من الأرشيف

خدعة الحوثي لتفكيك أنصار دماج باسم وقف إطلاق النار ‏

تفيد الأخبار بأن لجنة الوساطة الرئاسية والبرلمانية توصلت ‏الخميس إلى اتفاق بين مليشيات الحوثي والسلفيين بدماج ‏لوقف إطلاق النار وأفاد عضو في لجنة الوساطة بأن أعضاء ‏اللجنة دخلوا إلى دماج، وجرى نشر 30 جندي من الجيش ‏لمراقبة عملية وقف إطلاق النار، مشيرا إلى مقتل جندي ‏وإصابة اثنين بانفجار لغم أرضي زرعتها مليشيات الحوثي ‏المسلحة المتمردة.‏

كنت أدرك أن الحوثي سيسارع الآن إلى وقف إطلاق النار ‏لكي تتوقف الجبهات التي فتحت ضده وخصوصا في كتاف ‏حيث تكبد الحوثي خسائر موجعة وهزم هزائم مذلة وحتى لا ‏يخسر الحوثي ما حققه في السنوات الماضية فيما حول صعدة ‏وحتى لا يطبق عليه الحصار وينتفض ضده أبناء صعدة ‏أهداف كثيرة تجعل الحوثي يسارع إلى وقف إطلاق النار ‏أهمها إجهاض التحرك الشعبي ضده التي بدت ثماره تتجلى ‏في جبهات كثيرة وحتى يجمع الحوثي أوراقه ويرتب شتاته ‏وفلوله وينتقم من الذين حاربوه واحدا واحدا ويتفرد بهم ‏ويحرش بينهم ويشق صفوفهم ثم ينفرد بهم واحدا واحدا جاء ‏وقف إطلاق النار..‏

علمتنا الأحداث أن كل وقف لإطلاق النار يقوم بها الحوثي ‏في أي جبهة ما هو إلا تكتيك مرحلي ليس إلا..‏

‏ وعلمتنا الأحداث أنه فقط عندما تهزم مليشيات الحوثي ‏وتتلقى ضربات موجعة تسارع أطراف إلى الضغط على ‏السلطة لإنقاذ الحوثي وباسم السلام وحقن الدماء والصلح إلى ‏إيقاف المواجهات وسحب مليشيات الحوثي حتى يعطوا ‏مليشيات الحوثي استراحة محارب يعيد فيها ترتيب صفوفه ‏وتجميع فلوله لجولة قادمة ليس إلا..‏

لقد أعلن الحوثي مرارا وقف إطلاق النار وقام بخرقه لكي ‏يتم المهمة التي أعطته أمريكا وأطراف إقليمية ومحلية الضوء ‏الأخضر لتصفية دماج وإغلاق صعدة مذهبيا والتخلص من ‏دماج كبؤرة مخالفة فكريا ومذهبيا.‏

ولذا ندعو أنصار دماج لمواصلة المعركة في كل الجبهات ‏حتى إنهاء تمرد الحوثي وتحرير صعدة وتسليم مليشيات ‏الحوثي المسلحة لأسلحتها للدولة لأن هذا الوقف لإطلاق النار ‏لو تم مؤقتا هو خدعة كبرى يراد منها تفكيك جبهة أنصار ‏دماج وإحباط جهودهم المباركة في مواصلة ضرب مليشيات ‏الحوثي وتفكيك قوته وكسر شوكته وإنهاء تمرد الحوثي ‏وهيمنته على محافظة صعدة وبعض المناطق المجاورة لها.‏

أنصار دماج الذين يحاصرون مليشيات الحوثي يريدون ‏السلام والصلح وحقن الدماء ولكن " لا يلدغ المؤمن من جحر ‏مرتين " وتجاربهم مع الحوثي تؤكد خداعه واستخدامه للصلح ‏ووقف إطلاق النار كلما مالت الكفة لغير صالحه حتى ينال ‏استراحة محارب ومن ثم يعاود من جديد خاصة مع عدم ‏وجود أي ضمانات حقيقية لتنفيذ الحوثي لوقف إطلاق النار ‏فالضمانة الوحيدة من وجهة نظري هي تحرير صعدة وإنهاء ‏تمرد الحوثي وتسليم أسلحته للدولة وخضوعه لها كسائر أبناء ‏اليمن أما أن يهادن الحوثي مرحليا وتكتيكيا والسلاح بيده فهنا ‏يصدق فيه المثل " كيف أصالحك وهذا أثر سيفك " فالحوثي ‏لا عهد له ولا ذمة ويريد تنفيذ مخططاته وحكم اليمن بالقوة ‏ولو على جماجم أبناء اليمن وجثثهم.‏

