[esi views ttl="1"]

وقفات مع حديث الرئيس هادي عما يحدث في دماج

بالأمس دعا الرئيس هادي لوقف فوري لإطلاق النار في دماج وقال إنهم «لن يحصدوا إلا ‏الندم والخسران باستمرار مواجهاتهم العبثية».‏

وإن «ما يحدث هناك من مواجهات يدمي القلب والعين ويؤجج لفتنة خبيثة ستعم مناطق ‏كثيرة ولا بد للطرفين ان يفتحا المجال للقوات المسلحة لأخذ مواقعها في الأماكن التي ‏يتمترسان فيها».‏

‏ الرئيس هادي خلال احتفال حضره أمس الخميس وأقيم بالأكاديمية العسكرية العليا احتفاءً ‏بذكرى الاستقلال وبتخريج عدد من الدورات العسكرية من كلية الحرب العليا وكلية الدفاع ‏الوطني وكلية القيادة والأركان أكد خلال كلمته أن «قوات الدولة والشعب هي المعنية بوقف ‏هذه المحنة ولو ان الطرفين استفادا من دروس الماضي لأدركا ان مثل هذه المواجهات المؤلمة ‏لا تنتهي بمنتصر ومهزوم بل بخسارة تعم الجميع».‏

ولي مع حديث الرئيس هادي حول ما يحدث في دماج وقفات :‏
‏1 الرئيس هادي يصف مليشيات الحوثي وأهالي دماج على أنهم أطراف متحاربة وطرفا ‏نزاع وهذا ليس صحيحا على الإطلاق فلا مجال للمقارنة ولا يجوز المساواة بين الطرفين ‏فالكل يعلم أن جماعة الحوثي هي جماعة مسلحة متمردة خارجة على الأمة ومتمردة على ‏الدولة ولديها مليشيات مسلحة بالأسلحة الثقيلة وقد قامت بالاعتداء على أهالي دماج في ‏منطقتهم أكثر من خمس مرات وهذه المرة الأخيرة هي المرة الخامسة حيث قامت بقصفتهم ‏بالسلاح الثقيل وبالصواريخ وهاجمتهم بالدبابات وحاصرتهم منذ أكثر من شهر ومنعت دخول ‏الماء والغذاء والدواء وطردت لجنة الوساطة وأعتدت عليها دون أن يحرك الرئيس هادي ‏ساكنا ويعمل شيئا لحماية مواطنيه في مملكة الحوثي سوى إرسال لجنة وساطة وكأنه يتوسط ‏بين دول مجاورة ولا صلة لليمن بها إلا صلة الجوار فقط ومع هذا يصف مليشيات الحوثي ‏وأهالي دماج على أنهم طرفي نزاع مع أنه لا تكافؤ ولا مقارنة وهناك ظالم ومظلوم ومعتدي ‏ومعتدى عليه فمليشيات الحوثي هي المعتدية وأهالي دماج معتدى عليهم وظلموا وحوصروا ‏وما يزالون تحت القصف والحصار وهذه هي الحقيقة المرة والمؤسفة والتي يعرفها الجميع.‏

‏2 ما يصفها هادي ب"المواجهات العبثية" هي من جانب مليشيات الحوثي محاولة همجية ‏لتصفية أهالي دماج وإبادتهم وطردهم من تلك المنطقة لأنهم يختلفون معها فكريا ومذهبيا ‏وحتى تستكمل السيطرة على كل مناطق محافظة صعدة وتغلقها مذهبيا كعاصمة لدويلة ‏الحوثي أما أهالي دماج فقد وجدوا أنفسهم تحت النار والحصار والقصف بالسلاح الثقيل دون ‏أن تتدخل الدولة وجيشها في صعدة فدافعوا عن أنفسهم بما يستطيعون وبما يتوفر لهم من ‏سلاح خفيف فهم لم يعتدوا على مليشيات الحوثي ولم يهاجموا مران ولا ضحيان ولا مدينة ‏صعدة ولكن مليشيات الحوثي المسلحة هي من جاءت لمنطقتهم لإخراجهم منها أو قتلهم وقد ‏شرع الله لمن يواجه العدوان أن يدافع عن نفسه وأهله ومنزله وممتلكاته فأهالي دماج لا يحبون ‏الحرب ولا يسعون إليها ولكنها فرضت عليهم وهم دعاة سلام وصلح ودعاة أمن واستقرار ‏ولكن أجبروا على هذه الحرب وتأريخهم وتعايشهم مع كافة أبناء صعدة ممن يختلفون أو ‏يتفقون معهم منذ تأسيس دار الحديث قبل 35 عاما يؤكد هذا .‏

