبة في قم من جهة ثانية.
11– خطوات الاعداد المتعاقبة: ان ما تردد بشكل معزول ومحصور من طروحات حول اعادة العرب إلى مناطقهم الاصلية في الصحراء واخراجهم من العراق وبلاد الشام والمغرب العربي و مصر والسودان ليست مجرد دعاية مؤقتة بل هي عمل منظم متدرح الخطوات، وما يكتب عن انشاء ثلاث دول في العراق احداها دولة سومرية في الجنوب وليس (شيعية) فقط واخرى في غرب العراق للعرب وثالثة للاكراد، وما يكتب عن دول في مصر قبطية ونوبية وسنية وفاطمية، وما يكتب عن دول بربرية في المغرب العربي خصوصا في الجزائر والمغرب، وما يكتب عن دول في سوريا ولبنان سنية وشيعية ودرزية ومسيحية، واما يطالب به في اليمن الان من دولة حوثية ودولة حضرموت وغيرها، وما يجري حول الاعداد لتسليم البحرين إلى إيران، كل ذلك وغيره كثير ليس مجرد اصوات ترتفع ثم تزول بل هي خطط تنفذ بثبات وتواصل مدعومة بقدرات مادية واعلامية وسياسية ونفسية هائلة بالاضافة للجيوش والمال، والقاسم المشترك بين جميع هذه الدعوات والخطط هو التبرؤ من الامة العربية والطعن بالعرب والتمسك بهوية زالت وقبرت رغم انها مقبورة! فهل يجوز لمن يمتلك ولو ذرة عقل ان يتجاهل كل هذه الدعوات المتفجرة والمتصاعدة ويقول انها حالة طارئة وستزول؟
12– وعود توراتية متطرفة: ان اعادة العرب إلى الصحراء ليست مجرد هوس سياسي أو احقاد طارئة بل ان جذورها العميقة والقوية موجودة في العهد القديم من الكتاب المقدس أو التوراة وغيرها من الكتب التي نسبت لليهود والنبي موسى، وما يعد اقوالا لانبياء بني اسرائيل يدعو لابادة الجوييم، وهم العرب في هذه الحالة، واحتلال ارضهم واعادتهم للصحراء. هل تعلمون ما خطورة هذه النصوص؟
ان صعود (المحافظين الجدد) والمسيحية الصهيونية ووصولهم إلى الحكم في أمريكا ممثلين بدميتهم بوش الابن وهيمنتهم على الاعلام ليست لعبة سياسية عادية بل هي خطوة على طريق تغيير طبيعة حروب العالم لتكون حروبا دينية – حضارية (تذكروا مفهوم تصادم الحضارات لهنتنغتون) هدفها تحقيق نبوءات العهد القديم، والعمل من اجل ذلك لم يعد واجب احزاب اليمين الاسرائيلي المتطرف، كما كان الحال حتى سبعينيات القرن الماضي، بل ان قوة الغرب الاساسية تقع الان تحت تأثير الصهيونية المسيحية، لذلك فان اعادة (الجوييم) إلى الصحراء هدف جوهري مرتبط برؤية توراتية يسخر صعود هذه الطغمة الفاشية لاستخدامها، وبأدوات مختلفة لتحقيق تلك النبؤات، وبعد فشل انموذج بوش الغبي نتيجة بسالة المقاومة العراقية استبدل باوباما بطريقته المختلفة ولكن لتحقيق نفس الهدف: نبوءات التوراة، هذه الحقيقة يجب ان لا تغيب عن البال ابدا لانها تهدد وجودنا الانساني برمته.
هل تريدون المزيد من الادلة على صحة ما نقوله؟ فقط ابحثوا عن السبب الذي دفع أمريكا للقيام بما يلي ستكتشفون م لا ترونه الان:
أ – انتخاب شخص ساذج ووصف في أمريكا ذاتها بانه (اغبى رئيس في تاريخ أمريكا) وهو جورج بوش الابن، هل كان ذلك خطأ ام انه عمل مدبر لاستخدام صلاحيات الرئيس من قبل من صنعوه ونصبوه واخضعوه لسيطرتهم التامة عبر بوابة الاسطورة الدينية؟ انه عمل مدبر ومقصود لان المطلوب في الرئيس الأمريكي في مرحلة احلال الميثولوجيا والثيولوجيا محل العلم ان يكون عبدا لهما، كي تمرر الخطط الموضوعة مسبقا عبره، فبوش الذي يعتقد بان الرب يتحدث معه ويؤمن ايمانا قاطعا بما ورد حول الارميجادون ويريد خوضها هو افضل رئيس لأمريكا يمكن استخدامه لتغيير انماط حروب العالم وتغيير اهدافها.