• مشروعية القتال ضد مليشيات الحوثي ‏
لا يشك منصف عاقل ولديه الحد الأدنى من التمييز والمعرفة ‏بما يحدث في دماج بمشروعية القتال نصرة لأهالي دماج ‏حتى يُفك الحصار عنهم وإزالة عناصر تكرار وقوعه وحتى ‏يأمنون بدورهم ويمارسون حياتهم وأعمالهم بكل حرية وهذا ‏لن يتأتي إلا بقتال هذه المليشيات المسلحة والفئة الباغية ‏والمتمردة حتى يتم فك الحصار عن إخواننا في دماج بقوة ‏السلاح وبسلاح القوة وحتى يخضع الحوثي ومليشياته للدولة ‏ويسلمون أسلحتهم لها فيأمن الناس في صعدة وغيرها ‏وتتخلص بلادنا من المؤامرة الأمريكية الإيرانية التي تنفذها ‏مليشيات الحوثي والتي هي مجرد ورقة بيد هذه الدول ‏الأجنبية المعادية لبلادنا ولأمنها واستقرارها ورقة لتفتيت ‏اليمن وتقسيمة وإغراقه في الحروب والنزاعات..‏

• عن التحرك الشعبي المناصر لدماج ‏
ولذا فهذا التحرك الشعبي المبارك والمناصر لأهالي دماج ‏والذي يفرض حصارا على مليشيات الحوثي المسلحة ‏المتمردة واجبا شرعيا على كل قادر من أبناء اليمن لأنه ‏نصرة للمظلوم وقد ظلم أهالي دماج ظلما تتفتت له الأحجار ‏ويموت له القلب من كمد فهم وما يزالون تحت حصار حوثي ‏ظالم ويقصفون بالأسلحة الثقيلة وتهدم بيوتهم ومساجدهم ‏ويموت أطفالهم جوعا ومرضا دون ذنبا أقترفوه سوى أنهم ‏يختلفون مع الحوثي فكريا ومذهبيا ولا يخضعون له لأن الله ‏سبحانه وتع إلى يقول: ( ( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا ‏فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي ‏تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل ‏وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )‏‎(‎‏.‏

• مليشيات الحوثي باغية ومتمردة ‏
إن الواقع يؤكد على أن مليشيات الحوثي باغية رفضت وقف ‏إطلاق النار وتواصل قصف دماج بكل الأسلحة الثقيلة وبكل ‏وحشية وهمجية بغية تصفيتها وإخراج أهلها من هذه المنطقة ‏وإغلاق صعدة مذهبيا للحوثي ومليشياته كما قامت بمنع ‏اللجان العديدة من دخول دماج وطردت اللجنة الرئاسية أكثر ‏من مرة وضايقتها وقد أتهم رئيس اللجنة الرئاسية الأستاذيحي ‏أبو أصبع مليشيات الحوثي المسلحة بخرق الهدنة عدة مرات ‏هذا والرجل معروف عنه أنه ليس متوطئ مع أهالي دماج بل ‏وقريب من الحوثيين لكنه قال الحق مرات عديدة.‏

• الواجب الشرعي على أبناء الشعب اليمني
وطالما أن الدولة عجزت عن القيام بواجبها في إيقاف العدوان ‏وفك الحصار عن دماج فوراً ومحاسبة المعتدين وبسط نفوذها ‏وتحقيق الأمن والاستقرار في محافظة صعدة فالواجب ‏الشرعي فالواجب الشرعي على أبناء الشعب اليمني القيام ‏بنصرة المظلوم ودفع الظالم المعتدي لقوله صلى الله عليه ‏وعلى آله وصحبه وسلم: (الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ, لَا يَظْلِمُهُ, وَلَا ‏يُسْلِمُهُ, ) رواه البخاري ومسلم ، وقوله صلى الله عليه وعلى ‏آله وصحبه وسلم (مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِمًا فِي مَوْضِعٍ ‏تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي ‏مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِمًا فِي ‏مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلَّا ‏نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ ) رواه أحمد وأبو داود.‏

وهذا بحسب فتوى العلماء في هيئة علماء اليمن الذين طالبوا ‏الدولة بالقيام بدورها وأحتاطوا للأمر إذا عجزت الدولة فيقوم ‏كل قادر من أبناء الشعب بنصرة المظلوم لأنه لا يجوز شرعا ‏ولا إنسانيا ترك أهالي دماج تقتلهم الفئة الباغية من مليشيات ‏الحوثي قتلا وحصارا وتجويعا وتهدم منازلهم ومساجدهم ‏وتقصفهم وهم يصلون ونحن أبناء الشعب اليمني نتفرج ماذا ‏سنقول لربنا يوم نلقاه ؟!!‏

والرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يقول في الحديث ‏الذي روته عنه أم المؤمنين عَائِشَةَ رضي الله عنها ، قَالَتْ: ‏سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " شَهِدْتُ فِي ‏دَارِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جُدْعَانَ مِنْ حِلْفِ الْفُضُولِ مَا لَوْ دُعِيتُ إِلَيْهِ ‏الْيَوْمَ لأَجَبْتُ).‏