‏3 أما قول الرئيس هادي وحديثه عن أن "ما يحدث هناك من مواجهات يدمي القلب والعين ‏ويؤجج لفتنة خبيثة ستعم مناطق كثيرة ولا بد للطرفين ان يفتحا المجال للقوات المسلحة لأخذ ‏مواقعها في الأماكن التي يتمترسان فيها" فهذا الحديث العاطفي المتباكي على ما يحدث ينقصه ‏العمل لتغييره فمن غير المقبول أن يقف رئيس دولة بكل إمكانياتها عاجزا عن فرض السلام ‏في دولته وإيقاف المعتدي وردعه ونصرة المظلوم وحمايته خاصة وأن لديه القدرة والإمكانيات ‏وطرق ووسائل عديدة وإلا فليدعم التحرك الشعبي ضد هذه الفئة الباغية التي أعتدت على ‏أهالي دماج في بيوتهم ومنطقتهم وقصفتهم بكل أنواع الأسلحة وحاصرتهم وخرقت وقف ‏إطلاق النار مرات عديدة وداست على الجهود الرئاسية والبرلمانية والشعبية والوساطات ‏المتعددة بأحذية مقاتليها فدعم الرئيس هادي لهذا التحرك الشعبي في حال حدوثه هو أضعف ‏الإيمان وأقل الواجب فهذا التحرك يسعى فقط لفرض السلام في صعدة بجهود شعبية وإيقاف ‏العدوان الحوثي على دماج وإجبار مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة على تسليم سلاحها ‏الثقيل للدولة وتحرير صعدة من تمرد جماعة الحوثي فتكون هذه القبائل من أنصار دماج قد ‏فرضت السلام وأوقفت العدوان وأسدت للدولة خدمة كبيرة حين خلصتها من تمرد مليشيات ‏مسلحة تقوم بتصفية الآخر والاعتداء بالسلاح الثقيل على من يخالفها وتتوسع بقوة السلاح كما ‏حدث في حجة والجوف وعمران وغيرها وعلى حساب الوطن ووحدته وأرواح أبناءه ‏وممتلكاتهم وأمنهم واستقرارهم .‏

‏4 أما قوله " قوات الدولة والشعب هي المعنية بوقف هذه المحنة" فنقول: نعم صدقت ولكن ‏متى ستتحرك هذه قوات الدولة وتؤدي مهامها وتقوم بواجبها في حماية الموطنين ؟!!‏

هل ستتحرك بعد تصفية كل أهالي دماج وبعد أن ينتهوا قتلا وجوعا ومرضا ؟!!‏
متى ستتحرك قوات الدولة لفرض السلام وإيقاف المواجهات وفرض الأمن والاستقرار وتبدأ ‏باستلام أو انتزاع المواقع العسكرية والجبلية من مليشيات الحوثي المعتدية الباغية ثم تستلمها ‏أو تنتزعها من أهالي دماج ؟!!‏

‏5 أما قوله أن " ان مثل هذه المواجهات المؤلمة لا تنتهي بمنتصر ومهزوم بل بخسارة تعم ‏الجميع " فنقول له : ماذا فعلت الدولة بقواتها وإمكانياتها حتى لا تعم الجميع الخسارة ؟!!‏
وماذا عملت الدولة وقواتها لوأد الفتنة إن كان ما يحدث فتنة ؟!!‏

ألم تتفرج الدولة على مليشيات الحوثي المسلحة المتمردة تقصف دماج بالأسلحة الثقيلة بما ‏فيها الصواريخ وتحاصر أهلها وتمنع عنهم الماء والغذاء والدواء منذ بداية العدوان ؟!!!‏
غياب الدولة في صعدة سبب كل المشاكل

إن أساس المشكلة التي نتجت عنها هذه الأحداث هي غياب الدولة في صعدة أو تغييبها ولو ‏فرضت الدولة هيبتها وفرضت النظام والقانون على الجميع وجردت كل مسلح بسلاح ثقيل ‏ومتوسط من هذا السلاح وأنتشرت بقواتها وسيطرت على كل منطقة في صعدة وأنهت التمرد ‏لانتهت كل المشاكل ووأدت كل الفتن وإن كان يظن هادي أو غيره أن الحوثي سيسلم سلاحه ‏‏"الثقيل" للدولة بعد إنتهاء مؤتمر الحوار وبعد أن وقع فريق الحوثي في مؤتمر الحوار على ‏ذلك وتلقى التوبيخ الشديد من السيد وممن يمول ويدعم فهو واهم أما التفرج الرئيس والحكومة ‏على قتل وحصار المواطنين على يد فئة باغية ومليشيات مسلحة متمردة "مما يدمي القلب ‏والعين ويؤجج لفتن كبيرة" حسب قول هادي وانتظار انتهاء مؤتمر الحوار فهذا لا يجيزه شرع ‏ولا دين ولا ضمير وربما حينها يتسع الخرق على الراقع وتخرج الأمور عن السيطرة ناهيك ‏عن الأرواح التي تزهق والأنفس التي تقتل من أبناء اليمن والخسائر والآثار المدمرة ،خاصة ‏وأن مؤتمر الحوار حتى وإن انتهى خلال يومين لن يأتي بجديد في هذا الصدد فالحوثي لن ‏يسلم سلاح مليشياته وقادة جماعة الحوثي يصرحون في وقت السلم بأنهم لن يسلموا السلاح ‏حتى قيام الدولة المدنية وحتى يسلمه كل يمني وغيرها من المغالطات فكيف سيقولون الآن ‏ومليشياتهم تواجه تحركا شعبيا مسلحا نصرة لأهالي دماج المظلومين وردا على حصار ‏مليشيات الحوثي لأهالي دماج وقصفهم بكل أنواع الأسلحة ؟!!‏

تساؤل أخير :‏
فهل يتبع هادي أقواله بأفعال جادة وتحركات عملية في أرض الواقع تمنع عدوان أي فئة ‏على أخرى وتحمي جميع المواطنين وتفرض الأمن والاستقرار والسلام أم أنه قد تحول إلى ‏منظر ومحلل سياسي وليس رئيس دولة مسئول ولديه كل الإمكانيات والسلطة والشرعية ؟!!!‏

زر الذهاب إلى الأعلى