ب – لماذا كان من بين اول خطوات أمريكا عند احتلال بغداد الذهاب الفوري إلى مقر المخابرات العراقية وبصحبتها فريق من الموساد والاستيلاء على مخطوطات قديمة منها التوراة الاصلية؟ هل يمكن لعلماني رسمي مثل حكام أمريكا ان يقوم بعمل مثل هذا في ذروة حرب خطيرة الا اذا كان يعتقد بان ما يقوم به له اصول ومدعوم وضروري جدا؟
ج – لماذا قامت القوات الأمريكية في اول يوم دخولها بغداد بتطويق المتحف الوطني العراقي بالدبابات وادخال مجاميع بقيادة احمد الجلبي سرقت اثارا بعينها كان مطلوبا سرقتها، وبعد اكمال هذا العمل دفعت مجاميع من الغوغاء اعدت مسبقا لدخول المتحف وتخريبه وسرقة الاف القطع النادرة والتي تعود لالاف السنين؟ هل كان ذلك عملا لصوصيا فقط؟ ام ان العمل اللصوصي استخدم لتغطية عمل سياسي وديني؟
د – لماذا قامت القوات الأمريكية بعد السيطرة على بغداد بالتوجه إلى بابل واور واحتلالهما واعلانهما منطقتان عسكريتان محرم دخولها حتى عل شركاء أمريكا في الغزو؟ ولماذا استمر الحفر والتنقيب في بابل واور اكثر من خمس سنوات كانت خلالها تلك المناطق الاثارية القيمة تحت جنازير الدبابات التي دمرت الكثير من معاملها التي لن تعوض ابدا؟ هل هو انتقام من بابل فقط ام انه ايضا سعي قديم وطويل وجامح وراء العثور على معلومات أو ادلة على صحة ما ورد في العهد القديم وغيره؟ التنقيبات بقيت سرية حتى الان ولم تكشف الغاز احتلال بابل واور وسرقة المتحف العراقي وتدميره واحيطت بصمت مفروض من قبل قوة غامضة جدا لكنها خطرة جدا.
ان من قام بذلك قوات أمريكية وليس اسرائيلية، فما مصلحة أمريكا بالقيام بعمل يتعلق بالاثار والتراث اثناء تنفيذ عمليات غزو معقدة وصعبة جدا وسط مقاومة شرسة من قبل الجيش العراقي اولا ثم من قبل المقاومة العراقية؟ ان هذه الوقائع والاسئلة تضعنا امام حقيقة تؤكد ما نقوله وهو ان ما يجري الان ليس سوى خطوات في اكبر مؤامرة تتعرض لها امتنا العربية منذ عشرة الاف عام سمتها الابرز سعي جامح لتحقيق نبوءات التوراة واعادة كتابة تاريخ العالم برمته من خلال اعادة كتابة تاريخ الوطن العربي وفقا لرؤية صهيونية. ومن مازال الشك يداخله نذكر بما يجري في القدس من حفر وتنقيبات منذ احتلت بحثا عن ادلة تثبت صحة ما ورد في الكتب اليهودية.
ان اهم سؤال يجب طرحه الان وليس غدا هو: هل تدمير بابل واور مرة ثانية بعد غزو العراق مقدمة لتدمير الكعبة في اكبر عملية انتقام تاريخي مضمر طوال الاف السنين؟ ولتقديم المزيد من الادلة على الشراكة الاستراتيجية والتاريخية العميقة والعضوية بين الصهيونية ونخب الفرس القومية قديما وحديثا لابد من الاشارة إلى ان تدمير بابل اول مرة وقع على يد امبراطور الفرس كورش الذي هاجم بابل ل(تحرير) اليهود من الاسر البابلي. هنا ندخل في صلب موضوع مستقبل السعودية. يتبع.
* كاتب ومفكر عراقي