• مليشيات الحوثي لا تعرف سوى لغة القوة ‏
إن مليشيات الحوثي لا تعرف إلا لغة القوة ولا تخضع إلا ‏لقوة السلاح أما المفاوضات والوساطات فهي كمفاوضات ‏إيران حول برنامجها النووي "مناورة تكتيكية" كما قال مرشد ‏إيران علي خامنئي وهذه المفاوضات مغالطة عبثية حتى ‏يقتحم الحوثي دماج ويصفي أهلها ويحسم الأمر فقط فهو يريد ‏استئصال هذه المركز السني وإخراجه من صعدة عاصمة ‏دولته وما يقال غير ذلك ما هو إلا ذر للرماد على العيون ‏ومغالطة ليس إلا وقد ضغطت أمريكا وإيران على السلطة ‏لاعطائه هذه المهلة حتى يتم تصفية هذه المركز ولكنه فشل ‏وهناك تبرم كبير من اطراف داخلية وخارجية بسبب فشله في ‏اقتحام دماج وتصفية أهلها في مذبحة بشعة وإخراج من تبقى ‏منهم لخارج صعدة.‏

وهؤلاء الذين قدموا من القبائل نصرة لدماج وأهاليها الذين ‏ظلموا ظلما يشيب له شعر الرأس يحبون وطنهم اليمن ‏ويريدون لها السلام والأمن والاستقرار ولن يتم هذا حتى ‏تخضع مليشيات الحوثي للدولة وتنتزع منها أسلحتها وتسلم ‏للدولة.‏

• مخاطر بقاء مليشيات الحوثي المسلحة ‏
والكل يعلم أن أنصار دماج لا يريدون قتال مليشيات الحوثي ‏لكونهم حوثيين ولكنهم تجمعوا لقتالهم بعد حوالي شهر من ‏حصار وقصف إخواننا في دماج وبكل الأسلحة الثقيلة وبعد ‏أن عجزت الدولة عن القيام بواجبها وذهبت كل الوساطات ‏سدى حيت اصطدمت ببرنامج الحوثي ومخططه لتصفية ‏دماج وإخراج اهلها منها ولو أن مليشيات الحوثي سلمت ‏سلاحها للدولة وانهت تمردها وبقيت كسائر أبناء الشب اليمني ‏فلن تكون هناك مشكلة من الأساس وحتى بعد أن يتم إرغامهم ‏بالقوة على إنهاء تمردهم وتسليم أسلحتهم فلهم أن يعيشوا في ‏أمان وسلام مع بقية أبناء اليمن لأن مشكلتنا معهم ليست لأنهم ‏حوثيين ولكن لأنهم ظلموا وقتلوا وتمردوا.‏

إن بقاء السلاح بأيدي مليشيات الحوثي وبقاءه متمردا ‏ومسيطرا على مناطق صعدة وبعض المديريات في حجة ‏والجوف وعمران كارثة تهدد الوطن في أي لحظة بالتوسع ‏بقوة السلاح وتصفية كل مخالف بالقتل والتنكيل كما يحدث ‏في دماج أمام سم العالم وبصره.‏

• فرصة تأريخية لإنهاء تمرد الحوثي
إنها فرصة تاريخية لإنهاء تمرد الحوثي وتجريد مليشياته ‏المسلحة من السلاح الثقيل وإعادته لمخازن الجيش وتحرير ‏صعدة من قبضة مليشيات الحوثي وهذا سيتم على أيدي أبناء ‏اليمن الأحرار في كتاف وحرض وحاشد وغيرها من ‏الجبهات والذين يواصلون تقدم وتلقين مليشيات الحوثي ‏دروسا لا تخطر على بالهم. ‏

يا أنصار دماج واصلوا هذه المعركة لتخليص اليمن من شر ‏هذه الفئة الباغية القاتلة المتآمرة على هذا الوطن والله معكم ‏وسينصركم ويثبت أقدامكم لإنكم تقاتلون نصرة للمظلوم ودفع ‏للمعتدي والمتمرد تقاتلون نيابة عن أبناء الشعب اليمني كافة ‏فواصلوا معركتكم وعلى الجميع نصرتكم وتبا لمن تخاذل ‏وقصر فهناك من سيناصر ويقف والله سبحانه وتع إلى يقول: ‏‏(وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ).‏

وختاما: حتى لو فك الحوثي الحصار عن دماج فلا تصدقوه ‏فهي خطوة تكتيكية منه حتى يفك الحصار عنه وإذا تم له ‏الخروج من هذه المعركة بالصلح والوساطات وباسم السلام ‏وحقن الدماء فو الله إنها لكارثة وسيعتبرها استراحة محارب ‏وسيرتب أوراق ويلملم صفوفه ويواصل معاركة ضد أبناء ‏الشعب اليمني وذبح كل من يختلف معه ولنا معه تجارب ‏عديدة فلا تلقوا أسلحتكم حتى ينتهي تمرد الحوثي ويسلم ‏أسلحته للدولة ويأمن كافة أبناء اليمن ويعيشون بسلام.‏
والله المستعان..‏

زر الذهاب إلى الأعلى