من الأرشيف

اللعبة الإيرانية الغربية والسبات العربي

فاجأت الدول الغربية الشارع العربي بعلاقاتهم بإيران وموقفها من سوريا ولكنها لم تفاجئ ‏‏المحللين الذين يعرفوا إيران والدول الغربية تربطهم علاقات إستراتيجية معروفة، فسوريا مثلاَ ‏‏حليفة للغرب وهي تؤمن الجولان وسلمتها أصلاً لإسرائيل وخدمت الغرب في العراق ‏وضربت ‏الفلسطينيين في تل الزعتر وكانت أحد أماكن السجون السرية الغربية ومصلحها ‏مرتبطة بأمن ‏واستقرار إسرائيل .‏

ودعونا من الجعجعة ووجود سوريا بلبنان برضا غربي. أما إيران حليفة الدول الغربية في ‏‏العراق وأفغانستان وهي حليفتها في مياه الخليج والممرات.‏ وظل الإعلام العربي الذي ينفذ ‏أجندة غربية في سيكولوجية نفسية خادعة للقارئ والمستمع ‏العربي بأن الغرب سيضرب ‏المنشات النووية التي أصلاَ لا تشكل خطر على الغرب وإسرائيل.‏

هذه المنشات تحصل على كل ما تريد برضا الغرب الذي هو مطمئن أنها لتهديد الدول ‏العربية ‏ولفرض هيمنة إيران في المنطقة كشرطي في المنطقة وعصا غليظة للخارجين على ‏الكبار أو ‏الذين لا ينفذوا شروط الغرب ومصالحة .‏

ولوكان السلاح النووي الإيراني يهدد الغرب وإسرائيل تم ضربة في مهده ولتم ضربة ليلاً ‏‏دون إعلان أو لتم تدميره من الخارج، ولكن هذا السلاح يهدد العرب فقط وإيران تخدم الغرب، ‏‏مزقت العراق ودمرتها ومزقت سوريا وفتنت لبنان وأحرقت اليمن وتسعى جادة لتفتيتها ‏وإشعال ‏الحرب الأهلية وأهلكت الصومال وأشعلت الحرب الطائفية بالبحرين وحركت ‏الأقليات الشيعية في ‏عدة أماكن ومزقت فلسطين، فماذا بعد وكل يوم تهدد دول المنطقة وتصر ‏على احتلال الجزر ‏الثلاث بغطرستها وكبرها وعنصريتها ومصممة على السير في هذا النهج ‏وترفض أي إشارات ‏سلام من الدول العربية.‏ ويضحك الإعلام على العرب في قضايا الاعتدال ‏والتطرف عند القيادة الإيرانية بين نجاد وخامني ‏ورفسنجاني وروحاني وهي تغير أقنعة ولعبة ‏ذكية .‏

والسياسة الإيرانية أهدافها متصلة منذ عهد الشاه إلى اليوم هي نفس السياسة وإنما المتغير ‏هو ‏الوجهة الطائفية، وإيران هي نفس إيران الشاه التي كانت أرحم من إيران الحاضر، وظللنا ‏نواجه ‏الخداع بأن إيران دخلت سياسة الاعتدال في عهد روحاني وهاهو روحاني يصعد الأمور ‏في الجز ‏الثلاث ويتحدى العرب، وهاهو روحاني يصعد في تدمير سوريا ويحرقها وهاهو ‏روحاني يخرب ‏اليمن ويصعد الحرب ويقتل الشعب اليمني، فماذا تريدوا أكثر من ذلك.‏

والموقف الغربي لم يتغير والمحادثات الإيرانية الغربية في جنيف هي نكتة مملة ومسخرة ‏للعرب ‏الذين ضحك عليهم الإعلام العربي والصحف الصفراء والمحللين الذين يقبضون ‏الدولارات من ‏المحطات الفضائية التي تستخف بالمستمع العربي لتقول له أمريكا غيرت ‏سياستها تجاه سوريا ‏وتجاه إيران، هؤلاء يعرفون مليون بالمائة أن إيران والولايات المتحدة ‏بينهما تناسق وتعاون ‏إستراتيجي في العراق وسوريا وغيرها، والدول الغربية والولايات ‏المتحدة تسجع وتدعم إيران ‏ودورها مع الحوثي بصعدة وتدعم الدور الإيراني في البحرين ‏وتشترك مع إيران في الحكم في ‏العراق وتسعى لضم أرضي عراقية لإيران بعد تقسيم العراق ‏‏.‏

إستراتيجية إيران ضم العراق البصرة وبغداد والمناطق الغنية وحصر السنة في أماكن ‏وضمهم ‏للأردن وقيام دولة شيعية كبرى، وإيران لن تقبل بالحوار إلا وفق شروطها مثل ‏إسرائيل وترسانتها ‏النووية هي لإملاء شروطها على المنطقة بعد الحروب التي تسعى لها، ‏إيران تريد جر المنطقة ‏لحرب خليج الثالثة شاء من شاء وتجاهل وتغابى من تريد .‏

وهذه كنز لشركات الأسلحة والتعمير الغربية لتحقيق هدفين استقرار إسرائيل وحاجة العرب ‏‏للغرب والقبول بالشروط الغربية الاستعمارية وتفوق إسرائيل بأ قل الخسارة واستعادة أموال ‏النفط ‏والثروات العربية لمصانع الأسلحة والشركات العمرانية وغرها، وتجعل هذه المنطقة ‏تحتاج ‏للغرب ولا مانع من إعطاء روسيا نصيبها من خلال مسرحيات شراء أسلحة لمصر ‏والعراق... ‏الخ على حساب العرب .‏

العرب اليوم أمام برنامجين نوويين.. إسرائيل وإيران، والعالم متحد ضدهم إيران متحدة ‏صف ‏واحد ولا تفريط من أي قيادي إيراني ببلاده ولا قيادي إسرائيلي.‏ وهناك تشابه بين ‏إسرائيل وإيران في كل شيء.‏

أما العرب فمشكورون يتقاتلون في مصر بين رابعة والإنقاذ وأربع أصابع وخمس وسجون ‏وصراخ ‏وقتال في ليبيا وصراع فلسطيني وحصار عربي للفلسطينيين وقتال في اليمن نيابة ‏عن معركة ‏ألف وأربعمائة سنة وإعادة الناس لمعارك صفين والجمل وغيرها والعودة للقبلية ‏والتقسيم والتمزق ‏خدمة مجانية لإسرائيل وكأن دماء الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم للتحرير ‏تقوم من قبورها وتقول ‏لساسة اليوم لكم تستبدلون دمائنا الزكية بروائح منتنة قالها محمد بن عبد ‏الله نبينا صلى الله عليه وسلم .. دعوها فإنها منتنة ‏‏.‏

زر الذهاب إلى الأعلى